خبر لا يستطيع أم لا يريد- يديعوت

الساعة 09:09 ص|22 أكتوبر 2014

بيبي أ، بيبي ب

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: الحقيقة هي أنه يوجد بيبي نتنياهو اثنان. الاول واع، فاهم ما يحصل حوله وحولنا. لا يريد بأي حال أو شكل او يسيطر على ملايين الفلسطينيين. ولكن – وهذا هو نتنياهو الثاني – غير مستعد لان يخاطر بمنصب رئيس الوزراء حتى لو كان يخاطر في هذه اللحظة بمستقبل دولة اسرائيل- المصدر).

 

هاكم قصة شخصية من الغرف المغلقة: في السنوات الاخيرة التقينا بضع مرات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ما يسمى باللغة الصحفية "حديث خلفية". وفي كل مرة خرجنا متأثرين من الاحاديث الليلية. ها هو الرجل الذي عرفناه منذ 1976 يفهم اخيرا بان الاقوال شيء والافعال شيء آخر. يجتاز ما اجتازه في ذات مكتب رئيس الوزراء مناحيم بيغن واسحق رابين وايهود باراك واريك شارون وايهود اولمرت. الى جانب المسؤوليات الكبرى على الكاهل فانهم فهموا بان القصائد جميلة، ربما، لاعمال شبيبة بيتار، وانه في مكتب رئيس الوزراء، في شارع كابلن في القدس، تبدو الامور مختلفة تماما. من كل حديث مع نتنياهو خرجنا باحساس عميق بان الرجل يفهم جيدا دوره التاريخي وهو سيقود دولة اسرائيل الى تنفيذ فكرة "الدولتين للشعبين" – الحد الادنى الذي سيسمح لنا بان نعيش في هذه الجزيرة الصغيرة والعاصفة.

 

وهذا الانطباع الذي أخذته اشركت فيه اصدقائي. احدهم، الوزير السابق حاييم رامون، الثعلب السياسي القديم، سخر كل الوقت بالبشرى التي وضعتها امامه من مكتب رئيس الوزراء من

 

الليكود: "انه يذر الرماد في العيون، يضللك، يكذب عليك دون أن يرف له جفن". صديق آخر قال لي: هذا بالضبط هو السبب الذي جعل صديقك رونالدو آيزن يأخذه في حينه كوكيل له لبيع الاثاث في متجر "ريم".

 

نتنياهو هو وكيل المبيعات الافضل الذي قام لشعب اسرائيل في الجيل الاخير. فهو قادر على أن يبيع البذور للاخوة حمامة وأكياس قهوة لعوفرا شتراوس. صديق بيبي، رونالد لاودر، قال قبل بضعة ايام في التلفزيون ان صديقه رئيس الوزراء هو "جريت كوميوميكاتور"، رجل اتصال عظيم، وأثنى على خطابه الاخير في الامم المتحدة. لادور، الامريكي، يبدو انه لم يختر بالصدفة هذا التعريف. فقد قيل هذا في حينه عن الرئيس رونالد ريغان. قالوا عنه في امريكا انه "جريت كوميوميكاتور"، ولكن كمن كان له الشرف، وليس السرور، لان يكون في حضرة الرئيس الامريكي، ويتذكر البطاقات التي كان يقرأ منها ما كتب له في البيت الابيض، اكتب هنا بحذر: الرئيس الامريكي لم يتخذ في حينه في نظرنا صورة رسول الحكمة على وجه الارض.

 

اما عن نتنياهو فيمكن بالتأكيد القول انه نجح. فقد اشتراه الرأي العام في اسرائيل، واشترى طبيعته، مزاياه وخصاله. وهو يتحدث بالضبط مثلما يفكر هذا الشعب. لغة بيبي هي السائدة اليوم في الشارع الاسرائيلي. وقد نجح في أن يعطي الشعب الجالس في صهيون، وله فقط، المفتاح للخزينة التي تسمى "مواطني دولة اسرائيل".

 

أما الحقيقة فهي أنه يوجد بيبي نتنياهو اثنان. الاول واع، فاهم ما يحصل حوله وحولنا. لا يريد بأي حال أو شكل او يسيطر على ملايين الفلسطينيين. ولكن – وهذا هو نتنياهو الثاني – غير مستعد لان يخاطر بمنصب رئيس الوزراء حتى لو كان يخاطر في هذه اللحظة بمستقبل دولة اسرائيل. وسيكون هناك من سيقول: وجودها ايضا. اسحق رابين الراحل قال ذات مرة: "عندي رئاسة الوزراء هي خيار وليس هوسا". لدى نتنياهو، هكذا اخذ الانطباع ايضا من يحيط به عن كثب، هذا هوس. نتنياهو غير مستعد باي حال من الاحوال ان يتنازل عن بدلة السياسي الحزبي في صالح بدلة الزعيم، ذاك الذي قيل عنه: "السياسي الحزبي يفكر في الانتخابات التالية، اما الزعيم فيفكر بالاجيال التالية".

 

والخطابة هي الامر الاهم بالنسبة لنتنياهو. ولهذا فانه يستثمر الكثير في الاتصال مع الجمهور الذي يبقى على تواصل واتصال به. اما الجمهور، كما ينبغي الاعتراف، فانه يشتري كل الحيل والاحابيل.

 

في هذه المرحلة، كما يبدو، لا يرى نتنياهو نفسه خارج منزل رئيس الوزراء ولا يتصور اي امكانية اخرى غير هذه الولاية. والبديل الوحيد الذي ربما يبدو له هو أن يكون رئيس الولايات المتحدة. يحتمل أنه اذا ما سألتموه عن ذلك، فستحصلون على جواب يهودي نموذجي في شكل سؤال: في واقع الامر، لماذا لا؟.