تحليل العمليات الفدائية ستجبر « إسرائيل » على التراجع عن تصعيدها

الساعة 07:57 م|10 نوفمبر 2014

غزة - خاص

رأى محللان سياسيان أن العمليات الفدائية التي قام بها فلسطينيون في القدس وتل أبيب والخليل، هي نتيجة طبيعية للممارسات الإسرائيلية على الأرض في ظل انسداد الأفق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتوقع المحللان أن تتراجع "إسرائيل" عن خطواتها التصعيدية بعد العمليات التي جرت، لإدراكها ان هذه العمليات ستتفاقم في حال ازداد العنف "الإسرائيلي" خاصة على القدس والأقصى.

جدير بالذكر، ان اربع عمليات فدائية نفذها فلسطينيون بحق اسرائيليين دهساً ادت الى مقتل عدد منهم بعد التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصى والقدس ، دفعت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للتراجع عن قراراه باغلاق المسجد الأقصى.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو لـ "فلسطين اليوم"، : " إن المتسبب في تفاقم دائرة العنف هو اليمين الإسرائيلي الذي يسعى لتوتير الأوضاع داخليا بين مستوطني دولة الاحتلال فيما بينهم ، وبين "إسرائيل" ودول المحيط من جهة أخرى، ويستفيد في ذلك بتخويف المجتمع "الإسرائيلي" حتى يضمن ولاءه في الانتخابات القادمة وانتخابات حزب الليكود، حيث أن تصدير الخوف للمجتمع هي الضمانة الوحيدة لبقاء اليمين أطول فترة ممكنة في سدة الحكم. موضحاً أن الردود الفلسطينية منطقية وطبيعية إزاء ما يجري في القدس من انتهاكات "إسرائيلية"، وتأتي بشكل تلقائي على هذه العنصرية والإجرامية بحق الفلسطينيين الذين لهم حق المواطنة الكاملة.

وأعرب عبدو عن توقه في أن يعيد اليمين الاسرائيلي النظر في أداءه كما جرى فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، حيث أعلن نتنياهو إغلاق الاقصي لأول مرة بعد عام 67 وكان ذلك في إطار استيراتيجية للاستيلاء على كامل المكان، كما جرى في الخطوات التي اتبعت في الحرم الإبراهيمي الشريف، عندما أغلق لفترة طويلة بعد ذلك تم اقتسامه زمانيا ومكانياً، لكن نتنياهو تراجع ونزل عن الشجرة سريعاً حيث لم يمض ساعات فقط إلا وقام بالإعلان عن عودة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين.

وقال :" اعتقد أن ما يجري عملياً على الأرض من ردود فعل فلسطينية سيؤدي إلى تراجع إضافي لنتنياهو أمام موجة الغضب الشعبي الفلسطيني في كل أنحاء الوجود الفلسطيني سواء في الشمال الجليل أو في باقي المناطق الفلسطينية.

وأوضح أن اليمين "الإسرائيلي" لن ينجح لعوامل ثلاثة، أولا : أن اليمن لن يستطيع إغلاق الملف الفلسطيني، وثانياً، أن بقاء الملف الفلسطيني دامياً يعني احتفاظ إسرائيل بغرغرينا خطرة في جوفها تقضي عليها من الداخل (أي فلسطيني الداخل)، ثالثاً: الرأي العام الدولي لن يصمت طويلاً على الممارسات العنصرية والفاشية الصهيونية تجاه الفلسطينيين وستزداد حركة المقاطعة والاعتراف بالحق الفلسطيني كما يجري في أوروبا وغيرها من دول العالم.

وفي نفس السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله لـ "فلسطين اليوم"، أن العمليات الفدائية الفلسطينية التي جرت تأت في سياق انسداد أفق العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن إسرائيل في الضفة أوصلت الاصطدام إلى ذروته عندما أغلقت أي أمل للتسوية، إضافة إلى قيامها بالتغول الاستيطاني، وكأنها تقول للفلسطينيين ابحثوا عن بدائل، بمعنى أنها تحرض الفلسطينيين عليهم.

وقال :" حينما يصبح المسجد الأقصى والقدس مستباحاً فبكل تأكيد هذا لن يقبل به الشعب الفلسطيني بالمطلق ، لان هذا المكان يعني للفلسطينيين الكثير الكثير، لذلك ليس غريباً ان يخرج شبان يضحون بأنفسهم ليقولوا لاسرائيل لا لهذه الإجراءات.

وعن إمكانية تطور هذه العمليات، أوضح عطالله، أن هذه العمليات هي عبارة عن ردة فعل وليست فعل، وإذا ما تراجعت "إسرائيل" وواضح أن لديها بعض نوايا للتراجع وإن تراجعت فالعمليات ستخف، ولكن إذا استمرت "إسرائيل" في عدوانها ستتكرر.