وفي مقدّمتها السعودية

خبر إسرائيل :استمرار المواجهات بالقدس سيقضي على التحالفات الإستراتيجيّة مع الدول العربيّة

الساعة 07:36 ص|09 نوفمبر 2014

القدس المحتلة

رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل رأى أنّ ردود الفعل الاندفاعيّة للسلطة الفلسطينيّة نابعة من الشعور بالسخط الشديد الذي ينتاب الشعب العربيّ الفلسطينيّ على خلفية الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلّة، ولكنّه أضاف، أنّ ردّ فعل السلطة نابعٌ أيضًا من صراع القوى بين السلطة وبين حركة حماس وأيضًا المملكة الأردنيّة الهاشميّة.
وكشف النقاب، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ خطوة الأردن بإعادة سفيرها من تل أبيب، تمّت على الرغم من المُساعدات الأمنيّة والاستخباراتيّة التي تقوم بتقديمها إسرائيل للمملكة، وذلك على خلفية خشية الديوان الملكيّ الأردنيّ من تداعيات الحرب الأهليّة في كلّ من سوريّة والعراق على مستقبل الأردن.
ولفت المحلل إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين تنتنياهو، شدّدّ في الفترة الأخيرة على التنسيق الأمنيّ الإستراتيجيّ بين إسرائيل وبين عدد من الدول العربيّة السنيّة المعتدلة، على حدّ تعبيره، وفي مقدّمتها الأردن، مصر، وحتى التفاهمات السريّة بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة وعدد من دول الخليج العربيّ، على حدّ قوله. وشدّدّت المصادر ذاتها على أنّ استمرار العنف في القدس يحمل في طيّاته مخاطر كثيرة، ومنها اندلاع انتفاضة ثالثة، ولكنّ الأخطر من ذلك، أنّ استمرار العنف سيؤدّي إلى زعزعة التحالفات الإستراتيجيّة التي أقامتها إسرائيل بعد عمل مضنٍ ومكثّفٍ من خلال استغلالها الزعزعة التي تسود الوطن العربيّ، كما أكّدت المصادر الإسرائيليّة. وأشار إلى أنّه في إطار محاولة تهدئة الأوضاع في القدس المحتلة أجرى نتنياهو والرئيس الإسرائيليّ، رؤوبين ريفلين، سلسلة من المحادثات الهاتفية مع وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، بمن فيهم النائبة ميري ريغيف ووزير الإسكان أوري أرئيل، وطلبوا منهم التقيد بما أسماه المُحلل بالتصريحات المعتدلة في كلّ ما يتعلّق بالحرم المقدسي. وأوضح هارئيل، نقلاً عن المصادر نفسها، أنّه كان لدى الحكومة الإسرائيليّة منذ أكثر من عام تقديرات تشير إلى أنّ التوتر في الحرم المقدسيّ سوف يتسع نطاقه.
وبحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، والذي شارك في هيئات حساسة ذات صلة في السنوات الأخيرة، فإنّه جرى تحذير الوزراء وقادة الأجهزة الأمنيّة المرة تلو الأخرى، وخطيًا وشفهيًا، من قبل عناصر استخبارية مختلفة. وبحسب الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية، أضافت (هآرتس) فإنّ مصدر الخطر في الحرم المقدسي يعود إلى خليط من استفزازات وزراء وأعضاء كنيست من اليمين من جهة، إلى جانب تدخل السلطة الفلسطينية وحركة حماس والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطينيّ، من جهة أخرى. وشدّدّت المصادر الإسرائيليّة على أنّ حكومة نتنياهو أظهرت ضعفًا سلطويًا مطلقًا، بالإضافة إلى أنّه منذ تشكيل الائتلاف الحكومي الحاليّ، قبل أكثر من سنة ونصف، فقد حصل ارتفاع ملموس في زيارات أعضاء الائتلاف إلى الحرم المقدسي، إضافة إلى أعضاء كنيست. ورأى المحلل أنّ الفلسطينيين اعتبروا الزيارات المتكررة والتصريحات الاستفزازيّة أنّها مؤامرة حكومية تهدف إلى كسر الوضع الراهن لصالح تنظيم صلوات اليهود في الحرم المقدسي.
علاوة على ذلك، لفت المُحلل هارئيل إلى أنّ الشرطة الإسرائيليّة، أبدت ما أسماها بالمرونة في القيود التي كانت تفرضها على دخول اليهود إلى الحرم المقدسي، وساهمت بشكل غير مباشر في تصعيد الأجواء، كما نقل عن مصدر أمنيّ إسرائيليّ قوله إنّ السياسيين لا يلعبون بالنار ببضعة عيدان ثقاب، وإنما بقاذفة لهب، على حدّ تعبيره. يُشار إلى أنّ كبار ضباط الشرطة الإسرائيليّة أقّروا في تقديراتهم، التي قدّموها للمستوى السياسيّ في إسرائيل، أقرّوا أنّ تفعيل المزيد من القوة في معالجة أعمال العنف، على حدّ تعبيرهم، لن تُحقق الأهداف المرجوة، ولن تتمكّن من خفض منسوب العنف في القدس المحتلّة، التي اندلعت بسبب قيام السلطات الإسرائيليّة وقطعان المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك. ولفتت صحيفة (هآرتس) إلى أنّ قادة الشرطة أبلغوا حكومة بنيامين نتنياهو، بأنّ خفض مستوى العنف، هو من مهمّة المستوى السياسيّ فقط. وبحسب القادة أنفسهم، فإنّ السبب الرئيسيّ الذي أدّى إلى اندلاع المواجهات هو الخلاف على المسجد الأقصى المبارك، وليس بسبب الغضب الذي عمّ الشارع الفلسطينيّ في القدس بسبب قتل الشاب الفلسطينيّ محمد أبو خضير، كما أنّ الشرطة حذّرت المستوى السياسيّ من أنّ مواصلة أعضاء الكنيست من اليمين المتطرّف باقتحام الأقصى، وإطلاق التصريحات غير المسؤولة من قبل مسؤولين سياسيين، ستؤدّي إلى تصعيد خطير في القدس المحتلّة.