خبر الحياة في القدس ستصبح كابوساً- هآرتس

الساعة 09:36 ص|25 نوفمبر 2014

بقلم: يهوديت اوفنهايمر

المديرة العامة لجمعية "عير عميم" وزوجة رئيس حركة "السلام الان"

عملية القتل الباعثة على الصدمة في هار نوف ضربت سكان القدس بحالة من الذهول، وذكرتنا كم هي الحياة في هذه المدينة هشة. ولكن في انطواء كل طائفة في داخل نفسها وفي تركيزها على جراحها في ظل توجيه اصبع اتهام للطائفة الثانية، ليس هناك ما يكفي لاعادة الحياة في القدس الى مسارها. 

وبينما تدعي حكومة اسرائيل بانها ستعيد الامن الى شوارع القدس فانها تستعد للحرب – اذا ما استندنا الى تصريحات رئيس الوزراء ضد سكانها الفلسطينيين. القدس، التي تحيط باحيائها الفلسطينية الحواجز والجنود لا تحقق الامل. فمنفذو العمليات سيجدون دوما السبيل للتغلب على الحواجز، بينما الحياة اليومية ستصبح كابوسا وتخلق اوضاعا لا حصر لها من الاحتكاك القابل للاشتعال. فالتهديد بسحب مكانة الاقامة ممن هي حقوقهم هزيلة منذ البداية لا يمكنه ان يفهم الا كتشكيك آخر بمكانة الفلسطينيين في المدينة. حكومة اسرائيل ورئيس البلدية لن يحققا شيئا بالعقوبات الجماعية غير التصعيد.

في الوضع الناشيء يجب خلق افق حوار مع سكان القدس الشرقية ووقف الخطوات التي تشعل النزاع في المدينة. فمنذ نصف سنة والقدس الشرقية تترنح من أزمة الى أزمة: القتل الرهيب لمحمد ابو خضير، احداث الحرم، الصدامات المستمرة في الاحياء الفلسيطنية، دخول مزيد من المستوطنين الى سلوان والهجمات التي لا تتوقف على الفلسطينيين في المجال العام.

          أحداث الحرم هي خط الانكسار في الازمة الحالية، وذروة المساعي الدائمة لتحويل النزاع السياسي الى حرب دينية. بالموت المأساوي لسائق الباص يوسف الرموني لمس الاعصاب المكشوفة لسلكان القدس الشرقية، الذين منذ الصيف الاخير أصبحوا هدفا لهجمات عنصرية وتنكيلات، وهم يشعرون بانهم تركوا لمصيرهم تماما من السلطات. فالانتماء القومي يغطي على كل تحقيق شرطي والنتيجة هي تعميق أزمة الثقة بين السكان والسلطات. والجمود السياسي والاهمال طويل السنين للاحياء الفلسطينية يضعضعان الوضع أكثر فأكثر.

          تشهد الاحداث الاخيرة في القدس مرة اخرى كم هي المدينة منقسمة عمليا وكم هي التسوية السياسية حيوية. في المدى القصير قد تعود القدس الى حياتها اليومية، ولكن هذه ستكون حياة متوترة، بانتظار الانفجار التالي. والسبيل الوحيد لحل هذا هو من خلال الحوار. على حكومة اسرائيل وبلدية القدس ان تقررا اذا كانت وجهتهما نحو الحرب، وبالتالي حذار ان تتظاهرا بانهما تجتهدان لاعادة الهدوء أم أنهما معنيان بتهدئة الخواطر وبالتالي فان عليهما أن تتوقفا عن الحماسة ضد السكان الفلسطينيين وان تجدا كل سبيل للحوار مع السكان الفلسطينيين.

          على هذا الحوار أن يترافق وخطوات لبناء الثقة، اتخاذ خطوات مصممة ضد كل مظاهر التحريض، وقف كل اعماء البناء والاستيطان في عمل حازم ضد محاولات خرق الوضع الراهن في الحرم وخطط عملية لتحسين ظروف الحياة في الاحياء الفلسطينية.

وبالتوازي يجب الكف عن التشهير بالسلطة الفلسطينية وزعيمها، ودمجهما في المساعي لاعادة الحياة في القدس الى مسارها الطبيعي، في ظل رسم صيغة للعودة الى طاولة المفاوضات. الامر هو في روحنا.