خبر تمويه أخلاقي للقمع والفساد- اسرائيل اليوم

الساعة 09:48 ص|16 ديسمبر 2014

بقلم: دانييل دورون

(المضمون: عمى اخلاقي عميق يستطيع تفسير تأييد اقامة الدولة الفلسطينية الاجرامية - المصدر).

حوالي ألف اسرائيلي من الحائزين على جائزة نوبل وجائزة اسرائيل، سياسيين رفيعي المستوى، جنرالات متقاعدين، كُتاب، رجال اعلام، قضاة واطباء، دعوا البرلمان البريطاني لتأييد اقامة دولة فلسطينية. تأييد مستمد من الحقوق السياسية للمقموعين، حتى نقف على المغزى الحقيقي – فرض دولة جريمة عربية اضافية على الفلسطينيين البائسين. فقط سحق اخلاقي عميق، فقط حوار مزدوج، الذي يقدم الاجحاف على أنه عدالة، يسمحون بعرض هذا العمل البشع – الذي سيدفع ثمنه الباهظ عرب مساكين، وبالذات النساء، الاولاد والضعفاء – كفعل لاستنفاد حقوق الانسان.

لقد جلب التاريخ لجيراننا عرب الانتداب البريطاني في فلسطين (التي كانت مخصصة لاقامة بيت قومي لليهود كجزء من صفقة تنازل فيها العرب عن هذه المنطقة مقابل معظم مناطق الامبراطورية العثمانية التي حررتها القوات البريطانية) – أن تكون شخص بائس، يعيش في نقصان فظيع ومستعبد لسلطة المجرمين. مثل معظم العرب، هم ضحايا الثقافة الاسلامية المريضة، ثقافة القمع الديني، استعباد وفقر متجذر في بنية العائلة الأبوية القمعية. حيث للنساء والاولاد والضعفاء لا توجد حقوق انسانية.

كان قدَرنا أن نكون جيران. كبشر ممنوع أن نكون لامبالين لكارثتهم (لا يوجد انسان هو جزيرة لنفسه، كما كتب الشاعر جون دون)، ايضا لأنه مستغل كسبب لحرب تدمير اسرائيل. علينا فعل كل شيء من اجل مساعدتهم للتحرر من القمع والاستغلال المفروض عليهم من قبل زعماءهم في الماضي والحاضر – من العثمانيين والبريطانيين وحتى أبناء شعبهم، مثل المفتي، مثل عرفات وأبو مازن. يجب أن نساعدهم من اجل النمو الاقتصادي وتشكيل مجتمع انساني.

لا يوجد لفاقدي الحقوق اهتمام كبشر. 60 عاما لم يفعلوا أي شيء من اجل تفكيك السيطرة الحمساوية التي خلقتها الاشتراكية في اسرائيل، لم يحاربوا مركزية السلطة والاموال المفسدة لاسرائيل. هم يريدون فقط الآخرين والسياسة، اعطاء الفلسطينيين دولة لن تُحسن حياتهم، بل تزيدها سوءً. تحويل السلطة الفلسطينية المجرمة والقمعية والمركبة من قتلة ولصوص الى دولة، ستنغص حياة سكانها أكثر وتضعهم في حرب دينية. قمنا من خلال اوسلو بفعل شيء بشع حينما فرضنا على الفلسطينيين في المناطق جماعات الاجرام والارهاب التابعة لعرفات، بحجة أنهم سيحاربون حماس بدلا منا بدون تحفظات محكمة العدل العليا و"بتسيلم".

عمى اخلاقي عميق فقط يستطيع تفسير تأييد اقامة دولة جريمة فلسطينية، دون الأخذ في الحسبان النتائج الكارثية التي سيسببها عمل بشع كهذا. واضح أنه خلال اسابيع ستسيطر حماس على الضفة الغربية، كما فعلت في غزة، وستبدأ بهجوم صاروخي في قلب البلاد. ولن تستطيع الحكومة الاسرائيلية التغاضي كما تغاضت الحكومة الاسرائيلية لسنوات عن قصف سدروت والنقب. ستضطر اسرائيل هذه المرة الى احتلال مناطق الضفة (الاحتلال هو خدعة ودعاية، إلا اذا كان المقصود الاحتلال من قبل عرفات وقتلته).

ستكون هذه حربا دموية في منطقة مأهولة باكتظاظ، قتلى كثيرين من الطرفين، وسيهرب معظم العرب الى الاردن، يُسقطوا المملكة ويقيموا غزة اخرى شرقا. هذا هو المغزى الحقيقي لتأييد معسكر السلام للدولة الفلسطينية. قمع، دم ونار ودخان، حرب ستبعد السلام.