خبر يرقصون فوق الدماء .. هآرتس

الساعة 10:09 ص|31 أكتوبر 2014


بقلم: أوري مسغاف

(المضمون: اشخاص من اليمين حاولوا التحريض على مقالة نشرت في الصحيفة حيث أنها تتحدث عن النشطاء الذين يحاولون الدخول الى الحرم، وقد قاموا بالربط بين ما نشر وبين محاولة اغتيال يهودا غليك، الامر الذي يعتبر تحريضا - المصدر).

في ظهر يوم الخميس نشرت على موقع الانترنت للصحيفة نص لاذع حول عملية مخطط لها لجماعة الهيكل، التي زادت من نشاطها في السنوات الاخيرة برعاية وزراء واعضاء كنيست. وقد أطلقت عليها لقب "مهووسو الاشعال" وقلت أنهم يتصرفون بشكل جنوني ومتطرف الامر الذي من شأنه اشعال انتفاضة ثالثة وحرب يأجوج ومأجوج. "الهدف الحقيقي هو طرد المسلمين من المكان وازالة قبة الصخرة من اجل بناء الهيكل الثالث". وكتبت "من كانوا في السابق على هامش اليمين المسيحاني يتحولون شيئا فشيئا الى جزء من الاجماع". عقدوا في المساء مؤتمرا في القدس وانتهى باطلاق النار من قبل فلسطيني باتجاه النشيط يهودا غليك.

ما زلت مصمما على كل كلمة قلتها في النص، ولكن في تلك اللحظة رأيت أنه من المناسب التمني لغليك الشفاء الكامل وازالة النص من صفحة الفيس بوك الخاصة بي والتعليقات عليها. هذا ما رأيته مناسبا على انسانيا، حيث أن ضحية اطلاق النار يصارع على حياته. لم أقم ولم أحاول محو النص من الشبكة. فمحاولة كهذه ليست جبانة فقط من ناحية مبدئية وغبية من الناحية التكنولوجية، بل هي ايضا غير منطقية اعلاميا. فقد حذرت في النص من "امكانية الاشتعال التي تخطط لها حركات اليمين في البلدة القديمة من شرقي القدس". وكررت تلك التحذيرات التي قد تتولد عنها اعمال عنف وتصعيد في المواجهات بشأن الاماكن المقدسة. محاولة التعرض لحياة غليك لن تنفي هذه الاقوال بل على العكس لقد أكدتها.

هناك جهات في اليمين أغرقت الشبكات الاجتماعية بالمقالات التي حاولت الربط بين النص الذي كتبته وبين محاولة القتل مثل العلاقة بين السبب والنتيجة. وقد فعلوا ذلك من خلال استخدام كلمات أقل اكاديمية. دم غليك على يديك، قالوا لي وقاموا باتهامي بالتحريض الذي أدى الى محاولة الاغتيال، والكثير من التمنيات الغريبة. الكثيرون تمسكوا بالجملة التي أنهيت بها المقال وهي "فليحاول أحد ما وقفهم"، رغم أن كل من في رأسه عقل يفهم أن مغزى هذا الكلام ليس كلامي، ومن يقرأه لن يفهمه ببساطة. وهذا قبل السؤال اذا ما كان القاتل المهني من الجهاد الاسلامي قد خرج لهدفه بعد أن قرأ المقالة في "هآرتس".

شخص ما يدعي أنه صحفي متخصص بالحرم، وهو ارنون سيغل، قام باتهامي أنا والشرطة بالمسؤولية المباشرة عن محاولة القتل، بينما داني ديان، رئيس مجلس "يشع" في السابق كتب في تويتر أن "مسغاف قد أزال النص الذي نشره هذا الصباح عن يهودا غليك. لا تخطئوا: ليست هذه بادرة انسانية بل هذه عملية اخفاء لأدلة التحريض". بعض الاكاذيب والأخطاء وردت في 84 صفحة، رغم أن النص لم يكن عن غليك ولم يُحرض ولم تتم ازالته.

ديان هو نشيط يميني محبب على اليسار – مستوطن بدون لحية، بدون سترة ورشاش، وهم يُكثرون من دعوته الى المؤتمرات، لأنه معه يمكن الحوار. إلا أن ديان واصدقاءه شركاء في الآلية الكلاسيكية التي تقوم بها عناصر اليمين منذ فترة طويلة: الرقص فوق الدماء، استغلال حدث أمني موضعي، اكاذيب، تحريض وتآمر. ولكن بخلاف الماضي يوجد لديهم اليوم فيس بوك وتويتر وأمامهم يقف معسكر ضعيف وخائف أكثر من أي وقت مضى. يحظر أن نتأثر بالاكاذيب والتحريض أو حني الرأس أمامهم. بل يجب الوقوف أمامهم برأس مرفوع ومحاربتهم.