خبر زعماء الانتفاضة: قتيل آخر سيُشعل انتفاضة هنا- يديعوت

الساعة 09:38 ص|28 أكتوبر 2014

بقلم: أليئور ليفي

(المضمون: في سلوان توتر بارز وملحوظ، والشبان هناك يشعرون أن قتل شاب آخر أو هدم منزل من شأنه أن يُشعل انتفاضة ثالثة - المصدر).

 

الأعلام الخضراء لحماس تلون مداخل البيوت، من اليمين ومن اليسار في اليوم الذي تلا جنازة عبد الرحمن الشلودي، المخرب الذي نفذ عملية الدهس في محطة القطار الخفيف في القدس. التوتر في قريته سلوان ملموس جدا، والمهرجان الذي أقيم بالقرب من منزله اجتذب الكثير من السكان. "كانت حماس هي أول من سيطر على الحدث"، كما يقول ق. أحد الزعماء البارزين في القرية، ومن خلال التطرف الواضح على الارض "هكذا استطاعوا أن ينسبوا الشهيد لهم".

المهرجان وصل الى ذروته. أحد رجال حماس يلقي خطابا ويحرض ضد اسرائيل وضد المستوطنين الذين اختاروا السكن في القرية. "طالما أن المستوطنين يزدادون هنا، فان شعبية حماس هنا ستزداد"، قال ق. "رجال حماس يصلون الى الاولاد ويقولون لهم: ها هم الاسرائيليون يأخذون أرضنا، ويُقنعونهم أن المعارضة العنيفة ضد اسرائيل هي الحل الأمثل، اسرائيل تعطي الارهاب سببا للاتساع".

 

هذه قنبلة موقوتة

 

في سلوان، مثل باقي قرى شرقي القدس، تدور حرب طاحنة بين حماس وفتح. التوتر بين التنظيمين الفلسطينيين واضح وملموس، ولكن هناك أمر واحد يتفق عليه الجميع – سكان سلوان يجلسون على وعاء ضغط، هذه قنبلة موقوتة. وكما يقول ن. أحد النشطاء البارزين في القرية. "يشعر الناس هنا أنهم يدفعونهم الى الحائط، خطوة وراء خطوة. السيطرة اليهودية على المنازل التي تقوم بها إلعاد من اجل تعزيز علاقة اليهود بالقدس، وعطيرت كوهانيم، هذا يدفع الناس هنا الى الفهم أن المقاومة هي الخيار الوحيد بالنسبة لهم – وهنا يتحول الحجر الى سلاح. الشبان يشعرون أن القاء الحجارة هو طريقتهم الوحيدة للتعبير عن الغضب المتفاقم داخلهم. هذا الواقع الذي يولدون فيه. وهم لا يعرفون أي شيء آخر".

 

ن. لا يقبل الادعاء القائل بأن التعليم المختلف يمكنه التأثير على طريقة التفكير وعلى اعمال الشبان المُخلين بالنظام. "اليهود يأتون إلينا ويجلسون بيننا، وليس العكس". ويضيف: "ماذا تريدني أن أفعل، أن أجلس وأصمت؟". ومع ذلك فان اصبع الاتهام في سلوان موجهة للشرطة، التي تؤجج الوضع في المنطقة. "المستعربون يدخلون الى هنا وهم ملثمين ويشجعون الشبان على القاء الحجارة"، يدعي ن. "عندما تبدأ الفوضى التي بادروا اليها هم أنفسهم يقومون باعتقال الشبان وادخالهم الى المعتقل".

 

المستوطنون يُخيفون الاولاد

 

السكان في سلوان ينفون الادعاءات حول "انتفاضة صامتة" في القدس، ويدعون أن الوضع لم يصل بعد الى هذا المفترق، ولكنهم يُحذرون من أن هناك رائحة انتفاضة في الجو. "ستكون هناك لحظة يتفجر فيها كل شيء في النهاية"، يدعي شبان القرية. "قتل اضافي آخر في سلوان أو

 

هدم بيت من شأنه أن يشكل المفتاح الذي يؤدي الى انتفاضة ثالثة". وحسب ادعائهم فانهم في حماس يفعلون كل شيء لأجل تأجيج الاوضاع ودفعها باتجاه الصدام العنيف والواسع.

 

بالامكان ملاحظة التوتر في كل لحظة وفي كل زاوية في سلوان. الفلسطينيون واليهود يعيشون الى جانب بعضهم البعض في القرية المكتظة، التي هي عمليا قرية في القدس، وفي أحسن الحالات لا يتحدثون مع بعضهم البعض. وفي اسوأ الحالات فان تبادل الشتائم يتحول بسرعة الى مواجهة عنيفة. تمكن مشاهدة جيب حماية خاص زجاج نوافذه مهشم بسبب الحجارة وهو يمر بجانب المنازل التي عليها علم اسرائيل. الدخول الى معظم منازل اليهود يكون عن طريق بوابة حديدية كهربائية، وعلى الجدران كاميرات مراقبة كثيرة.

 

في المقابل وفي الجانب الآخر من الشارع هناك مجموعة من الشبان الفلسطينيين الذين ينظرون الى الجيب نظرات مليئة بالحقد. "المستوطنون الجدد الذين دخلوا الى هنا يحاولون أن يكونوا أبو علي"، قال ق. وأضاف: "هم يتجولون مع الغاز المسيل للدموع في أيديهم من اجل إخافة أولادنا وإبعادهم. ومن هنا تبدأ الكراهية لدى الشبان".

 

ما الذي يبحث عنه اريئيل هنا؟

 

سمع السكان عن نوايا وزير البناء والاسكان اوري اريئيل الانتقال للسكن في سلوان، وهم غاضبون. "ما الذي يبحث عنه هنا؟"، يسأل ق. "فقط هو يريد أن يضيف فتيل للانفجار". وتمر في هذه الاثناء سيارة شرطة في الشارع مع مصابيح زرقاء وتدخل بالتدريج الى أزقة سلوان – هناك ايضا بيت العزاء الذي أقامته العائلة للمخرب الشلودي. "الآن كل شيء هاديء هنا"، يقول شبان القرية. "أنت ترى أنه لا يوجد إخلال بالنظام، فلماذا تدخل الشرطة الى هنا؟ هذا فقط يعطي الشبان سببا للبدء بالقاء الحجارة ولا أحد يعرف كيف سينتهي ذلك".

 

جميعهم يعرفون الشلودي، الذي تحول الى بطل القرية، وفي كل زاوية يمكن مشاهدة منشورات وكتابات تحيي الشهيد، وهكذا وُلد رمزا جديدا للشبان في سلوان. "يكبرون ويتذكرون كل ما مر عليهم، وقد يفعلون ما فعله الشلودي بالضبط"، يقول ق. "أنا على يقين من أن أحدهم سيفعل ذلك".

 

وبرغم كل شيء فانهم في سلوان يؤمنون أنهم سيكونوا مستعدين في النهاية. "الاحتلال سينتهي"، كما يلخص ن. و ق. "والسؤال هو بأية طريقة سيحدث هذا – لا أحد يعرف جواب ذلك".