خبر فلسطين من البحر الى النهر.. بقلم:رامز الحلبي

الساعة 11:03 ص|03 ديسمبر 2014

شعار فلسطيني ثوري , و لكنه خيالي , طوباوي , غير واقعي , صيغ بلغة خشبية , متكلس , متطرف , متخلف , رجعي , حالم , ثوري رومانسي , ثم ضع ما شئت من النعوت تحته ,و لكني أقول : هو شعار أصيل , اسلامي , عروبي , قومي , فلسطيني , مبدئي , و هو الرد الطبيعي على قرار يهودية الدولة , و من غير المنطق أن يكون ردأ غيره على قرار الصهاينة .

لقد أثارني و أثارتني جدا تلك القراءات المتعددة من العرب و الاعراب و المستعربين و المقاومين و المساومين (لقرار يهودية الدولة ), ومصدر اثارتي و انزعاجي انهم رأوا في ذلك القرار ضربة لعملية السلام , و انتهاك لحقوق فلسطينيي الـ48 , و خطرا على اللاجئين و تعزيزا للاستيطان و تكريسا لتهويد القدس . أيها العقلاء , لا يوجد في الكون دولة  أكثر دينية من دولة الكيان الصهيوني , ففي كل تفاصيلها تجد ظلال التوراة المحرفة ,  و تعاليم التلمود المخيفة , فالدستور الاسرائيلي و القرارات و السياسات الخارجية و الداخلية , و السلم و الحرب و الاقتصاد , و اسماء البشر و الحجر والمدن و الشوارع , و التعليم و العادات و التقاليد و الارهاب و القتل و التدمير و التهجير و التضييق و الحصار كله يهودي خالص مئة بالمئة . و ما أظن ذلك القرار إلا ترفا قانونيا يحياه الصهاينة و لربما يهدف إلى اضافة بعض النقاط الانتخابية لصاحبه , أو خلق دائرة جديدة من  دوائر الالهاء لأعدائهم الفلسطينيين و العرب , أما الخوف على حقوق فلسطينيي الـ48 و القدس و اللاجئين.. الخ , فمن العيب أن نطرحه ونحن نتكلم عن دولة لم تجف يداها من دم الفي شهيد في غزة , و عشرة ألاف جريح و خمسة عشر ألف بيت مدمر , و خمسة آلاف أسير , هي دولة فوق القانون الدولي و الاقليمي و المحلي , دولة شعارها " ليس علينا في الأميين سبيل "و السؤال ما هو السبيل لمواجهة هذا القرار و أمثاله مما يقدم عليه الصهاينة ؟ دعونا نؤكد أولا ان الصهاينة قليل قولهم , كثير فعلهم , و لو تتبعنا  كلامهم " قراراتهم" لوجدناها لا تذكر أمام أفعالهم و المتمثلة بتهويد القدس حتى النخاع و ذلك بتدنيس الأقصى , و المصادرة و بناء المستوطنات و قتل الفلسطينيين بالجملة وحصار غزة و تدمير كل مقومات الحياة للفلسطينيين في غزة و الضفة و القدس و فلسطين المحتلة . و قائمة اجرامهم السوداء , تطول و تطول , ناهيك عن اجرامهم الاقليمي و الدولي و التي لا يتسع المقام لذكره ,أمام هذا الفعل الاجرامي الضخم و الكبير و أمام تلك القرارات القليلة  و الخطيرة أحيانا ينبغي أن يكون ردنا هو العودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني كحد أدنى , و التي قررت في حينها ان فلسطين وطن للفلسطينيين من البحر إلى النهر و أن الكفاح المسلح , هو الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني , تلك القرارات لاقت في حينه اجماعا وطنيا , و تحت لوائها ارتقى آلاف الشهداء , و لا يجوز أن تشطب أو تلغى أو تبهت مراعاة لخاطر هذا المسئول او ذلك الزعيم, لان ما سطر بدماء الشهداء ينبغي أن يحافظ على قداسته. إن مواجهة العدو الصهيوني و قراراته لا يكون بثرثرة السياسيين ولا بالاعتماد على المؤسسات الدولية أو المراهنة على الادانة العربية العقيمة ابدا .ان مواجهة التطرف الصهيوني لا يكون إلى بالتالي :

إحياء الوحدة الوطنية والتي تمثل طوق النجاة وشبكة الامان للشعب والقضية ,

وتعزيز مفاهيم المقاومة والكفاح المسلح بشكل عقلاني وناضج بعيدً عن العفوية والإنفعالية والتوريط . ولا بد من دعم صمود اهلنا في القدس اولا ثم في الداخل وفى غزة والضفة دعما ماديا حتى لا يظل رغيف الخبز حلم الجماهير الفلسطينية . وأيضا إعادة الاعتبار للمنطلقات والقيم الثورية والتي كانت ضامنا للعودة والتحرير من خلال الاعلام والمؤسسات الوطنية .

وينبغي سحب فتيل كل عناصر الاختلاف الايدولوجية والسياسية والفصائلية والتأكيد علي ان فلسطين اكبر من الجميع وتتسع للكل . وكذلك استغلال كل العلاقات الحزبية والفصائلية والشخصية بالقوى العربية والاسلامية والدولية  الداعمة للقضية الفلسطينية وتسخير كل دعمها للشعب اولا واخيراً وليس للحالة الفصائلية. ورفع مستوى العلاقات السياسية مع المؤسسات المجتمعية وشبه الحكومية في الوطن العربي للوقوف امام مسئولياتهاإ في الدفاع عن فلسطين الشعب والارض والحضارة . وأخيرا لن نتنازل عن (فلسطين من البحر الي النهر )