خبر حكومته الأخيرة –يديعوت

الساعة 09:51 ص|04 ديسمبر 2014

يوجد احتمال للتغيير

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

قبل كل شيء جيد أنه توجد انتخابات. ليس لانه من الصحي للدولة أن تجري حملات انتخابية بتواتر عال بهذا القدر، بل لان الضرر المتزايد لحكومة نتنياهو الاخيرة يتطلب حسابا وطنيا للنفس – وحساب النفس الوطني يفعله الناس في صندوق الاقتراع.

          هذا ليس السبب الذي جعل نتنياهو يقود نحو حل حكومته. فنتنياهو ليس قلقا من الشلل السياسي لاسرائيل: بل العكس هو احد مهندسيه. نتنياهو ليس قلقا من اضاعة الفرصة النادرة لخطوة سياسية اقليمية: فهو غير معني بالحلول السياسية. نتنياهو ليس قلقا من موجة القومية المتطرفة والعنف القومي المتطرف لاسرائيل: فهو شجعه بصمته وبغمزاته. نتنياهو ليس قلقا من اتساع الفوارق في الدولة من الاستخفاف الطويل لاصحاب المال من معوزي المال. فالفوارق هي في بؤبؤ عين الرجل من قيساريا. بل انه ليس قلقا من تدمير الثقة بين اسرائيل والولايات المتحدة ومن تدهور مكانتنا الدولية – ولماذا يكون قلقا، فهو المسؤول عن هذه السياقات.

          نتنياهو قلق من شيء واحد. من كرسي نتنياهو. فمنذ سنين وهو قلق اساسا من هذه المسألة. المسائل الاخرى تقلق الملك بيبي اقل بكثير. ولكن هذه المسائل تقلقلنا نحن او يفترض أن تقلقنا.

          وفي ولاية نتنياهو الاخيرة، وينبغي الامل في أن تكون الاخيرة بالفعل، ظهرت الى العيان نتائج السياسة طويلة السنين لرئيس الوزراء الاقدم في اسرائيل. كل ما وعد به نتنياهو ورفاقه، "لنا هذا لن يحصل"، حصل: الرفض السياسي ولد حربا وارهابا وعزلة دولية ونزعا للشرعية. التصريحات القومية المتطرفة التي لا تتوقف ولدت فئة سكانية واسعة تشعر بانها منعزلة ومضطهدة؛ الانبطاح امام المستوطنين ضخم اقتصاديا، عقاريا وسياسيا مجموعة توجه خطى الليكود (الذي سيطرت عليه من الداخل) والسفينة الاسرائيلية كلها حسب أجندتها المسيحانية؛ الاحتقار للمساواة ولد مكانا بلا عدل ولا أمل؛ والاحتقار للديمقراطية جعل "الوحدة الفكرية" أمر الساعة في اسرائيل.

          لقد جلس نتنياهو في الحكومة وبينما كان يتزحلق بدون قلق في المنزلق القى بنظره باشتياق الى شركائه "الطبيعيين" ، في الاحزاب الاصولية، التي مقابل الميزانيات وتدمير الرسمية الاسرائيلية مستعدة لان تدعه هو ورفاقه يفعلون ما يشاؤون – الحديث عاليا عاليا عن القامة القومية وعمل كل ما يجعلنا أخرقا مسلحا ينتظر المسيح؛ وذلك لان المسيح وحده يمكنه أن يخرجنا من الوحل الذي يدفعنا عميقا فيه بيبي ورفاقه.

          الان يوجد احتمال للتغيير. توجد حاجة عاجلة للتغيير. اما متنبئو "بيبي هنا الى الابد" لا يصفون واقعا بل يحاولون خلقه، بتكليف من الملك بيبي. الواقع هو أنه لا يوجد كثيرون في اسرائيل متحمسون للملك متناثر الشعر، المحب لبوظة الفستق والفنادق الفاخرة، من قيساريا. مللنا بيبي.

          المشكلة، هكذا يقال، ان البديل ليس جذابا بما يكفي. ليس جذابا بما يكفي؟ فكل زعيم معقول، حتى لو لم يكن يتمتع بمظاهر الحضور، سيكون افضل من نتنياهو. ولكن دعنا: واضح أن شيئا ما يجب أن يحصل كي يقتنع الجمهور بحقيقية البديل، لا يبقى في البيت في يوم الانتخابات ولا يضيع صوته على "حزب المتقاعدين" الدوري.

          ما نحتاجه الان هو اقامة "ليكود" (تكتل)، وسط – يسار من القوى القلقة مما لا يقلق نتنياهو. فقد كانت في الماضي فضائل للتنافس كل بمفرده. فقد كان منطقا في ايجاد جهة لكل وسط من الناخبين. اما الان فليس في هذا منطق. ولعل الجمهور لن يتحد حول شخصية ما، ولكنه سيتحد حول قوة سياسية يوجد فيها ما يكفي من الاشخاص الجديين (وسينضم المزيد بلا شك) كي يعرضوا على الناخب بديلا حقيقيا. العمل، يوجد مستقبل، ميرتس، الحركة وقوى اخرى، يجب أن تتنافس في الانتخابات بشكل مشترك. وبالنسبة لاولئك ممن ليسوا في الساحة فينبغي لهم أن يشمروا عن أكمامهم. هذا لن يكون سهلا، ولكنه ممكن.