خبر سيقاطع يعلون حتى يعتذر -هآرتس

الساعة 10:48 ص|26 أكتوبر 2014

سيقاطع يعلون حتى يعتذر -هآرتس

بقلم: براك ربيد

 (المضمون: الاهانة التي تعرض لها يعلون في زيارته للولايات المتحدة جاءت نتيجة لتصريحاته وأخطائه في الاشهر السابقة والتي لم يعتذر عنها علنا كما طالبت الادارة الامريكية - المصدر).

 

"الخازوق" الذي تعرض له موشيه يعلون من قبل البيت الابيض مع وصوله الى المطار في يوم الجمعة الاخير، لا يجب أن يفاجيء أحدا في اسرائيل، ولا سيما هو نفسه. يعلون يعرف منذ ايامه الاولى في الجيش أن لكل سبت يوجد خروج للسبت. لا يمكن الشتم أو الاساءة لرفيعي

 

المستوى في الادارة الامريكية والتوقع أن يبسطوا له السجاد الاحمر عند دخوله الى الخارجية أو أن يفتحوا أمامه أبواب الغرفة البيضوية.

 

لكن يعلون تفاجأ جدا. وزير الدفاع فشل في قراءة الواقع وفهم مكانته في هذا الوقت في واشنطن. فقد توقع أن الامور على ما يرام وأن وزير الخارجية جون كيري نسي أنه نعته بـ "مسيحاني مهووس" وأن رفيعي المستوى في البيت الابيض قد سامحوه عندما قال إنهم ضعفاء في كل العالم، وعندما ادعى أنه يجب وضع الدعم الامريكي لاسرائيل "في اطاره الصحيح".

 

إن كلام يعلون في مقابلة مع "الواشنطن بوست" التي أجريت قبل الاهانة العلنية أظهرت الى أي مدى هو مقطوع عن الواقع. وزير الدفاع حاول التصرف وكأن شيئا لم يحدث. "تجاوزنا الازمة"، قال عندما سُئل عن التوتر بينه وبين كيري، وبعد 24 ساعة من ذلك تحولت كلماته الى فكاهة سيئة.

 

من سخرية القدَر أن من عزز التفكير الخاطيء لدى يعلون كان وزير الدفاع تشاك هيغل. فبدلا من أن يوضح لنظيره الاسرائيلي حجم السخط تجاهه من الادارة الامريكية، احتضنه وقبله أمام العدسات.

 

بعد كل تصريح رفع مستوى التوتر بين القدس وواشنطن قام يعلون باصدار بيان ركيك. فمرة قال إن العلاقات مع الولايات المتحدة مظلمة، وبعد ذلك اعتذر لجون كيري، لكنه لم يسحب أقواله. ومرة اخرى ادعى أن كلماته قد أُخرجت من سياقها.

 

الادارة الامريكية قامت بالايضاح ليعلون أكثر من مرة في الاشهر الاخيرة، علنا وسرا، أن عليه الاعتذار بشكل علني وبطريقة لا تقبل تفسيرين. لكنه فضل التغاضي عن ذلك واعتقد أنها ازمة صغيرة وعابرة. وحتى اليوم لم يعتذر يعلون بشكل جدي على اقواله.

 

في الادارة الامريكية انتظروا كثيرا فرصة تصفية الحساب مع يعلون، والخط الذي اتبعه البيت الابيض تجاه وزير الدفاع بمناسبة زيارته في واشنطن هو أنه ليس فقط يجب نبذه وانما جعله يشعر بذلك.

 

في هذا الاسبوع حينما عودته الى مكتبه فمن الافضل أن يستدعي يعلون أحد نظرائه السابقين – بنيامين بن اليعيزر – الذي يستطيع أن يشرح له من تجربته الشخصية ماذا عليه أن يفعل. تسريب اللقاء مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني حوّل فؤاد في لحظة الى شخص غير مرغوب فيه في واشنطن. كان عليه ارسال كتاب اعتذار خاص لتشيني، والاعتذار هاتفيا لمستشارة الامن القومي كونداليزا رايس ونائبها أليوت أبرهامز، والامتناع من الذهاب الى واشنطن لعدة اشهر. فقط حينها، وبعد لقائه مع تشيني اثناء زيارته لاسرائيل، انتهى الحظر الذي فُرض على بن اليعيزر.

 

يحاول يعلون التقليل من أهمية الحظر ضده، وفي كل مرة يذكر علاقاته الجيدة مع هيغل، وحقيقة أن اللقاءات الهامة هي تلك التي تحصل بينهما. ولكن هيغل نفسه لم يستطع الانقاذ عندما قرر البيت الابيض وقف ارساليات الصواريخ الى اسرائيل في عملية "الجرف الصامد". واذا اعتقد يعلون حقا أن هذا مجرد خلل بيروقراطي فهو مخطيء.

 

إن يعلون وبسلوكه هذا يعتبر من وزراء الدفاع الاسرائيليين الوحيدين الذين حُظروا من قبل الادارة الامريكية منذ انشاء الدولة، وهذا يعني ضررا حقيقيا للامن القومي الاسرائيلي. طالما أن يعلون لم يعتذر فانه سيبقى منبوذا ولن يكون شريك محادثات شرعي مع أي من رفيعي المستوى في الادارة الامريكية باستثناء هيغل.

 

اذا كان هناك أي متهم، فيجب على يعلون أن يتهم نفسه، لأنه استطاع عمل ما لا يمكن عمله والتسبب لأناس كثيرين بأن يتذكروا باراك في وزارة الدفاع. الطريق سهل لذكر مساويء

 

باراك، إلا أنه ساهم بشكل حقيقي في كل ما يتصل بالعلاقات مع الولايات المتحدة. وفي كل لقاء، بما في ذلك لقاءاته مع براك اوباما، أصلح باراك الاضرار التي سببها بنيامين نتنياهو ومستشاريه وخفف من التوتر بين البيت الابيض ومكتب رئيس الحكومة.

 

في هذه الفترة الانتخابية ليس هناك من يفعل ذلك. العلاقات بين نتنياهو واوباما سيئة جدا، السفير رون دارمر مُقصى، ووزير الدفاع يعلون محظور. وزير الخارجية ليبرمان على علاقة طيبة مع كيري ليس أكثر من ذلك. يمكن أنهم يحبون تسيبي لفني ويئير لبيد في البيت الابيض يكنهم يدركون أنهما لا يستطيعان تقديم المطلوب. والنتيجة هي غياب قنوات اتصال فعالة بين اسرائيل والادارة الامريكية، ولا سيما على ضوء المواضيع السياسية والامنية الحساسة المطروحة اليوم، وهذه صورة مقلقة، بل مقلقة جدا.