خبر محلل: إسرائيل بحاجة إلى السلطة لمنع انزلاق المواجهات إلى جميع أراضي الضفة

الساعة 07:32 ص|09 نوفمبر 2014

القدس المحتلة - وكالات

ما زال التوتّر في القدس يشغل الرأي العام الإسرائيليّ، وما زال المحللون في الإعلام الإسرائيليّ يُواكبون عن كثب المستجدّات الأخيرة، ويُحاولون سبر غور هذا التطوّر الخطير، خصوصًا وأنّهم أجمعوا على أنّ القضية الأساسيّة، التي أدّت إلى التصعيد الأخير مردّها الصراع على المسجد الأقصى المُبارك.
وقال مُحلل الشؤون العربيّة في موقع (WALLA) الإسرائيليّ، آفي إيسخاروف، إنّه في الضفّة الغربيّة تُواصل قوات الأمن التابعة للسلطة في الحفاظ على الهدوء، وفي قطاع غزّة، تستمر قوات حماس في المحافظة على الأمن وعدم السماح بإطلاق الصواريخ، بينما في القدس الاشتعال بات سيّد الموقف، مُشدّدًا على أنّ معالجة حالة الانفلات الأمنيّ من قبل الشرطة والحكومة الإسرائيليّة لم تُجد نفعًا، لافتًا إلى أنّ الفلسطينيين في القدس الشرقيّة، كانوا خلال سنوات طويلة ضحايا لسياسة الإهمال من قبل السلطات الإسرائيليّة، الأمر الذي زاد من كرههم لإسرائيل، وهذا التفجير في الوضع الأمنيّ، بحسب أيسخاروف، مردّه التعامل الفظ مع الفلسطينيين في القدس الشرقيّة، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ وزراءً في الحكومة الإسرائيليّة، وتحديدًا، يعلون، ليبرمان، شتاينتس، بينيت وآخرون، سارعوا إلى التنافس فيما بينهم على التصريحات القوية التي تتّهم رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عباس (أبو مازن)، بمسؤولية العملية “الإرهابيّة” في الضفة الغربيّة، والتي زعمت إسرائيل أنّ فلسطينيًا دهس ثلاثة جنود، لتعود المصادر الأمنيّة بعد ذلك، إلى الترجيح بأنّ العملية ما هي إلّا حادث طرق، لا أكثر ولا أقّل. وبموازاة ذلك، أضاف المحلل الإسرائيليّ، صعّد المسؤولون الفلسطينيّون من تصريحاتهم في الأسابيع الأخيرة، فقد أرسل عبّاس نفسه رسالة تعزية إشكالية لأسرة من حاول اغتيال الناشط اليميني والمتطرّف يهودا غليك، أيْ لأسرة الشهيد معتّز حجازي، على حدّ قوله. ولكنّ المُحلل، الذي يستقي معلوماته من الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، استدرك قائلاً إنّه من المفضل أيضًا أنْ نذكر بأنّ السلطة الفلسطينيّة، بأجهزة الأمن التي لديها، مستمرّة في إقامة التنسيق الأمني الوثيق مع الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في الضفة الغربية، وفي منع تفشٍّ مماثل للذي يحدث الآن في القدس.
وأشار في معرض تحليله، الذي نشره على موقع الصحيفة الالكترونيّ، وأشار إلى أنّه حتى لو بذلت حكومة بنيامين نتنياهو كل الجهود الممكنة لتجنّب العملية السياسيّة مع الفلسطينيين، فهي لا تزال بحاجة إلى السلطة من أجل منع انزلاق المواجهات إلى جميع أراضي الضفة الغربيّة، على حدّ قوله.
وتابع قائلاً إنّ العملية التي قُتل فيها الضابط جدعان أسعد هي العملية “الإرهابية” الثالثة في المدينة خلال أسبوعين، لافتًا إلى أنّه منذ مقتل المراهق محمد أبو خضير من قبل إرهابيين يهود في شهر تموز (يوليو) الماضي، قُتل في القدس أربعة مواطنين إسرائيليين وستّة فلسطينيين (من بينهم أربعة “إرهابيين” من منفّذي العمليات “الإرهابية” الذي تم إطلاق النار عليهم حتى الموت من قبل قوات الأمن). وشدّدّ هارئيل على أنّ تسلسل الأحداث، الذي يجب أن يشمل أيضًا سلسلة طويلة من المظاهرات العنيفة بالإضافة إلى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات إسرائيلية، غيّر بشكلٍ جذريٍّ الحالة الأمنية في مدينة القدس، على حدّ وصفه. وتابع أنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ الأحداث الأخيرة قلّلت من الشعور بالأمن في الأحياء اليهودية خارج حدود 67، ومن المحتمل كذلك أن تؤثر، أكثر من ذلك، على قدوم الزوار الإسرائيليين والسياح من الخارج إلى شرقيّ المدينة، موضحًا أنّ المدارس الإسرائيليّة قام بإلغاء الزيارات التي كانت مقررة لطلابها بسبب الوضع الأمنيّ المتوتّر. ورأى أيضًا أنّ إعلان الأردن عن إعادة سفيره من تل أبيب للتشاور يدلّ على خطورة الأوضاع، وذلك على الرغم من أنّ الأردن يتمتّع بالمساعدات الأمنية والاقتصادية من قبل إسرائيل على نطاق غير مسبوق، فإنّه يشعر أنّه مضطر للتعبير عن الاحتجاج العلني بحكم حساسية قضية القدس في العالم العربيّ، قال هارئيل.
وأوضح المُحلل أنّه لا يزال يبدو أنّ تصريح وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش بأنّ كل عملية “إرهابيّة” ينبغي أنْ تنتهي بموت “الإرهابي” في ساحة العملية، لا داعي له، لافتًا إلى أنّ أهرونوفيتش ليس  السياسيّ الأول الذي يصرّح بهذا الشكل في ظروف مشابهة، فهذا ما صرّح به أيضًا رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق شامير، أثناء موجة عمليات الطعن “الإرهابيّة” في الانتفاضة الأولى.