خبر يشجعون الانتفاضة- معاريف الاسبوع

الساعة 10:47 ص|26 أكتوبر 2014

بقلم: ران أدلست

(المضمون: من يسرب شباب مدرسة دينية مسلحين الى المنازل في سلوان هو من يصفي امكانية السياحة والاستثمار في العاصمة. من يصيغ هذه الايام القوانين لكسر الوضع الراهن في الحرم هو من يضمن لنا ان تكون الاضطرابات في القدس مالا صغيرا عندما ينضم عرب اسرائيل والعالم العربي بشكل عام الى الاحتفال - المصدر).

 

قبل عدد (وعدد) من السنين كنت اتجاوز أزمات السير المزعجة جدا في المدخل الشمالي – الشرقي من القدس من خلال التفافة عبر العيساوية. حي فقير وكأن به القي من سلة قمامة من أعلى التلة الفرنسية وجبل المشارف من فوقها. كنت في تلك الايام أتجاوز ازعاجات الطريق "الرئيس" الضيق، الذي يتلوى حتى الشوكة بين التلة الفرنسية والعودة الى طريق رقم 1. اما اليوم

 

فيقترح رئيس بلدية القدس نير بركات ان يفرض على العاصمة النظام من خلال تصعيد اعمال الانفاذ للقانون، بما في ذلك اضافة قوى بشرية ووسائل خاصة توجد لدى الجيش الاسرائيلي.

 

اذا ما أخذ احد ما بجدية هذه الترهات، فان الصعود أو الهبوط للقوة الخاصة لفرض النظام في العيساوية سيبدو على النحو التالي: المركبة المحصنة ستنزل أو تصعد في ذاك الشارع "الرئيس"، ستصطدم باطار السيارات المشتعل وبمظاهرة الاولاد راشقي الحجارة. وشرطي عصبي وخائف بخوذته التي تتصبب عرقه تحتها سيخرج ويطلق صلية (وسائل خاصة، سبق ان قلنا) نحو عصبة الاولاد.

 

في واقع الامر لماذا أنجرف نحو المستقبل – فهذا يحصل منذ الان. ما يقترحه بركات هو ان يحول الاحداث المتناثرة في قرى الضفة الى عادة يومية في مواجهة السكان المدينيين المكتظين. الدخول الى غيتوات الفلسطينيين والاحتكاك مع النساء والاولاد هو وصفة لقتل النساء والاطفال. اليهود في عمليات الدهس والفلسطينيون بالنار الحية. والفكرة الاساسية هي ان "نريهم" من هنا رب البيت. من هذه الناحية لا فرق بين أحابيل الاستفزازات التي يقوم بها بن غبير ومرزيل وبين عقيدة القتال لدى بركات وبين سياسة الحكومة. كلهم مؤيدون للانتفاضة. كل مدرب كرة سلة يعرف بان الخطر في ابقاء الضغط هي ثقوب في الدفاع تدعو لاقتحامه، وهذا بالضبط ما يحصل وسيحصل في القدس.

 

عشرة اضلاع من الغباء نزلت على إدارة شؤون القدس، خمسة أخذتها الحكومة وخمسة البلدية. يدور الحديث عن حلم عابث لليمين بربط القدس في تواصل يهودي صرف على شكل البناء في جفعات همتوس وهار حوما. من بنى جفعات زئيف ونفيه يعقوب في الطريق السوي الذي يقطع بيت حنينا وشعفاط، فيما أغلق الفلسطينيين بالطرق واحياء اليهود (لدفع السكان الى المغادرة) هو من جعل القطار الخفيف قطار نقمة. من يسرب شباب مدرسة دينية مسلحين الى المنازل في سلوان هو من يصفي امكانية السياحة والاستثمار في العاصمة. من يصيغ هذه الايام القوانين لكسر الوضع الراهن في الحرم هو من يضمن لنا ان تكون الاضطرابات في القدس مالا صغيرا عندما ينضم عرب اسرائيل والعالم العربي بشكل عام الى الاحتفال.

 

ما ينبغي لبركات ان يفعله هو ان يدير محادثات سلام على مستوى الشارع وعلى مستوى مندوبي البلدية مع مندوبي الاحياء الفلسطينية. وبالتوازي الا يتم ادخال جنود ومجنزرات الى هناك بل عمال نظافة ومقاولي طرق ومجاري. ما ينبغي للدولة ان تفعله هو الا تعتقل بالجملة وبلا محاكمة (اكثر من 700 اليوم) الفلسطينيين، بل الاستفزازيين والمنكلين من اليمين، أو بصيغة بيبي ("الداهس هو شريك ابو مازن"). نتنياهو: هكذا يعمل شركاء رئيس وزراء اسرائيل.