تقرير الأسير جعفر عوض يصارع الموت في أي لحظة

الساعة 09:22 ص|30 نوفمبر 2014

الخليل

دموع أمل ورجاء ملأت عينا والدة الأسير المريض جعفر إبراهيم يوسف الذي يبلغ من العمر 23عاماً، وتقول والدة الأسير عوض إن ابنها لم يذق طعم الحياة بسبب توالي فترات الاعتقال المتكرر الأمر الذي حرمه التمتع بطفولته وشبابه حيث اعتقل جعفر وهو في سن  16 عاماً وكان وقتها طالبا في الصف الحادي عشر وحكم عليه الاحتلال 28 شهرا بتهمة مقاومة الاحتلال.

وتضيف الوالدة:  وبعد خروجه من المعتقل لم يستسلم أسيرنا البطل وعاد لمقاعد الدراسة وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة بيت أمر الثانوية والتحق بالكلية العصرية قسم القانون.

وتتابع الأم الصابرة فتقول: لم يرق للمحتل أن يعيش جعفر حياة مستقرة ، فعاود اقتحام المنزل وتحطيم محتوياته بتاريخ 1/11/2013م الساعة السادسة صباحا وانهال على نجلي جعفر بالضرب وتعصيب عينية وتقييد يديه ومن يومها وهو موقوف ولم يصدر أي حكم بحقه.

وهنا ابتلعت الأم الصابرة ريقها وهي تحاول مسح دموعها وأضافت بصوت مليء بالحسرة والألم وهي تشم رائحة ملابس نجلها جعفر انه وقبل سبع شهور وصلنا خبر إصابته بمرض السكري، وتواصل الأم حديثها الممزوج بالدموع فتقول:  في البداية اعتقدت أن الإصابة ببدايتها لكن الفاجعة أن المرض أنهك جسد جعفر ووصل درجة الخطورة حيث بدأت الإدارة بإعطائه حقن الأنسولين!!

وتروي الأم الصابرة قصة زيارة نجلها في السجن بعد أن علمت بمرضه فتقول إن جسده كان هزيلاً ولم يكن قادراً على الوقوف على قدميه ولا الحركة ولا حتى الحديث، وهذا ما أثار الأم التي بدأت تسأل بحرقه عن سبب المرض وماذا حدث مع نجلها الذي خرج من البيت لحظة اعتقاله قوياً متماسكاً ولم يكن قبلها يعاني من أي آلام ، فما الذي حدث مع ابنها وهو في السجن وجعله بهذا الوضع الصحي الصعب ؟!!

حيث أنها اكتشفت أثناء الزيارة أن طبيب عيادة السجن وضع جهازاً لجعفر في قدمه حتى يتمكن من الوقوف وهذا ما شكل صدمة رهيبة للوالدة التي تقول إن رحلة نجلها مع المرض بدأت قبل 7 شهور حيث بدأ يشهر بألم في العين اليسرى وكان هناك تقاعس كبير من قبل الإدارة في تقديم العلاج اللازم لنجلها حتى أغمي عليه، وحينها تم نقله لمشفى سوروكا وتبين أنه مصاب بالسكري وبدرجة متقدمة جداً وبعد فترة وأثناء الفحوصات تبين انه مصاب بالغدة ولا يستطيع أن يعتمد على نفسه في قضاء حوائجه الشخصية، لكن جزا الله الأسرى كل خير هم من يعينوا جعفر على قضاء حوائجه.

صمتت أم جعفر قليلاً، ثم تابعت القول إن أكثر ما يؤلمها أن ما أفصحت عنة المحامية أن يكون جعفر قد تعرض لخطأ طبي وحتى اليوم لم نعرف ما يعاني منه بالضبط ونخشى أن نفقد جعفر في أي لحظة بسبب الإهمال الطبي.

وفي كلمة لها تقول والدة جعفر أن هناك تقصير كبير بحق نجلها وكافة الأسرى المرضى من كافة الجهات المعنية بقضية الأسرى وتحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة نجلها .

وتدعو إلى تجرير نجلها وكافة الأسرى أو على الأقل تقديم العلاج لهم وتدعو الشعب وكافة المؤسسات إلى الاهتمام بقضية الأسرى وخاصة المرضى .

يذكر أن جعفر إبراهيم يوسف عوض هو طالب في الكلية العصرية وأعزب ويعتبر هذا الاعتقال الثاني بحقه وهو موقوف من عام ونصف واعتقل وهو معافى ولم يكن يشتكي من أي مرض .وهو من سكان بيت أمر شمال محافظة الخليل وهو من أسرى الجهاد الإسلامي.