خبر نوف تسيون- هآرتس

الساعة 11:04 ص|01 ديسمبر 2014

بقلم: عميرة هاس

(المضمون: الفلسطينيون يقولون إن السلطات الاسرائيلية غبية، وقد كان من السهل منع المظاهرات في القدس. هذا التشخيص يشير الى سخائهم - المصدر).

كل حديث في الاسابيع الاخيرة في شرقي القدس كان ينتهي بالقول: إنهم أغبياء. أريد القول إن السلطة التي تتصرف هكذا وهكذا في القدس الفلسطينية هي غبية. لو كانوا يُسهلون على رخص البناء، ولو كانوا يضيفون القليل على الميزانية، ولولا أنهم يضربون المتظاهرين بعنف، ولولا أنهم يصدرون مخالفات السير – لما كانت حدثت المظاهرات وانتشرت كالحريق. هذا هو الاسبوع الثالث الذي لا يوجد فيه تقييد للعمر للمصلين في يوم الجمعة في الاقصى، وكل شيء مر بهدوء، هل فهمتم؟ لا توجد اهانات وقيود، لا توجد مظاهرات.

 

إن اعتبار اعمال السلطات كأعمال غبية أمر سخي من قبل الفلسطينيين، سخاء الانسان المحلي، سخاء من هو مزروع في القرى والأحياء، التي تحولت من أحياء فقيرة الى غيتوات مغلقة، أحياء قاموا باحاطتها بشوارع واسعة من اجل اليهود، مناطق مفتوحة يحظر فيها البناء للفلسطينيين، فيلات وشقق عادية يبلغ سعرها 400 ألف دولار لأن ضائقة السكن صعبة جدا. اذا كنت فلسطينيا.

 

الغباء ليس تحت سيطرة الغبي. هذا المسكين يولد هكذا. الاغبياء يمكن استبدالهم، أو اصلاح غباءهم. من يقول هذا غباء لا يقول إن هذه شيطانية: من يقوم بتشخيص الغباء لا يشخص جريمة عن قصد. هذا نوع من الكرم والسخاء في حين انتهت الكلمات التي تصف السياسة الاسرائيلية في شرقي القدس: كم مرة سنقول تمييز عنصري، تمييز، تهجير صامت، طرد، عنصرية، إهانة وتعرض؟.

غباء؟ اليكم بعض أسس السياسة الاسرائيلية في جبل المكبر:

· في عام 1967 تم تقسيم قرية عرب السواحرة الى قسمين: جزء منها بقي في الضفة والجزء الآخر بقي في حدود القدس وتم ضمه الى اسرائيل. لكن السكان استمروا في العيش كأبناء نفس القبيلة وتزوجوا داخل القبيلة ودفنوا أمواتهم في نفس المقبرة في الجانب الغربي.

· في عام 1993 بدأت عملية منع الحركة ووضعت الحواجز في تشكيل فاصل بين الجزء الشرقي والغربي. وفي عام 2000 بعد بناء جدار الفصل أصبح الفصل بين هذين الجزأين كاملا.

· ومثلما هو مكتوب في استطلاع الأحياء في شرقي القدس لجمعية "بمكوم" – في حي جبل المكبر توجد قيود على البناء وهي الاصعب من بين جميع الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية. اغلبية المناطق يُمنع فيها البناء، وفي المناطق القليلة التي يُسمح فيها بالبناء فان التراخيص للبناء تعتبر صفرا. حجم المناطق المفتوحة (التي ليست من اجل التطوير) والذي تحدد في الخطط المعتمدة للحي، يعتبر استثنائي مقارنة مع الاحياء الاخرى في القدس الشرقية. الطرق التي خُطط لها قليلة، الامر الذي يبقي معظم الاراضي من الصعب الوصول اليها. في حي السواحرة الغربية القريبة من جدار الفصل فقط ربع الاراضي معدة للسكن. ومشكلة السكن خطيرة جدا وتدفع الشباب الى تأجيل موعد الزواج أو البقاء في منزل الوالدين. الاراضي التي ستتم مصادرتها من السواحرة لغرض شق الطرق الالتفافية التي معظم مستخدميها لن يكونوا من سكان الحي وانما اليهود، أكبر من جميع الطرق الاخرى.

· اضافة الى المصادرات التي تمت في السبعينيات لغرض اقامة شرق تلبيوت فقد أقيمت قبل عشر سنوات في قلب جبل المكبر المهمل مستوطنة مرتبة بعناية، نوف تسيون، لليهود فقط. التخطيط منذ الثمانينيات، 50 دونما كانت بملكية يهودية، صودرت 65 دونما من جبل المكبر لصالح حي كبير من اجل أمواج الهجرة من الاتحاد السوفييتي. المباني مكونة من ستة طوابق، نحو 130 بالمئة بناء، في الوقت الذي يُسمح للفلسطينيين ببناء 25 بالمئة فقط – أي طابقين. لا يوجد هنا أي غباء. هذه جريمة تمييز تتم عن قصد ومحسوبة. ليست اختراعا لبنيامين نتنياهو أو نير بركات أو نفتالي بينيت. حقوق الاختراع هي لاحزاب العمل والليكود "المعتدل".

أن نقول عن السلطات الاسرائيلية إنها غبية بعد خمسين عاما – أو تقريبا سبعين عاما – لحياة تحت سيطرتها، مع القليل من الأمل للتصحيح. الامر الاخير الذي يمكن قوله عن زعماء الدولة والمحترمين فيها أنهم أغبياء. أن نقول بأننا نحن اليهود اغبياء فمعنى ذلك اعطاءنا حبل النجاة الاخير من أنفسنا ومن سياستنا.

غاز انتهت صلاحيته

لاحظ سكان العيسوية وجبل المكبر على عبوات الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه الشرطة الاسرائيلية بسخاء لتفريق المظاهرات وجود تاريخ 2005. ومكتوب ايضا على العبوات أنها صالحة للاستخدام لخمس سنوات منذ تاريخ الانتاج، لذلك فهم يخافون من أن الغاز يضر صحتهم بشكل أكبر، ويضر المرضى وكبار السن والنساء الحوامل، خصوصا أنه يلقى بين المنازل.

لكن الشرطة الاسرائيلية قامت بطمأنتنا في ردها على "هآرتس" بأن الصلاحية الموجودة على عبوات الغاز لا تتعلق بمادة الغاز الموجودة وانما بأجزاء اخرى في العبوة. وحسب اقوال الشرطة فان الغاز ايضا ليس عنصرا ضارا وإنما يستثير الغدد اللعابية.