خبر رد مدني مناسب- هآرتس

الساعة 10:48 ص|02 ديسمبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

زارت شخصيات عامة عديدة أول أمس المدرسة ثنائية اللغة في القدس ونددت باحراق المخربين اليهود لها، ورشهم شعارات تنديد على حيطان المؤسسة التعليمية المميزة. ويعد التنديد الواسع للفعلة خطوة لازمة ولكن لا يمكن الاكتفاء بها – في ضوء التحريض ضد عرب اسرائيل، والذي يقوده منذ اشهر عديدة كبار السياسيين في الكنيست وفي الحكومة.

 

وبالذات على خلفية المحاولات البائسة لسن قانون القومية اليهودية، والذي سيزيد أكثر فأكثر احساس الاغتراب لدى المواطنين العرب، مطلوب عمل من نوع آخر: الرد المدني المناسب على احراق المدرسة ثنائية اللغة يجب أن يكون تشجيع التعليم المشترك لليهود وللعرب – بالميزانيات وليس بالكلام.

 

يقوم جهاز التعليم في اسرائيل على الفصل بين المجموعات المختلفةن والتقسيم بين اليهود والعرب هو الحالة الابرز. "الاخر" هو شيء ما يتعلمون عنه بين الحين والاخر في المدرسة، ولكن واقعا يوميا. ومع السنين، اصبح الفصل مسلما به لدرجة أن احدا لم يعد يشكك فيه. والمدارس ثنائية اللغة هي مثابة شذوذ في المشهد التعليمي في محاولتها منح موقف مشابه من التاريخ، اللغة والهويتين اليهودية والعربية. صحيح أنه توجد مدارس اخرى، ولا سيما في المدن المختلطة، يتعلم فيها اليهود الى جانب العرب، ولكن الاخيرين لا يحظون فيها بأي اعتراف.

 

فضلا عن المدرسة في القدس، تعمل في اسرائيل ستة أطر تعليمية ثنائية اللغة اخرى. وفي السنتين الاخيرتين فتحت في حيفا وفي يافا روضات أطفال حظيت بطلب كبير، ولكن لا يزال

 

الحديث يدور عن مشروع تعليمي ضيقن يضم نحو 1.600 تلميذ فقط، ويعتمد بقدر لا بأس به على التبرعات ودفعات الاهالي الاعلى من المعتاد.

 

في كل صف في المدارس ثنائية اللغة يعلم معا معلمان – بالعبرية وبالعربية. علاوة ساعات التعليم – احدى الامكانيات المفتوحة امام وزارة التعليم لتشجيع المبادرة – ستسمح بتقليص دفعات الاهالي وزيادة عدد التلاميذ في الاطر القائمة، التي تديرها في معظمها جمعية "يد بيد"، أو في اطر جديدة.

 

النموذج التعليمي الذي بنته جمعية "يد بيد" يصرخ لدعم أكبر من جانب وزارة التعليم. هذا هو الوقت لنشره في أرجاء البلاد والتوفير بذلك لمساعدة ذات مغزى لتقليص الاستقطاب بين العرب واليهود. سيكون في ذلك مثابة اطلاق رسالة واضحة وضرورية عن أهمية الحياة المشتركة في اسرائيل. وسيكون هذا ايضا عملا قيميا حقيقيا يوقع عليه وزير التعليم، شاي بيرون.