خبر بوتين: الغرب سعى على الدوام لاضعاف روسيا

الساعة 05:33 م|04 ديسمبر 2014

وكالات

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس جملة انتقادات لاذعة للغربيين الذين قال انهم يعملون على اضعاف روسيا، ووعد باجراء سلسلة اصلاحات لتحرير الاقتصاد الروسي الذي بات على شفير الانكماش.

 وقال بوتين الذي يتمتع بشعبية في بلاده لكنه يتعرض للانتقاد من جانب الغربيين منذ دخوله الحياة السياسية الروسية في 1999، عارضا حصيلة السنة في كلمته السنوية امام مجلسي البرلمان الروسي ووزراء وقادة روحيين مجتمعين في الكرملين، ان روسيا أمة متماسكة قادرة على الدفاع عسكريا "عن مواطنيها" وهي ضحية الغرب الساعين منذ القدم الى اضعافها كلما أصبحت "قوية جدا ومستقلة".

 وفي عودة مرة أخرى الى مسار الازمة في اوكرانيا وخصوصا مسألة ضم شبه جزيرة القرم التي أدت الى أول سلسلة من العقوبات الاوروبية والاميركية ضد موسكو، انتقد الرئيس الروسي "النفاق الصرف" الذي يمارسه الغربيون الذين لا يسعون، برأيه، الا الى البحث عن ذريعة لمعاقبة روسيا.

 وقال ان "العقوبات لم تكن مجرد رد فعل عصبي من قبل الولايات المتحدة او من قبل حلفائها".

 واعتبر بوتين انه "حتى بدون ذلك (الازمة الاوكرانية وضم القرم)، لكانوا ابتكروا شيئا آخر للحد من قدرات روسيا المتنامية".

 وشدد على ان "هذه الطريقة في التصرف ليست بجديدة. هذا يعود لعقود وقرون. وبالفعل، فكل مرة يعتبر شخص ما ان روسيا قوية للغاية ومستقلة، تظهر هذه الاليات (المتعلقة بوقف تقدم روسيا)"، مستخدما خطابا مألوفا في روسيا بوصفها باعتبارها "حصنا محاصرا".

 وانتقد ايضا الولايات المتحدة التي "تسعى وراء التأثير من وراء الكواليس او مباشرة على علاقاتنا مع جيراننا". وقال هازئا: "احيانا، لا نعرف مع من يجدر بنا ان نتكلم، مع الحكومات او مباشرة مع حماتها او رعاتها الاميركيين".

 وهكذا فان روسيا "لا تعتزم في اي حال من الاحوال قطع علاقاتها مع اوروبا، ومع اميركا"، كما اكد الرئيس الروسي الذي يخوض نزاعا قويا مع الغربيين منذ بداية الازمة الاوكرانية.

 ومع ادراكه ان العزلة الدولية للبلاد قد تكون مضرة باقتصادها، اعرب بوتين عن رغبته في "اعادة توطيد العلاقات التقليدية مع القارة الجنوب اميركية" وكذلك مع افريقيا ودول الشرق الاوسط.

 والازمة بين روسيا والغرب، وهي الاكثر خطورة منذ نهاية الحرب الباردة في 1991، تلقي بثقلها الكبير على الاقتصاد الروسي الغارق تحت عبء العقوبات الغربية. فمع تضخم متنام وانهيار سعر صرف الروبل منذ بداية العام، بلغ الامر بموسكو حد توقع الدخول رسميا في الانكماش في 2015.

 وفي هذا الاطار كان يتوقع الروس ان تأتي تصريحات رجل الكرملين القوي. فقد وعد رئيس الدولة خصوصا باصدار عفو بهدف حمل الرساميل التي خرجت بكثافة الى الخارج للعودة الى البلاد، وهي تعادل 125 مليار دولار في 2014.

 وقال: "ندرك جميعا ان بامكاننا كسب الاموال بطرق عدة"، مؤكدا ان الذين يعيدون رساميلهم الى روسيا لن يكون عليهم ان يخشوا الملاحقات القضائية. وقال: "لن نسألهم عن مصدر هذا المال ولا كيف تم كسبه".

 وعرض الرئيس ايضا اجراءات لدعم الروبل والشركات وخصوصا اعفاء ضريبي للشركات حديثة المنشأ.

 وفي حين خسر الروبل ربع قيمته في خلال شهر امام الدولار واليورو، ما أثار الخشية من حالة هلع لدى المدخرين، طالب بوتين "باجراءات قاسية لمنع المضاربين من المراهنة على تقلبات اسعار صرف الروبل".

 وقال الرئيس بوتين ان "الاهم هو ان ندرك ان تنميتنا تتوقف قبل اي شيء على انفسنا"، داعيا الى الاستغناء عن منتجات غذائية وادوية مستوردة حتى الان بمنتجات "صنعت في روسيا".