بالصور حكايا الميدان« 10 »: قصة الهاون وهلاك الجنود بخزاعة

الساعة 12:05 م|29 نوفمبر 2014

الاعلام الحربي

 تتواصل حكايات الميدان، وبطولات المجاهدين في معركة "البنيان المرصوص" لتجسد تلك البطولات حقيقة قوله تعالى:" كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ ". نعم هذا ما حدث بالضبط مع مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عندما حاصرت الدبابات الصهيونية بلدة خزاعة براً، فيما كانت الطائرات الصهيونية، وخاصة طائرات الاستطلاع تحلق في  سماء المنطقة، وترمي بحممها نحو أي هدف متحرك، أصرَّ مجاهدو سرايا القدس على مواصلة قتال جيش الاحتلال المدجج بالسلاح، بإمكاناتهم المتواضعة، مرددين قوله تعالى :" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى".

 ومع بدء العدوان البري على محافظة خان يونس، في تمام الساعة العاشرة مساءً يوم الثلاثاء الموافق 24 رمضان 22 يوليو2014م،  تحركت مجموعة من مجاهدي سرايا القدس ببلدة خزاعة، لتفقد العبوات الناسفة التي  تعمل بنظام المسطرة  وقاموا تفعيلها لاستهداف الآليات المدرعة، إلى جانب عبوات ناسفة موجهةً وضعت في بعض المناطق التي كان يتوقع دخولها من قبل العدو، ولكن ما حدث أن العدو افتعل اشتباك وهمي من جهة "منطقة النجار"، فيما التفت عشرات الآليات المدرعة من منطقة بوابة عسل شراب ، مروراً بأرض أبو دراز،  والعمور، و أبو طعيمة، وصولاً إلى منزل ماجد العنيد وارض أبو مطلق وتمركزوا في محيط جميزة أبو حنون، ليغلق بعد ذلك مدخل خزاعة بالكامل.

 في تلك الأثناء ووفقاً لشهادة أحد مجاهدي سرايا القدس، أن القصف الصهيوني زادت وتيرته بصورة جنونية حينها، وبدأ الطيران الحربي بكافة أشكاله بقصف كافة المناطق، إلى جانب القصف المدفعي المكثف وإطلاق النار من الأسلحة الثقيلة.

 ويقول المجاهد في سرايا القدس:" خرجتُ برفقة مجاهدين آخرين من المكان الذي كنّا نتحصن به، لإطلاق الهاون، ورغم حذرنا الشديد، تعرضنا للاستهداف من  قبل طائرات الاستطلاع بأكثر من صاروخ دون وقوع إصابات في صفوفنا بفضل الله ومعيته، وهنا أيقنا أننا أمام خيارين العودة وهذا يعني تعرض كافة المجموعة للاستهداف، أو مواصلة الطريق حتى يكتب الله لنا النصر أو الشهادة".

 وأكمل حديثه لـ"الإعلام الحربي":" بالفعل أخذنا قرار مواصلة الطريق بصورة فردية، والتجمع في نقطة الهدف، وعند وصولنا تم وضع إحداثيات مدفع الهاون من خلال التواصل مع احد الإخوة عبر اللاسلكي، الذي كان يشاهد من نقطة ما جنود الاحتلال، ونقاط تمركزهم، حيث تم إطلاق عدة قذائف هاون قبل إصابة الهدف بدقة وهو عبارة عن تجمع لمجموعة من الجنود الصهاينة، بثمانية قذائف هاون"، مؤكداً أن المجاهد ابلغهم بإصابة الهدف بدقة، وأنه شاهد تحركات غريبة للآليات الصهيونية صاحبها إطلاق نار كثيف في كل الاتجاهات".

 وأشار المجاهد، إلى أنهم تعرضوا للقصف مما أدى إلى إصابة احد المجاهدين إصابات طفيفة في قدمه، واضطروا على أثرها البقاء في ذات المكان حتى صباح اليوم التالي، حيث قام احد المجاهدين بعمل بعض الإجراءات الاسعافية  للمجاهد الجريح لوقف نزيف الدم والحيلولة دون تفاقم حالته، وفي صباح اليوم التالي تمكن المجاهدين من إخلاء المكان مستغلين تزايد حركة المواطنين الراغبين بالنزوح من بلدة خزاعة نتيجة القصف الشديد، حيث تم نقل المجاهد إلى المكان الذي كان يتواجد فيه المجاهدين بمن فيهم الشهيد المجاهد إياد أبو ريدة، الذي كان يتواصل معهم عبر اللاسلكي بين الفينة والأخرى، من ثم اضطر المجاهدين لنقل المجاهد الجريح إلى خارج البلدة .

 وأعلن العدو الصهيوني  في صباح اليوم التالي عن تعرض مجموعة من جنوده لقصف مركز بالهاون أسفر عن مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة نحو عشرة آخرين. الأمر الذي رفع من معنويات المجاهدين، فنسوا الألم والإرهاق ونقص الماء والطعام، وصار لديهم عزيمة على مواصلة المعركة رغم محاصرة العدو الصهيوني لكافة محاور بلدة خزاعة. واشتداد الخناق عليها من كل الاتجاهات.

 ويستطرد المجاهد حديثه قائلاً :" انه باكتمال حصار بلدة خزاعة، وانقطاع الاتصال مع الإخوة في العمليات، بسبب استهداف كافة نقاط الإرسال، أدرك المجاهدون أن المعركة مع العدو الصهيوني، وصلت إلى مرحلة المواجهة وجهاً لوجه، فقام بعضهم بتجهيز العبوات الناسفة تمهيداً لتفجيرها في جنود العدو"، مؤكداً أن الشهيد إياد كان من الذين كتب الله لهم الشهادة في سبيله بعد خوضه معركة بطولية كبد فيها العدو الصهيوني خسائر فادحة.

 



هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون

هاون