خبر جدل في الشارع حول تعيين الشخشير شقيقة زوجة الاحمد وزيرة للتربية

الساعة 06:16 ص|06 ديسمبر 2014

رام الله

ما أن تنتهي قضية تُشغل الشارع الفلسطيني، حتى تُثار أخرى من جديد. فمن عمليات الدهس والطعن في القدس المحتلة، إلى الخلاف المتجدد دوماً بين حركتي فتح وحماس، وصولاً إلى قضية نقابة الموظفين في الوظيفة العمومية، ومن ثم المجلس التشريعي، حتى جاء لقاء مباشر على الهواء أثار المزيد من الجدل حول أسرار تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ونقاش حاد جداً، بين رامي الحمد الله رئيس الوزراء، وعزام الأحمد، رئيس كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي.

وجاءت القضية هذه المرة في برنامج «ع المكشوف» الذي يقدمه الإعلامي ماهر الشلبي، ويبثه تلفزيون فلسطين وفضائية الفلسطينية، الذي كان فيه الأحمد ضيف اللقاء، فباغته المذيع بسؤاله: على أي أساس تعين شقيقة زوجتك وزيرة للتربية والتعليم في حكومة الوفاق؟ وكانت إجابة الأحمد، أن رئيس الوزراء رامي الحمد لله طلبها بالاسم، وهو من اقترح اسمها.

لكن رامي الحمد الله رئيس الوزراء، الذي على ما يبدو كان يشاهد البرنامج، اتصل هاتفياً بعد دقائق من حديث الأحمد، في مداخلة مباشرة على الهواء، ونفى فيها كل ما جاء على لسان الأحمد، مؤكداً أن اسم الوزيرة جاء من الأحمد وضمن التشكيلة المعدة مسبقاً، باتفاق ما بين حركتي فتح وحماس في غزة.

وواصل الحمد الله يقول: جاءني الأخ عزام والأخ ماجد فرج «مدير المخابرات الفلسطينية» وقدموا لي قائمة من ضمنها الأخت خولة، وقلت له بالحرف الواحد «أشفق عليها من هذا المنصب»، وطلبت منه أن يسألها، فعاد في اليوم التالي وقال لي إنها وافقت، وقال لي أيضاً «هذه حكومة وفاق وطني وليس عليك إلا أن تقبلها، وأنا قبلتها بالفعل».

ومع طلب الرجلين وقبولهما بشهادة اللواء ماجد فرج في هذه القضية، والنفي المتواصل من قبل الأحمد، وتأكيد العكس من قبل الحمد الله، يبدو أن رئيس الوزراء اشتاط غضباً، وختم مداخلته على الهواء بالقول إن «الشعب يجب أن يعرف الحقائق كاملة وهذا عيب».

وهنا اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بما حدث، خاصة لدى جمهور الإعلاميين في البلد، الذين تهكموا على الأمر كل على طريقته الخاصة، على اعتبار أن ما حدث، جاء على لسان شخصيتين رفيعتي المستوى، مثل رئيس الوزراء، وأحد قيادات حركة فتح.

فقد كتب الصحافي محمد اللحام على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن ما قام به رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ﻻ يليق برئيس وزراء، يفترض به أن يكون حكيماً وحليماً وعميقاً، ﻻ أن يناكف بأسرار دولة بنرفزة شخصية.

أما المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، فقد ذهب أبعد من ذلك بكثير حين وصف ما جرى بالقول إن «الردح ما بين عزام الأحمد ورامي الحمد الله حول المناصب والوظائف والتعينيات، يثبت بشكل قاطع ما قلته وأقوله إن هذه السلطة هي مشروع استثماري لمجموعة من المنتفعين، ولا تحمل أي أفق أو برنامج وطني، وهي تشكل أحد المعيقات الرئيسية أمام تحول الهبات الجماهيرية في القدس لانتفاضة شعبية».

وعلق الصحافي إيهاب الجريري على ما جرى عندما كتب على صفحته الخاصة في «فيسبوك» تحت عنوان «مش مقارنة»، أنه في إسرائيل فإن المرشح للوزارة، وقبل ما يقبل بالمنصب، يناقش ويفاوض على ميزانية الوزارة التي سيكون وزيرها، أما في فلسطين، فقبل أن يقبل المرشح بالوزارة، يناقش ويفاوض على نوع السيارة التي يريد ركوبها، حتى يستخدمها بعد الانتهاء من منصبه في الوزارة.

وسخر المدون محمد أبو علان من هذ الحادثة بقوله «زوجتي ليس لديها أخوات، «يعني إذا صرت مسؤول ما في الها أخت أعينها وزيرة»، وختم تعليقه بتساؤل إن كان يلزم لجنة تحقيق في قضية تعيين وزيرة التربية والتعليم في حكومة رامي الحمد الله.

أما المخرج محمد فوزي فبدا أكثر صراحة عندما قال إن ما حدث ليس بجديد، فقبلها ذات الشاهد والمشاهد في كذبة المصالحة التي راحت القدس ضحية لها، ماذا نفعل؟! من ينقذنا منهم».

وكان الصحافي أحمد دراغمة الأكثر قسوة في تعليقه، عندما قال «خلص اعرفنا سر الوصول للوزارة، ناسب واحد منهم بتصير وزير».

وتخلل نهاية الحلقة على الهواء، قول مقدم البرنامج «اللي مش معجبه السلطة يدور له على بلد غير هالبلد»، وهو ما أيده عزام الأحمد فيه، ما دفع دراغمة للكتابة بالقول «هذا يشبه أحد أقوال (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو عندما قال «اللي ما عنده ولاء لإسرائيل يجب أن يغادرها».