خبر الأسير رداد لأمه :« لماذا تبكين أنا إن مت فشهيداً في الجنة وإن عشت ففي رحمة الله »

الساعة 08:35 ص|01 ديسمبر 2014

طولكرم

كانت عائلة الأسير معتصم رداد من بلدة صيدا القريبة من طولكرم، تأمل في قرار إنساني من محكمة الاحتلال التي عقدت للنظر بالاستئناف الذي رفعه محامي أبنها ضد قرار رفض الإفراج عنه بعد تدهور حالته الصحية، إلا أن قاضي المحكمة رفض الطلب الاستئناف وأصر على تطبيق توصية المخابرات الصهيونية بعدم الإفراج عنه مهما كان وضعه الصحي.

وخلال الجلسة قال القاضي أنه لن يتم الإفراج معتصم حتى أخر يوم من فتره حكمه البالغة 20 عاما، مهما كانت ظروفه الصحية.

معتصم والمصاب بمرض السرطان في مراحله الأخيرة محكوم بالسجن ل 20 عاما قضى منها 8 سنوات ولا يزال أمامه 12 عاما قد لا يمهله المرض أن يعيشها.

يقول شقيقه عمرو لفلسطين اليوم:" المحكمة والسجان والمخابرات يدركون جيدا صعوبة مرضه إلا أنها تصر على اعتقاله بالرغم من كل التقارير الطبية التي تقدم بها المحامي والتوصيات الطبية بخطورة وضعه، أخي يعاني من سرطان أنتشر في كل جسمه".

وتابع عن وضعه الصحي:" معتصم يعاني من أوجاع دائمة ويتناول أكثر من 25 حبه دواء يوميا، إلى جانب جلسة العلاج الكيماوي كل 20 يوما، دون مراعاة لوضعه الصحي بعد كل جلسة، حيث ينقل في البوسطة مقيد اليدين والرجلين دون مراعاة لضعف جسمه وتأثير الكيماوي عليه".

وبحسب تقرير المحامي الذي قام بزيارته في السجن مؤخرا، فإن وضع معتصم من أخطر الحالات المرضية في السجون، ووضعه الصحي آخذ بالتدهور السريع، حيث يحتاج لعناية طبية مكثفة وإن استمرار وجوده في الأسر يعرض حياته للخطر.

 

ويعاني معتصم 23 عاما، أيضا من ارتفاع في ضغط الدم، وارتفاع في دقات القلب وعدم القدرة على التنفس بشكل جيد، إضافة إلى إصابته بدوخة وضعف في النظر، مما أضطره إلى استعمال النظارة مؤخرا، كما ويعاني من مشكلة في الأعصاب وآلام دائمة في المفاصل.

وبحسب عمرو شقيق معتصم فإن حاله شقيقه تدهورت جراء الإهمال الطبي لحالته، ففي بداية مرضه كان بحاجة لعملية جراحية قبل أربعة سنوات ولكن تأخر إجرائها بعد مماطلة السجن مما أدى إلى تفاقم حالته، والأن عرضت عليه إدارة السجون إجراء العملية بعد انتشار المرض بجسمه، لاستئصال أكثر من 70% من أمعاءه إلا أنه رفض ذلك.

وتابع عمرو: " وقع معتصم على أوراق العملية لاستئصال الورم من أمعائه قبل أربعة أعوام، فقد كان المرض في بداياته، ولكن إدارة السجون رفضت أجراء العملية حينها، وبعد فترة عادت لتحديد موعدا للعملية مرة أخرى ولكن عادت إدارة السجن لتقول لا مجال لديها،".

استمرت المماطلة لعامين، حتى بدأ المرض يظهر عليه أكثر وعينت من جديد موعدا لعملية له، ترافق ذلك بدأ تعاطيه للعلاج الكيماوي، ولكن من جديد عادت إدارة السجون للمماطلة في ذلك، فتقدم بمحكمة العدل العليا للإفراج عنه ولكن المحكمة لم تعترف بالتقارير الطبية الفلسطينية.

وبحسب عمر فإن معتصم حاليا في حاله خطرة حيث وصل السرطان إلى الكبد، وأطباء السجن حذروه أنه يمكن أن يفقد حياته في أيه لحظة، إلا أن إدارة السجن لم تبالي بهذا التحذير.

ورغم هذا الوضع الصحي إلا أن معتصم، كما يقول عمرو، يتمتع بمعنويات عالية جدا، قال أن ما قام به معتصم كان عن عقيدة وهو يعلم جيدا أن الاحتلال سيحاول الانتقام منه حتى في مرضه، وخلال زيارة والدته في أحدى المرات قال لها :" لماذا تبكين أنا أن مت شهيدا بيتي في الجنة و أن عشت فأنا في رحمة الله".