خبر حرب الحظوة ... هآرتس

الساعة 10:23 ص|14 نوفمبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

تبادل جهاز المخابرات الشاباك والجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة الاتهامات حول الاخطار المسبق الذي اصدره جهاز المخابرات أم لا للجيش قبل بضعة أشهر من الحرب في غزة حول استعداد حماس لجولة قتالية اخرى في الجنوب. هذه الازمة، التي بلغت ذروتها في الرسالة الحادة التي بعث بها رئيس الاركان بيني غانتس الى وزير الدفاع موشيه يعلون، واحتج فيها على سلوك جهاز المخابرات في المقابلات التي اعطوها لبرنامج "عوفدا" التلفزيوني، والتي على حد قوله "تجاوزت كل المعايير الاخلاقية والمهنية". وادعى جهاز الشاباك بانه رفع الى الجيش الاسرائيلي اخطارا استخباريا منذ شهر كانون الثاني حول نية حماس الشروع في معركة عسكرية. أما الجيش الاسرائيلي فنفى ذلك نفيا قاطعا.

في أعقاب لقاء الايضاح الذي عقده أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع غانتس ومع رئيس الشاباك يورام كوهين، نشر الشاباك بيانا يلطف الرواية التي قيلت في "عوفدا" بهدف تخفيض مستوى اللهيب. وحسب هذه الرواية، فان الشاباك لم ينقل في كانون الثاني اخطارا لا لبس فيه، كما زعم في البداية، بل انباء اشارت الى بداية استعداد من حماس لمواجهة محتملة مع اسرائيل. ومع ذلك، فان "الدم الفاسد" بين محافل الامن بقي على حاله.

فضلا عن حقيقة أن لا منفعة من حرب الحظوة المشوبة بالمشاعر والذاتية الجارية في وسائل الاعلام، فان الاحتكاكات بين الجيش والشاباك هي دليل آخر على أن القصة الحقيقية لـ "الجرف الصامد" بعيدة عن النجاح والمجد اللذين حاول تسويقه للجمهور رئيس الوزراء ووزير الدفاع؛ هذا دليل آخر على أنه في اثناء الجرف الصامد وبعده ظهرت قصورات – استخبارية، عملياتية واخلاقية – تستدعي تقصيا للحقيقة واستيعابا للدروس.

على مراقب الدولة - الذي يفحص هذه الايام مسائل مختلفة تتعلق بالحرب في غزة، كمعالجة الانفاق، تحصين الجبهة الداخلية وعملية اتخاذ القرارات – وعلى لجنة الخارجية والامن في الكنيست، والتي تحقق هي ايضا باحداث مختلفة وقعت في اثناء الحرب – الدخول في اعماق ما يجري، والتحقيق ايضا في الاتصال العليل بين المحافل المختلفة – ومسؤولية القيادة السياسية عن ذلك. وبدلا من الخصام على الحظوة، يجمل بالشاباك وبالجيش انتظار نتائج هذه التحقيقات، والاسراع الى استيعاب دروسها.