خبر الرئيس كبوصلة أخلاقية -يديعوت

الساعة 09:58 ص|29 أكتوبر 2014

الرئيس كبوصلة أخلاقية -يديعوت

صوت آخر من القدس

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

 (المضمون: الرئيس ريفلين يؤدي اليوم دورا عظيم الاهمية، مفاجئا، في الثقافة الاسرائيلية. فهو يطلق، من مقر الرئيس، الصوت الذي لا يحب المجتمع الاسرائيلي أن يسمعه. وهو

 

يمنح شرعية لما عمل حكم بيبي لسنوات على نزع شرعيته، للمواطنة، للمسؤولية، لكرامة الانسان. شكرا لك يا روبي ريفلين - المصدر).

 

لنبدأ بالخير: روبي ريفلين يُكسب منصب رئيس الدولة شرفا. ليس كسلفه، الذي لم يكف عن التمتع بهواء القمم الدولية التي اقام فيها، فان ريفلين يقيم في الاعمال التي تهب فيها الريح حيث نعيش نحن، المواطنين البسطاء في دولة اسرائيل. كسلفه، لا يكتفي الرئيس ريفلين باستلام أوراق الاعتماد من السفراء. وليس كسلفه لا يؤدي دوره كوزير خارجية بديل يطلق، بين حدث للتعظيم الذاتي وآخر، كليشيهات عن التكنولوجيا في ما يغطي بورقة التين حكومة نتنياهو – بل يعمل كبوصلة أخلاقية. فهو يتحدث عن الامور التي يصمت عنها مبعوثي جمهورنا، سواء كان ذلك بحكم التحفظ أم بحكم الايديولوجيا.

 

لقد خرج ريفلين بكلمات واضحة، لا طلاء فيها، ضد كم أفواه منتقدي الحكومة، ضد قمع المختلف، ضد العنصرية العنيفة التي يعاني منها كل من لا يسير على الخط مع الاغلبية، والتي يعاني منها، كجماعة، مواطنو اسرائيل العرب. هكذا فعل ايضا في احتفال احياء الذكرى لقتلى المذبحة في كفر قاسم. ورغم سد الانف، وقف ريفلين وتحدث: عن الاعتراف بالظلم، عن حساب النفس، عن واجب التذكر. وقد أعلن بان السكان العرب هم جزء من لحم اسرائيل؛ واعترف بالتمييز طويل السنين الذي يعاني منه السكان واقسم بان أبدا لن نحاول دحر العرب من البلاد التي يعيشون فيها الى جانبنا. جميل تحدث.

 

كل هذه أمور ما كان ينبغي ان تفاجئنا. ففي المجتمع السليم، يكون وقوف مندوب كبير في الحكم في ساحة جريمة ارتكبها جنود الدولة ضد السكان المدنيين الابرياء ينبغي أن يكون أمرا مسلما به ومفهوما من تلقاء ذاته. وفي كل سنة كان رئيس الوزراء، رئيس الدولة أو وزير كبير يفترض أن يصل الى المناسبة وان يشارك في العزاء للمغدورين، كتعبير عن التقزز الجماعي من القتل والتضامن مع الضحايا. ولم يكن يفترض بمثول رئيس الدولة في كفر قاسم أن يكون "جديدا" بل أمرا عاديا. في اسرائيل، لعارنا، فانه كل شيء عدا ان يكون عاديا.

 

وها هو الشر: نحن نفاجأ. لا نفاجأ بردود الفعل التي جرها ظهور ريفلين في كفر قاسم من عار "الخائن" الذي اتهم به. فهذا مفهوم من تلقاء ذاته، طبيعي، مغفور. زيارة الرئيس في كفر قاسم؟ مفاجأة. لان في دولة اسرائيل نتنياهو العنف، اللفظي والجسدي، تجاه كل من يتجرأ على تخريب

 

حفلة "نحن دوما محقون، نحن دوما ضحايا للاخرين" ليس مفاجئا. كل انتقاد هو في افضل الاحوال سذاجة وفي اسوأ الاحوال خيانة.

 

عندما يحصل شيء ما يفسد صورتنا الذاتية، يحل محل الصدمة بسرعة البرق الكبت وفوره الادعاء بالحق: ماذا يريدون منا؟ ما الذي فعلناه؟ بشكل عام يأتي بعد تعداد قائمة بالمظالم التي ارتكبها الآخرون، لنا أو الواحد للاخر. ويفترض بهذا أن ينهي حساب النفس.

 

فكروا بالقتل الفظيع للفتى محمد ابو خضير. صدمتم للحظة؟ الان كفى. فنحن لا نفعل امورا كهذه واذا ما فعلناها فلا ينبغي الحديث في ذلك كثيرا. تعالوا نتحدث عن داعش أو عن الكارثة. تكفي المزايدة. يكفي التزلف للعرب أو لليسار. مظاهر عنصرية ضد العرب؟ يا الله يا الله. هم المذنبون. اباحة دم منتقدي حروبنا المقدسة؟ تقمص عاطفي للضحايا في الطرف الاخر؟ أجننتم؟ قولوا أأنتم عرب، أم أسوأ من هذا، يساريون؟ داعش، الكارثة.

 

ان الرئيس ريفلين يؤدي اليوم دورا عظيم الاهمية، مفاجئا، في الثقافة الاسرائيلية. فهو يطلق، من مقر الرئيس، الصوت الذي لا يحب المجتمع الاسرائيلي أن يسمعه. وهو يمنح شرعية لما عمل حكم بيبي لسنوات على نزع شرعيته، للمواطنة، للمسؤولية، لكرامة الانسان. شكرا لك يا روبي ريفلين.