حوار ابو مرزوق : عباس اوقف التحقيقات في التفجيرات وسنواجه أي جماعة خارجه عن القانون في غزة

الساعة 06:59 ص|07 ديسمبر 2014

غزة-خاص

أبو مرزوق في حوار خاص مع فلسطين اليوم

-المُصالحة معطلة، ولدى حماس بدائل اذا استمر تجاهل غزة

-ادعاءات فتح بأن حماس تضع عراقيل امام حكومة التوافق كذب وتضليل

-دعونا ولا زلنا السلطة لاستلام معبر رفح ونشر الأجهزة الأمنية على الحدود

-سيري ابلغنا بتعديل مجمل القضايا التي كان عليها ملاحظات في خطته

-نسعى لبناء علاقة جيدة مع مصر وإيران

-ايران هي الدولة الوحيدة التي دعمت حماس ماليا وعسكريا وتدريبياً

-حماس دفعت كثيراً جراء مواقفها من سورية وايران وغيرها

-حماس ستواجه أي تشكيلة أو جماعة خارجة عن القانون في غزة

غزة – فلسطين اليوم-خاص

بعد ستة أشهر من تشكيل حكومة التوافق الوطني ، ومدى قيامها بواجباتها الموكلة إليها ، وأمام حالة الجمود التي تعيشها الساحة الفلسطينية بعد التفجيرات الأخيرة التي استهدفت منازل قيادات حركة فتح، وازدياد معاناة المواطنين الذين تعرضوا للضرر من العدوان الإسرائيلي ، وبطء حركة الإعمار ، والبدائل أمام حركة حماس أمام هذا الواقع، أجرى مراسل وكالة "فلسطين اليوم" حواراً شاملاً مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق تناول مجمل الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة، من المصالحة ، والبيانات التي تصدر باسم الدولة الإسلامية ، وعلاقة حماس مع مصر، وإيران، وإمكانية اعادة العلاقة مع القيادي محمد دحلان، وموقفها من تحرك الرئيس محمود عباس لمجلس الأمن، وغيرها من القضايا.

أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن بطء الاعمار في قطاع غزة، وتتخذ من مسألة الاعمار وسيلة للضغط على الناس ودفعهم باتجاه الخروج في وجه حماس ، لافتاً إلى أن السلطة تتلكأ حتى الآن في أن تتخذ أي إجراء يتعلق بالمال الذي جرى رصده لإعادة الاعمار. موضحاً ان روبرت سيري أبلغ حماس شفوياً بأنه جرى تعديل على مجمل النقاط التي تم الاعتراض عليها في الخطة .

وبشأن التفجيرات الأخيرة، حمل أبو مرزوق سبب توقف التحقيقات في حادثة التفجيرات الى الرئيس محمود عباس الذي هاجم حماس واتهم أشخاصاً منها بالوقوف خلف التفجيرات ، كما انه طالب بعدم اجراء تحقيقات، وأكد على ان استئناف التحقيقات بحاجة الى ان يكلف وزير الداخلية رامي الحمد الله الأجهزة الأمنية لتحمل مسؤوليتها.

وبخصوص البدائل لدى حماس اذا ما استمر الوضع الراهن على ما هو عليه من حالة جمود، قال أبو مرزوق :" أقول وأكرر أن لدى حماس بدائل ستعلن عنها في وقتها إذا بقي الوضع على ما هو عليه وعدم اهتمام حكومة التوافق الوطني والرئيس محمود عباس في غزة، مشدداً على أن حماس تريد للمصالحة ان تستمر .

إليكم نص الحوار:

- المصالحة تراوح مكانها والتفجيرات جمدتها ، هل من بدائل لدى حركة حماس إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه ؟ وهل هناك نية لدى حركة حماس بالتراجع عن المصالحة ؟

يعني المصالحة بلا شك مُعطلة الآن وهي ليست المرة الأولى التي تُعطل فيها ، فالمصالحة مرت بكثير من التفاعل مرة والتباطؤ مرة أخرى ، ومرة تسارع ومرة تباطؤ، وبلا شك اليوم نرى ظاهرة عجيبة في تباطؤ ليس مبتدأها التفجيرات المدانة والمرفوضة، وإنما هي منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني تبدى كثير غياب للإرادة السياسية المتعلقة في المضي بالمصالحة قدماً ، من خلال أهم وأبرز معلم من معالمها وهي الحكومة، لأن مهامات الحكومة هي الأهم في النظام السياسي الفلسطيني، فهي من ستشرف على الانتخابات ، وإعادة الإعمار، وتوحيد المؤسسات ، وهي من ستتكفل بملفات المصالحة الأخرى ، كملف المصالحة المجتمعية ، والحريات العامة ، من خلال أدواتها المعروفة شرطة وغيرها، لكن للحقيقة يوجد تباطؤ شديد جداً في تنفيذ الحكومة لمهامها، وعندما نسأل أعضاء الحكومة ، يجيبون بوضوح ، بأنه ليس هناك قرار سياسي بأن نمضي في هذا الاتجاه.

إذن الحكومة وبسط مسؤولياتها تحتاج إلى إرادة سياسية وقرار سياسي، وهذا الذي تحتاجه المصالحة حقيقةً، والقطاع أصبح بلا مديراً له، ولا صحيح بوجود حكومة ظل.

- قلتم أن موعد حكومة التوافق الوطني هو 2 ديسمبر وتنتهي، ماذا بعد ذلك ؟

ج) الحكومة فيما ضُرب من مواعيد للحكومة أن مدتها 6 أشهر بحد أدنى لإنجاز المهام الموكلة إليها وبحد أقصى سنة ، ومن ثم تؤل لحكومة وحدة وطنية حسب ما تم الاتفاق عليه مع الإخوة في حركة فتح، لكن بلا شك أن تباطؤ هذه الحكومة هو تباطؤ ظاهر ولا يمكن أن يبقى قطاع غزة حمولة زائدة لا تستطيع هذه الحكومة تحمله، ولا يوجد قرار سياسي يحمل قطاع غزة، القطاع الآن كما تشاهد بلا رواتب وبلا ميزانيات تشغيلية للمؤسسات، وحركة حماس لن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية سواء تجاه الموظفين أو المكونات الموجودة في قطاع غزة والناظمة لحركة المجتمع لأنها جزء أصيل من هذا المجتمع أولاً، والأمر الثاني عليها مسؤولية وطنية وتشعر بها أكثر من غيرها لكونها المجموعة التي أفرزها الشعب لإدارة شؤونه ، فلا يمكن أن نتخلى عن شعبنا، وسنحاول بكل الطرق إيجاد البدائل التي نستطيع أن نعالج بها كل هذه المشكلات، لكننا لن نرمي المصالحة خلف ظهورنا ، فالمصالحة ليست مجرد خطوة سياسية ، وإنما قدر الشعب الفلسطيني، ومستقبله ارتبط بوحدته. وأعتقد أن حالة الرفض الآن الموجودة في الشارع الفلسطيني التي ترفض هذا الواقع وتشير بأصابع الاتهام إلى تقصير الحكومة وإلى دفع الأخ أبو مازن لتحمل مسؤولياته بحكم مسؤوليته كرئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لا بد أن تكون حاضرة في أذهاننا عندما نتكلم عن كل هذه القضايا ، لأننا لن نتجاوز ما قررناه بالنسبة للمصالحة وسنبقى في مربعها.

- قيل أن غزة شرعت ضرائب جديدة على عدة سلع بدون علم ورضى حكومة التوافق الوطني.. هل هذه هي خطوة أولية للنظر في موضوع حكومة التوافق ، وأحد البدائل لحماس؟

ج) لا يوجد لدى تفصيلات حول هذا الموضوع ، لأن هذا الموضوع اتخذ في الإدارات الموجودة حاليا على رأس عملها، سواء الضرائب أو الاقتصاد أو غيرها ، لكن في الحقيقة موضوع الضرائب عموماً لا بد من فهمه، فمعظم الضرائب يوجد اتفاق بين السلطة وإسرائيل على تحصيلها مباشرة عن كل ما يرد قطاع غزة، وهناك ضرائب تم إلغاؤها بقرار من السلطة، وهناك ضرائب لا تُحصل على سلع معينة في غزة، فيبدو من السؤال أن الضرائب الموجودة على السلع التي لا تُدفع لرام الله والمفروض تدفع للحكومة ، اعتقد الحديث يدور على هذا النوع من الضرائب وليس ضرائب جديدة، فهي ضرائب كانت موجودة ولكن لم تحصل وهم فعلوا تحصيلها في هذا الوقت.

- أين يذهب التحصيل ؟

ليس لدي تفصيل، اعتقد في جزء من الضرائب كانت تدفع لغزة والآن تدفع لرام الله مباشرة كالضرائب التي تدفع للبنوك والاتصالات وغيرها، وهناك بعض الشرائح التي لا تستطيع رام الله تحصيلها بالتالي تدفع هنا في غزة، هو هذا ما يتم تحصيله، وهذا ما يستخدم للميزانيات التشغيلية لأجهزة الحكومة في غزة.

- هل جرى تعديل على خطة سيري لإعادة الإعمار ، وما هي أبرز التعديلات علما أن مدير عمليات الأنروا نفى أن يكون هناك أي تعديل ؟

ج) للحقيقة أنا لم أر خطة سيري ولم أر شيء مكتوب مُعدل على الخطة، هذا كله كلام شفوي، أنا رأيت إجراءات وآليات للأمم المتحدة ويوجد بها الكثير من الأشياء المعوقة للإعمار والمهينة للشعب الفلسطيني، وفي الفترة الأخيرة تم الاعتراض على هذه المسائل ، ثم كلمنا روبرت سيري وأبلغنا بأنه تم التعديل على مجمل النقاط التي كانت عليها ملاحظات، مثل التفريق بين الناس، فكان في تفريق بين الناس بمعنى أن الناس المستهدفين بشكل مباشر من الاحتلال سيحرموا من التعويض وإعادة البناء فهذا تم رفعه ، كذلك كان هناك اعتراض على بعض الأماكن للمصانع المجاورة للحدود وتم رفعه، مشاكل في الكميات وتم تغيير هذه السياسة، كان في نظام معين لحقوق المتضررين أيضا تم رفع مثل هذه الإجراءات كالجي بي إس والتلفونات ومعلومات شخصية شعر الناس بأنها معلومات أمنية أكثر من أنها معلومات ضرورية لإعادة الإعمار ، إضافة إلى أنهم أبلغونا في كثير من القضايا شفويا انه تم تعديلها. اما في قضايا أخرى لا زالت موجودة كفتح المعابر ، توسيع المعبر ، دخول الآليات الثقيلة هذا كله نسمعه كلاما ولا نرى شيئا منه على الأرض.

أيضا هناك مشاكل في المال، السلطة تتلكأ حتى الآن في أن تتخذ أي إجراء يتعلق بالمال ، ولا يوجد دولة قامت بإعطاء المال اللازم للسلطة غير قطر للبدء بالإعمار، بالتالي مطلوب تشكيل لجنة للحث على إيفاء الناس بالتزاماتهم تجاه الإعمار سواء من النرويجيين أو المصريين أو الفلسطينيين أو غيرهم ممن يدفع في هذا الاتجاه حتى يبدأ الإعمار بوتيرة أوسع مما هي عليه الآن.

- من يتحمل مسؤولية بطئ الإعمار ؟

ج) للحقيقة والتاريخ سيري مجرد آلية ، ورفضنا في حركة حماس أن يكون جزءاً من آليات عملية الإعمار، وأكدنا في كل المراحل على أن السلطة الفلسطينية يجب أن يكون بيدها ملف الإعمار، واعتقد أن التباطؤ في إعادة الإعمار في أساسه من السلطة الفلسطينية.

وحتى وان لم يكن هناك أموال ، فيوجد القطاع الخاص الذي لو تم تفعيله لتم إنجاز الكثير من القضايا ، فيوجد أموال كافية لرفع الردم والركام الموجود الآن ليستطيعوا من خلاله تشغيل عدد كبير من الناس وينتجوا منه الحصمة والحديد ، وبالتالي أتصور أنه من الممكن أن يكون هناك خطوات كثيرة لو تحركت السلطة وأخذت مسؤولياتها.

فالسلطة أرادت أن تتحمل إعادة الإعمار وقبل ذلك أحد أهم مهمات حكومة التوافق هو إعادة الإعمار، لكن نلاحظ ان السلطة مرتجفة ومترددة ولا تقوم بالتزاماتها حقيقة، ومن هنا تأتي دعواتنا لهم بأنه لا بد أن يقوموا بمسؤولياتهم كاملة.

- هناك اتهامات من قبل حركة فتح بأن حماس تضع العراقيل أمام الحكومة لاستلام مهامها في القطاع إضافة إلى أن حماس تطالب بنصيب من الاعمار، ما صحة ذلك؟

هذه مزاعم وكذب ، وهناك كثير من الناس يستسهلون الكذب لعله يوصلهم لإقناع الناس بمواقفهم ، وهذه القضايا كلها افتراء على الناس وعلى الله. فنحن لم نطلب شيئاً ، بالعكس نريد أن نقدم لشعبنا ولا أن نأخذ منه، علماً أننا بادرنا من أول لحظة بتوزيع مساعدات على المتضررين دون أن يطلب منا أحد ، خاصة أنه توجد حكومة من مسؤولياتها أن تتحمل ذلك ، ووزعنا أكثر من 50 مليون دولار على المواطنين المتضررين . فنحن في حماس نريد سرعة إعادة الإعمار ونريد أن يشعر شعبنا بالرضى على الأقل وبتقديم يد المساعدة له بكل الامكانيات.

أما بالنسبة للمعابر ، فأي معيق موجود لعودة المعابر وفتحها ولتشغيلها، أولا المعابر تحت مسؤولية السلطة قديما وحديثا ومستقبلاً، ومدير المعابر معروف من رام الله، حماس صحيح موجودة في معبر رفح لكنها غير موجودة في بقية المعابر، السلطة موجودة هناك، ونحن طالبناهم بعودة الموظفين القدامى على المعابر ليقوموا بأعمالهم لكنهم لا يريدون أن يتقدموا بأي خطوة من هذا الاتجاه. وطالبناهم بعمل آليات لتفعيل هذه المسالة واستلام معبر رفح البري ومع ذلك لا حياة لمن تنادي، لأنه في الحقيقة هم يريدون الضغط على شعبنا الفلسطيني. ويتخذون من الإعمار وسيلة للضغط على غزة.

فهم فعلاً يرون أن غزة عبئاً يريدون التخلص منه بأي طريقة، وكثير ممن في السلطة خاصة هذه الأيام يرون أن غزة إما محسوبة مع حماس أو مع محمد دحلان ، وهم لا يريدون حماس ولا دحلان لذلك تاركين غزة ومستقرين في رام الله، وإلا ما معنى أن تضع السلطة ميزانية العام القادم 2015 للضفة فقط وتستثني غزة منها.

فنحن نؤكد أن لدينا إرادة حقيقية في الإصلاح ، واستلامهم المسؤوليات، ووحدة فلسطينية، أما أن يريدوا أن يضعوا كل هذه العراقيل في غزة لينفجر الناس في وجه حماس ، فاعتقد أن هذا مطلب خيالي.

- الفصائل أجمعت بما فيها حركة حماس على إدانة واستنكار التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات حركة فتح وضرورة الكشف عن الفاعلين من قبل حماس بحكم سيطرتها الأمنية على غزة .. لماذا لم يتم الكشف عن هؤلاء حتى الآن ؟

طيب ، يوجد لجنة مُشكلة للكشف عن موضوع الشهيد أبو عمار رحمه الله ، وحتى اللحظة ما هي النتيجة التي توصلت لها حركة فتح واللجنة المشكلة؟، وهناك العشرات من القضايا ومنها إطلاق النار على "أبو مازن" في فترة سابقة، فممكن نسأل من الذي أطلق النار؟ وكشف نتيجة التحقيقات، إضافة إلى أن هناك العشرات من الحوادث لم يتم التوصل فيها إلى نتيجة، لذلك كيف لهم أن يعلقوا مصلحة الشعب الفلسطيني كله في شيء متوقع مكن نصل فيه لنتيجة أو لا؟.

المسالة لا تحتاج إلى كل هذا الاجتهاد، لأن أبو مازن رفض استكمال التحقيق لأنه عنده التفاصيل والأسماء وأعلنها ، ووردت أسماء من قبل الإخوة في فتح وخلال عشرة دقائق تم اتهام حماس وبعد ساعة أعلنوا أسماء... فلماذا التحقيقات ؟... ففي الواقع هذا الاتهام السريع وهذه الإدانة السريعة والهجوم والتوقف في كل الملفات ، أعتقد بأنه لا يوجد مبرر واحد لكل ذلك، نحن أدنا الحادث قبل حركة فتح ، وسارعت الأجهزة الأمنية وأرسلت حراسات على الإخوة المتضررين في 15 موقع، وتم تشكيل لجنة للبحث في هذا الموضوع وبدأوا التحقيق مباشرة في هذه المسائل ووضعوا أيديهم على كل التسجيلات وبعض الإشارات، ثم فجأة طلب منهم الرئيس عباس التوقف، وقال نحن نعلم ولا لزوم للتحقيقات ونالت حماس من الإهانة ما لم تنل من قبل.

في النهاية طلبنا حتى تستأنف التحقيقات ، ان يتصل مسؤول الداخلية بالأمن في غزة وتكليفهم بإجراء التحقيق، وإلا من سيتحمل المسؤولية السياسية عن هذه الإجراءات... لماذا لم يتصل وزير الداخلية بمسؤولي الأمن الداخلي؟ ولماذا يُطلب من حماس وهي من سلمت الحكومة في 2/6 ؟.

- بعض المتحدثين باسم حركة فتح يقولون أن اتفاق القاهرة ينص على أن الأجهزة الأمنية تبقى تحت سيطرة حركة حماس ولا تغيير فيها في ظل حكومة التوافق، ولذلك مطلوب منها الكشف ؟

لا هذا ليس الاتفاق، ولا يوجد شيء من هذا القبيل، الاتفاق يقول "في وحدة للمؤسسات بين رام الله وغزة"، ترفع الحكومتين وتصبحان حكومة واحدة، باستثناء الأجهزة الأمنية تبقى كما هي حتى الانتخابات ، ثم تشكل لجنة عربية برئاسة مصر من أجل إعادة الهيكلة والالتزام في المعايير التي تم وضعها في اتفاقية المصالحة، وبالتالي ليست الأجهزة الأمنية تحت سيطرة حماس أو فتح بل بالنص "الأجهزة الأمنية يجب تحييدها عن فتح وحماس وتبقى أجهزة أمنية وطنية" فهي تابعة لوزير الداخلية بالضرورة ، لكن لا يتم التعديل فيها ولا في هيكلياتها وعقيدتها الأمنية وتبقى كما هي وتجرى الانتخابات من 6-12 شهر ، ثم بعد ذلك تأتي اللجنة وتعيد الهيكلة وتفرض العقيدة الأمنية التي توافقنا عليها.

لماذا لم يتم عودة عناصر الأجهزة الأمنية السابقين ودمجهم في أجهزة أمن غزة كما تم التوافق ؟

اتفقنا على عودة 3 آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية المستنكفين ، وتدمج بالأجهزة الموجودة حالياً ورحبنا بذلك ولازلنا نرحب ، ونطالب ونُصر على أن يعودوا، لأننا بحاجة لهؤلاء بالضرورة للوقوف على الحدود وتنتهي كل الذرائع والاتهامات لحماس بأنها تفعل ولا تفعل.

نحن نطالب بإصرار العودة ويستلموا معبر رفح والحدود مع الكيان الصهيوني لرفع أي ذريعة عند أي جهة من الجهات بالتخلي عن مسؤولياتها أو بالنكوص عن التزاماتهم.

من المتضرر من هذه التفجيرات ؟

من تضرر من هذه التفجيرات هي حركة حماس ، والأجهزة الأمنية وسمعتها ، والسلم المجتمعي في غزة ونحن معنيون بالسلم المجتمعي، وقلنا ذلك منذ اليوم الأول. وحاولنا أن نبذل جهدنا ، لكن القصة خرجت عن المعقول.

يقال أن الاتصالات استؤنفت بينكم وبين رام الله، وأن هناك حديث عن إمكانية زيارة رئيس الوزراء لغزة قريباً ؟ ما صحة ذلك ؟

يقال أن هناك زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء ، وصار حديث مع الأخ "أبو العبد" حول هذه الزيارة، ونحن بلا شك نرحب بهذه الزيارة وأي خطوة إيجابية تدفع باتجاه تسلم الحكومة لمسؤولياتها بما في ذلك المعابر ، الأمن ، وكل مرافق الحياة في غزة، ويحلوا المشكلات المعيقة لعملهم بكل معنى الكلمة.

قطاع غزة في النهاية عانى حصار أكثر من الحصار الحالي الذي يقوم فيه إخواننا في رام الله,

وعانينا من حصار لا بنزين ولا سولار ولا أي شيء، ومقومات الحياة كلها كانت منعدمة وصبر شعبنا ولم يخرج في مسيرات لأنه يعرف الحقائق. بل بالعكس صبر وثابر حتى تم تسوية القضايا. اليوم إذا ظنوا أن هذه القضايا ستُفشل حركة حماس وتجعل الناس يتهمونها بإعاقة الإعمار، أقول وأكرر "لدينا الكثير مما في أيدينا نستطيع فعلاً ان نأتي ببدائل ، ولن يعجز شعبنا في غزة على أن يدير أمره ويرفع مشاكله وينزع شوكه بيده. لكننا حريصون على استمرار المسيرة وان لا يكون ما يعيق المسيرة بأي حال من الأحوال.

ما هي هذه البدائل ؟

حينما سيأتي وقتها سيتم الإعلان عنها.

- صدر بيان باسم داعش يهدد كتاب ومثقفين في غزة .. هل فعلاً توجد خلايا باسم داعش في غزة ؟

بلا شك ، في ظل هذه الضغوط الهائلة هناك من يجد علاجا بالاتجاه إلى داعش، ويوجد ظاهرة في غزة تتبدل، فيوم تسمى الدولة الإسلامية ، ويوم تسمى الإمارة الإسلامية، ويوم تسمى جيش الإسلام، ويوم بيت المقدس، فهم نفس الأشخاص وكل يوم يلبسون اسم حسب الظرف الموجود.

وأقول أن كثرة الضغط على الناس ستجد كثير من الناس يفكر باللامعقول، ولقد وجدنا ناس بسبب هذه الضغوط يركبوا البحر، وناس يتجهون للعدو متسللين للداخل الفلسطيني، وستجد ناس يتطرفون إلى هذا الاتجاه وهذا ليس غريباً في مثل هذه الظروف.

هل يوجد الان تشكيلات تحمل أي من الأسماء التي ذكرتها ؟

شيء ممسوك باليد لا يوجد لنتحدث عنه.

هل لو وجد تشكيل ما باسم داعش ، ستقاتله حركة حماس؟

أي حاجة خارجة عن القانون والعرف حماس لن تتواني أن تواجهها ، لكن أقول أن حماس في النهاية حركة تحرر وطني وهدفها واضح ومسعاها واضح وآلياتها واضحة ، وعدوها واضح ولن تنشغل في كثير من القضايا التي تثار هنا وهناك، فلا تتدخل في شأن داخلي لأي بلد ولا بمستقبل فكري موجود هنا أو هناك، وهمنا تحرير بلدنا ، وسلم اجتماعي في غزة بعيداً عن كل تطرف وكل تجاذبات حول المقاومة ومستقبلها.

ففي كثير من الظواهر في النهاية السبب الأساسي لظهورها هو انعدام الحرية والخيارات والديمقراطية وظلم الذي يقع على الناس، هي ظواهر تظهر وتغيب حسب ضغوط الموجودة عليها من هنا أو هناك. مطلوب من كل المنطقة حقيقة مزيدا من الحريات والديمقراطية وتبادل السلطة والحوار والانفتاح حتى لا يظهر أي تطرف في الفكر والسلوك.

هناك أصوات في حركة حماس ترحب بالعلاقة مع محمد دحلان ؟ هل هناك تجاه للتحالف مع دحلان في ظل تأزم الوضع مع الرئيس عباس ؟

لا أخفي عليك نعم ، يوجد ناس يقولون أنه ما دام السيد الرئيس عباس لا يريد غزة ويعتبرها حمولة زائدة ، وأن العدو المركزي هو حماس ، ويكرم كل من يسيء لحركة حماس كما حدث مع عندما كرم الاعلامي المصري توفيق عكاشة ، وفصل الاعلامي أحمد زكي الذي انتقد عكاشة من تلفزيون فلسطين ، فأنت أمام ظاهرة في منتهى الخطورة ، وكل ثلاثة أسابيع يظهر ابو مازن على الإعلام المصري ولا هم له إلا مواجهة حماس ، لكيل التهم والشتائم ، والرئيس يبحث عن كل من يهين الشعب الفلسطيني ليكرمه، وآخرها البرقية التي أرسلها لعائلة الشاعر اللبناني سعيد عقل ، هذا الذي هاجم الفلسطينيين وتمنى أن يكون من الذين قتلوا الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا، وهذا الذي رحب بالعدو الصهيوني في لبنان حتى لا يبقي أي فلسطين في لبنان، وبعد كل هذا يُكرم ، أعجب من ذلك...

ثم لماذا كل الأكاذيب التي يكيلها لحماس ؟.. ما الذي يريد أن يصل إليه سيادة الرئيس من كل هذا؟ فعدوي وعدوك إسرائيل ، وبيني وبينك من الاتفاقيات ما جعل الأمور أسهل من ذلك بكثير، فلا بد شيء من الواقعية والوطنية والنظرة للمستقبل على الأقل، والرئيس الآن في الثمانينات من عمره ، ماذا بقي حتى يضيع الحقوق الوطنية بهذا الشكل ويقسم الشعب الفلسطيني؟.

- فهل دحلان هو المخلص لغزة من هذا الوضع ؟

- المشكلة أن دحلان لا يترك فرصة إلا ويهاجم الإسلام السياسي في العالم العربي وبالأخص حركة حماس في فلسطين ، ولا يترك فرصة إلا أن يساوي بين حماس وداعش والصوفيين. فهو أيضا لم يترك بابا للصلح حتى يلج منه الناس. وانظر إلى المواقع التي تنطق باسم دحلان، والان أنشأ موقع يوتيوب لتجميع الصور حتى لو كانت حقيقية وغير حقيقية وتكيل التهم من كل حدب وصوب ضد حركة حماس، فهل دحلان المهدي المنتظر لقطاع غزة؟، فقد وعد كثيراً هنا اللجان المُشكلة مرة بـ 25 مليون دولار ثم لم نشاهد إلا 1 أو 2 مليون والباقي لا ندري أين؟.

- طالما أن دحلان وعباس يهاجمان حماس ، لماذا الحديث عن دحلان ؟

لا أتصور أن النائب يحيى موسى ولا غيره يتكلم عن بديل، هو يتحدث عن خلاف فتحاوي ويفاضل بين طرفين في فتح.

- زيارتك كانت مؤقتة لغزة فهل أصبحت دائمة ؟

إقامتي في غزة بشكل أكبر للدائم.

- إلى متى ستبقى علاقة حماس مع مصر متوترة ؟

العلاقة بين طرفين إذا أراد لها ان تكون حسنة فهذا يقررها الطرفين، أما إذا أُريد لها أن تسوء فأي طرف من الطرفين يقرر أن تكون العلاقة سيئة. فنحن في حماس أصحاب المصلحة الأولى في أن تكون علاقتنا طيبة مع مصر، ونحن أحوج أن تكون علاقتنا طيبة، ونحن ننظر إلى مصر بنظرة تختلف عن العالم لأنها بوابتنا الوحيدة، ولا يوجد سبب واحد لان تكون علاقتنا بمصر سيئة.

أريد علاقتي أن تكون أحسن ما تكون بمصر، ولقد عملنا كل ما نستطيع من أجل علاقة جيدة مع مصر. لكن العلاقة تحتاج نوايا من الطرفين.

أقول نحن لا يوجد شيء مزعج لمصر ونسمح له أن يكون موجودة بيننا أو في قطاع غزة، وكل المنغصات التي يتحدثون عنها لم نجد لها أساسً في القطاع، وكل الاتهامات التي أكيلت للفلسطينيين أو لحماس في مصر ليس لها أساس بالمطلق.

الآن نحن أمام اتهامات لها سنة ونصف لحماس في مصر، ولو أجريت إحصائية عن عدد الذين أُلقي القبض عليهم من حماس لوجدت المئات، والذين قتلهم حماس في مصر لوجدتهم الآلاف ، ولو نظرت المتهم الرئيسي في أحداث مصر لوجدتها حماس، ومع ذلك لا يوجد متهم واحد من حركة حماس في قفص الاتهام. أليس هذا دليلاً كافياً على ركاكة كل التهم.

اعتقد أن حماس هنا ظلمت ظلماً واسعا بكل هذه الاتهامات، ونسعى بكل جدية لتجاوز هذه المرحلة وفتح علاقة جدية مع مصر.

هل تبشرون الأسرى بصفقة تبادل ؟

هذا الموضوع ليس لدي معلومات للحديث عنه، وسأبتعد هن هذا الموضوع ، لأن هذه القضية خلفياتها أمنية شديدة التعقيد.

ما طبيعة العلاقة مع إيران ؟

إيران دولة سقفها السياسي عالي ، وهي دولة وقفت مع حماس وشكرناها عليها ، وهي الدولة الوحيدة التي وقفت مع حماس وأمدتها بالمال والسلاح والتدريب، لها معروف لا ننكره، وليس من سياستنا القطيعة مع أحد فما بالك مع إيران، نسعى بكل جدية لأن تكون العلاقة أحسن ما تكون مع إيران. فنحن حركة تحرر بحاجة للجميع أكثر من حاجة الجميع إلينا، ضمن هذه المعطيات نحن منفتحين على واقع أفضل مع إيران ، لكن كما ذكرت العلاقات تقرر من طرفين.

هل ظلمت حماس من حلفائها ؟

كلمة حلفائها كلمة في الحركات ومع الدول لها معاني أخرى ولها دلائل أخرى، أقول من يقف مع فلسطين والمقاومة هذا تنفتح علاقاتنا معه ، وتتعمق علاقتنا معه للدرجة التي يذهب إليها، لكنه في نفس الوقت لا نغلق علاقة مع الآخر حتى لو كان معارضا لفكرنا السياسي ولمقاومتنا، نبقى هذه الأبواب مفتوحة.

كان في محاور للمقاومة وكنا جزءاً منه لكن في نفس الوقت المحاور الأخرى كانت علاقتنا طيبة جدا معهم ولم نقطع العلاقة معهم، لان بوصلتنا هي فلسطين وفي النهاية نريد الجميع .

واعتقد نحن دفعنا أثمان كبيرة متعلقة بمواقفنا السياسية المبدئية المتعلقة بالانحياز إلى الشعوب ، أحياناً نعم ، لا نقف مع نظام ما، لأنه يقف ضد خيار شعبه ، نحن لا نتدخل في شان داخلي، لكن لما نجبر ان نختار بين ان نقف مع النظام مهما كانت علاقته وتطلعات الشعب ننحاز للشعوب لأننا حركة شعبية، فنحن دفعنا موقفنا في سورية وايران وأثمان كبيرة في المنطقة ، ولكن أقول حينما دفعناها لم نسئ إلى من دفعنا الثمن، لم نسئ إلى أي من هؤلاء جميعاً.

- أخيراً ، ما موقفكم من خطوة الرئيس بالذهاب لمجلس الأمن في مشروع إنهاء الاحتلال بغطاء عربي ؟

بلا شك أن إنهاء الاحتلال هدفنا جميعاً في هذا المركب، وبلا شك جميعاً نسعى إليه، عندما سُؤلنا عن موقفنا من تحرك الرئيس قلنا نحن مع أي تحرك سياسي متوافق مع وثيقة الوفاق الوطني، بمعنى الأهداف التي وضعناها جميعاً في وثيقة الوفاق الوطني، إذا سعى الرئيس لتحقيقها سنكون معه في نفس المركب.

لكن أيضاً قلنا ان الآلية يجب ان تكون بيننا كفلسطينيين نحن صنعناها بأيدينا وهي لجنة المنظمة باعتبارها الإطار المؤقت الذي يجب أن يصيغ التحرك السياسي من خلالها فنحن على الرغم من أننا لم نعترض على تحرك الرئيس الساعي لإنهاء الاحتلال وفقا لما توافقنا عليه لكن في نفس الوقت نقول ان الآلية التي تمت لم يشاور فيها أحد وذهب منفردا بهذا الشكل، ولجنة المنظمة هي الإطار الذي وضعناه لأنفسنا لنضبط حركاتنا ونكون في بوتقة واحدة، فنحن في سفينة لا نريد أن يخرقها أحد.