خبر غير مرتبطين .. معاريف

الساعة 12:11 م|26 نوفمبر 2014


بقلم: كرني الداد
(المضمون: الحقيقة هي ان  العرب خطفوا لنا ثلاثة فتيان قبل قتل محمد ابو خضير، والحرم هو دوما الجوكر خاصتهم، عندما لا تكون لديهم ذريعة اخرى لذبحنا. الشعب بالذات على ما يرام، محب للحياة، معافى، ويريد لاعدائه الا يضروا به. اذا ارادوا – فليبقوا. اذا كانوا يهددون وجوده – فليذهبوا رجاء - المصدر).
"الوضع الامني في القدس يطرح مرة اخرى مسألة تقسيم المدينة"، تقول يونيت ليفي بوجه قلق فتوجه قلوب مشاهديها الى امكانية أن يكون تقسيم المدينة امكانية منطقة، يمكن البحث فيها. فضلا عن ذلك: فهو حديث اليوم.
الموضوع هو أنه رغم السيماء المهنية وغير المتحيزة، والتقرير الذي تطرح فيه الحجج المؤيدة والمعارضة لتقسيم القدس، فان الفكرة التي استندت اليها أسرة تحرير أخبار القناة 2 حين اختارت تناول الموضوع، مغلوطة. فقد تكون هناك أقلية متطرفة وغير ذات صلة تعنى بتقسيم القدس. هذا غير حقيقي. هذا لا يحتمل. هذا لن يحصل، واحد لا يتحدث عن هذا حقا. باستثناء اسرة تحرير الاخبار. في القناة 2 يريدون الحديث عن تقسيم المدينة. وهم غير مرتبطين حقا ببواطن قلوب سكانها، وهذه البواطن هي الخلفية للاجندة التي توجههم، وهم لن يسمحوا لهذه البواطن أن تعرقل البث.
"الوضع الامني في القدس يطرح مرة اخرى مسألة ترحيل سكانها العرب". هذا سؤال حقيقي، يجري الحديث فيه حقا في الشوارع العاصفة في العاصمة. هذا سؤال لم تسمعوه في الاخبار ابدا. معظم سواقي السيارات العمومية سيقولون لكم انهم يريدون الا يكون في المدينة عرب. وهناك من يعتقد أن هذا ممكن، وهنا من يعتقد أن الترحيل هو حلم. ومهما يكن من أمر، يوجد هنا نقاش حقيقي، مع مشاعر عاصفة الى هنا أو هناك. توجد هنا قصة. قصة لا تناسب حقا ان تعنى بها اسرة تحرير الاخبار، وذلك لانه اذا قلنا "ترحيل" ما يكفي من المرات، فهذا سيكون احد الحلول التي على الطاولة. وسيكون شرعيا.
في برنامج "التقِ الصحافة" الذي يعود لاسرة الاخبار نفسها، اجريت مقابلة مع الوزير نفتالي بيني، الذي ادعى بان الحكومة تتلعثم بدلا من الهجوم وطلب تغيير الاتجاه – الدخول الى الاحياء العربية في القدس، وانفاذ القانون الاسرائيلي فيها. أنا لا اؤيد بينيت بشكل تلقائي، ولكن هذه المرة تحدث على نحو جميل. والمقطع من المقابلة عرضته رينا متسليح في اخبار نهاية الاسبوع كـ "فكرة ما قبل الانتخابات". وفي نهايتها اتفقت معها مديرة النشرة، دانا فايس بان لا شك وان الحديث يدور عن هذا. لم يكن تطرق لاقوال الوزير، بل فقط لتوقيتها، في موعد قريب من الانتخابات، برأي متسليح وفايس. انتخابات هي الاخرى من اختراع وسائل الاعلام.
من يشاهد الاخبار يمكنه أن يأخذ الانطباع باننا شعب منبطح، مستعد لان يتنازل عن قسم من عاصمته لان العرب يقتلوننا، وأن موجة الارهاب هذه مبررة، لانها بسبب محمد ابو خضير و/ أو المتطرفين الذين يحجون الى الحرم ("بالذات في هذا الوقت")، واننا عنصريون لاننا نريد أن يذهب اطفال عسقلان الى الروضة بأمان ونحن نخاف أن يقتلهم العرب، وأننا نقف ما قبل الانتخابات.
الحقيقة هي أننا لا. العرب خطفوا لنا ثلاثة فتيان قبل قتل محمد ابو خضير، والحرم هو دوما الجوكر خاصتهم، عندما لا تكون لديهم ذريعة اخرى لذبحنا. هذه الحكومة مستقرة بما يكفي، منقسمة بقدر اقل من سابقتها، والشعب بالذات على ما يرام، محب للحياة، معافى، ويريد لاعدائه الا يضروا به. اذا ارادوا – فليبقوا. اذا كانوا يهددون وجوده – فليذهبوا رجاء.
قد أكون ساذجة، ولكن يخيل لي أنه حان الوقت لان تقول أخبار القناة الرائدة الحقيقة.