خبر تلكؤ « إسرائيل » في تطبيق التزامات « التهدئة » يقرب المواجهة الرابعة مع غزة

الساعة 08:11 م|06 نوفمبر 2014

غزة

  انقضى على اتفاق التهدئة الموقع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية سبعون يوماً بالتمام والكمال، الأيام التي انقضت لم يشهد فيها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة أي "تحسنْ"، حيث لم تنفذ قوات الاحتلال أي بند من البنود التي اُتفق عليها.

 تنكر "إسرائيل" لما اُتفق عليه خاصة أن الوضع في قطاع غزة ينذر بكارثة ما تفحل أزمات المواطنين من جميع النواحي بفعل آثار العدوان الإسرائيلي، تلك الحالة والصورة قد تُفَجِرُ من جديد الأوضاع في قطاع غزة، وما يدعمها في هذا التوجه سياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية في الضفة والقدس المحتلتين.

 الاحتلال بشهادة جميع مكونات الشعب الفلسطيني والمراقبين لم يلتزم باتفاق التهدئة بل أنه عاد لتشديد الحصار في صورة اشد مما كان عليه، وترجعنا تلك الصورة التي يحياها القطاع إلى ما كان عليه الحصار الجائر عام 2007م وشدته، قبيل اللجوء إلى الأنفاق الحدودية مع مصر لتهريب البضائع الأساسية، والآن يكاد الوضع يطابق ما كان عليه الحصار؛ حيث الأنفاق هُدمت و"إسرائيل" تعرقل عملية الإعمار وفتح المعابر.

 وينص الاتفاق المبرم في 27/ أغسطس بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية كجولة أولى من المفاوضات على توسيع منطقة الصيد لـ6 ميل الأمر الذي لم تلتزم به سلطات الاحتلال حيث يشهد بحر غزة اعتقال للصيادين وتضييق على عملهم، أما المنطقة العازلة الشرقية التي اتفق على توسيعها فهي تشهد بين الفينة والأخرى توغلات وإطلاق نار على المزارعين، أما المعابر التي وافقت "إسرائيل" على فتحها فهي نادراً ما تُفتح وإن فتحت لا تفي بالغرض.

 أما إعمار غزة عبر آلية الأمم المتحدة فـ "مكانك سر" حيث لا تقدُم يذكر سوى انتقادات لاذعة وجهت من قبل فصائل المقاومة وخبراء اقتصاديين إلى طريقة وآلية سير عجلة الإعمار التي لا تسير أصلاً، والتي وإن سارت فستكون أبطأ من سير السلحفاة بفعل الرقابة الدولية على كل كيس اسمنت.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تدمير 100 ألف منزل يسكنها حوالي 600 ألف مواطن، فيما يعتقد بأن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار تقييمات وزيارات مهندسي الاونروا وباحثيها الاجتماعيين لمزيد من المنازل.

 الفصائل الفلسطينية والوفد المفاوض أنتقد عدم التزام إسرائيل بالاتفاق وآلية الأمم المتحدة لإعادة اعمار قطاع غزة، عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق أكد ان قرار الاحتلال بإغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون، بأنه "تصرف صبياني غير مسئول"، مؤكدا ان ما قدم من تبرير يعد مخالفا لما تم التوصل إليه في اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنتقد آلية الأمم المتحدة في إعمار غزة بل وقال إن حركته لم توافق على خطة "سيري" لإعمار غزة، وستسعى إلى تعديلها بما يرفع القيود المشددة على دخول مستلزمات الإعمار, خاصة منها مواد البناء.

عضو المكتب السياسي لذات الحركة د. محمود الزهار أكد أن حماس  ضاقت ذرعًا بسياسية المماطلة الإسرائيلية من إدخال للمواد البناء بالقطارة, عدا عن إغلاق المعابر لأيام مما قد يصبح عادةً لدى الاحتلال خلال الفترة المقبلة وبحججٍ مختلفة ! .

عضو المكتب السياسي في حماس الدكتور خليل الحية ذهب بعيدًا في تبعات تأخر الإعمار, إذ تحدث عن ساعة انفجار وشيكة. ووجّه كلمته للسلطة و"إسرائيل" والعالم بأسره قائلًا: "لا تختبروا صبر شعبنا مجددًا، فلا نقبل المساومة، ولا تراهنوا على إطالة زمن الإعمار، فيجب أن يعمّر ما دمره الاحتلال".

 القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أنتقد كسابقه آلية "سيري" لاعمار غزة بل زاد عليه قائلاً "أخذتنا من حصار إسرائيلي على غزة إلى توافق دولي على هذا الحصار (..) مشيرا إلي أنها خطة كارثية ونحن نرفضها شكلا ومضمونا".

 وربط القيادي البطش استمرار حالة وقف إطلاق النار بسرعة اعمار قطاع غزة، مشيرا ان أية عرقلة للاعمار سيجعل اتفاق وقف إطلاق النار في خطر وسيؤدي لانهياره وعلى الاحتلال تحمل مسؤولياته والنتائج.

 معلقون إسرائيليون حذروا من انفجار الأوضاع في قطاع غزة نتيجة لتشارك إسرائيل ومصر في تشديد الخناق عليها والمماطلة في عمليات إعادة الإعمار.

 وتحت عنوان "إسرائيل ومصر تشددان الخناق على قطاع غزة"، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إن الأوضاع في غزة تسير نحو التصعيد، فقد جاء إغلاق المعابر من جانب إسرائيل على أثر إطلاق قذيفة على النقب الغربي، بعد أيام من خطوة عقابية شديدة اتخذتها مصر تمثلت بإغلاق لمعبر رفح بعد العملية التي قتل فيها 33 جنديا مصريا نهاية الشهر الماضي.

 وأضاف: "أغلقت مصر المعبر وبدأت في العمل على إقامة منطقة عازلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، وبدأت الجرافات المصرية بدأت بهدم مئات المنازل في الجانب المصري لإقامة منطقة عازلة بعرض مئات المترات".

 كما وأشار إلى أن حماس تحاول مصالحة المصريين والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، «لكن النتيجة العملية للتطورات الأخيرة هي واحدة- الحصار على غاز يضيق، وعمليات إعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلفته عمليات الجيش الإسرائيلي الصيف الماضي، متوقفة".

 وتابع: فضلا عن توقف دخول مواد البناء لغزة، لم يسجل حتى الآن أي تقدم بشأن إعادة فتح المعابر.

 وحذر مما أسماه "جولة عنف جديدة لا أحد معني بها، إذا ما شعرت حماس بأن الحبل يضيق حول عنقها". وقال أن «الطريق من هنا إلى تجدد الانفجار قد تكون قصيرة أكثر مما نتصور".

 ومما يخلق وضع عام قابل للانفجار في قطاع غزة إلى جانب التلكؤ الدولي والإسرائيلي في ملف الإعمار وعدم تطبيق بنود اتفاق التهدئة هو الأوضاع "المتضعضة" في الضفة والقدس المحتلتين التي قد تساهم في إشعال فتيل المواجهة القادمة على جميع الجبهات الفلسطينية والتي من أولها غزة المهيأة أصلا للمواجهة القادمة بسبب ما ذكر سابقاً.

 ما صرحت به قيادة فصائل المقاومة يفهم منه ان ما يجعل خيار المواجهة محكوم بوقت قصير هو استنفاذها لصبرها وتفحصها لنوايا العدو الصهيوني ومدى حرصه على تطبيق ما اُتفق عليه، وتبقى نظرية توالي الضغط وقوته ومدته تُولِد الانفجار حين تنخفض إيجابيات الهدوء وترتفع سلبياته.