خبر دولاب نتنياهو الخامس -هآرتس

الساعة 10:07 ص|21 أكتوبر 2014

دولاب نتنياهو الخامس -هآرتس

بقلم: يحيعام فايس

(المضمون: النائب حيليك بار ادعى "الوطنية" إذ خدم سياسة الحكومة في معارضة الدولة الفلسطينية رغم قناعته بها وبالتالي فانه هو وحزبه الذي لا يبني عالما مميزا من القيم والمفاهيم والرموز البديلة محكوم أن يبقى دولابا خامسا في عربة نتنياهو المتفككة - المصدر).

 

النائب حيليك بار هو أمين سر حزب العمل، حزب المعارضة الرئيس، الذي هدفه المركزي هو اسقاط حكومة نتنياهو – لبيد التي تجلب المجتمع الاسرائيلي الى شفا الهاوية. معقول الافتراض أن بار يؤمن بكل قلبه بان السبيل الوحيد لحل النزاع المرير والعنيف مع الفلسطينيين هو اقامة دولة فلسطينية. وذلك في خلاف تام مع فكر رئيس الوزراء الذي من الواضح بأن تصريحاته في جامعة بار ايلان وكأنه يتبنى حل الدولتين كانت كذبا.

 

وها هو النائب بار، الذي هو رئيس اللوبي البرلماني من اجل حل الدولتين، يبعث ببرقية لاعضاء حزب العمال في البرلمان البريطاني، يناشدهم فيها الا يؤيدون المبادرة للاعتراف بدولة فلسطينية. ومبرراته: هذا من شأنه ان يخدم اليمين الاسرائيلي ويشجع اعمال العنف ("هآرتس"، 10/12).

 

تثير هذه البرقية السؤال: ما هي الوطنية؟ ظاهرا، يمكن ان نرى في ارسال البرقية خطوة وطنية – محاولة لمساعدة الحكومة في مساعيها السياسية. ولكن هذا خطأ. فالاعتراف البريطاني بدولة فلسطينية، مثل اعتراف رئيس وزراء السويد الجديد بها، جاء بعد فشل مساعي الاتحاد الاوروبي وقف موجة البناء في المستوطنات في قلب الضفة.

 

النائب بار هو الاخر يعرف كم هو هذا البناء يخرب على المسيرة السياسية ويدمر أنسجة المجتمع الاسرائيلي. وعليه، كوطني اسرائيلي، عليه أن يؤيد كل خطوة كفيلة بان تحبطه، بما في ذلك الاعلانات الاوروبية، لان الضغط الدولي هو مدماك حيوي في الصراع المصيري لوقف "مشروع" الاستيطان. كما ان قرار "السلام الان" اصدار بيان تنديد بالبناء في جفعات همتوس في القدس، في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء يزور واشنطن، هو خطوة وطنية، وليس خطوة عديمة المسؤولية، على حد تعريف بنيامين نتنياهو.

 

يخيل أن الدافع المركزي لكتابة البرقية كان رغبة بار في أن يري الحكومة واليمين بانه وطني رغم أنه "يسروي". وهكذا فانه يقبل عمليا تعريف اليمين لما هي "الوطنية"، بدلا من الكفاح في

 

سبيل صورة وجوهر المفهوم. ان احساس الدونية في ضوء مفاهيم اليمين ورموزه ليس جديدا. فبداياته تعود الى السبعينيات والثمانينيات، بعد التحول وفي عهد حكم مناحيم بيغن. حزب العمل، برئاسة شمعون بيرس، فضل ألا يشق طريقا جديدا وجريئا، لانه خاف خوف الموت من اتهام بيغن الفظيع: هذا الحزب ليس وطنيا، وهو يخدم مصالح العدو.

 

لقد وجدت هذه الآلية تعبيرها بكامل خطورتها في صيف 1982، مع اندلاع حرب لبنان الاولى. فقادة حزب العمل، بمن فيهم اسحق رابين، فهموا معنى الحرب، ولكن بدلا من الاعتراض عليها بحزم منذ يومها الاول، أيدوا خطوات الثلاثي غير المقدس – بيغن، اريئيل شارون ورفائيل ايتان. في الاسبوع الاول من الحرب رفعت كتلة حداش مشروع حجب ثقة عن الحكومة، واعضاء كتلة العمل (باستثناء يوسي سريد) انضموا الى الائتلاف وعارضوا المشروع. هذا السلوك المخجل نبع من عدم قدرتهم على فهم قيم ورموز الوطنية البديلة.

 

اليوم ايضا، بعد سنوات جيل في المعارضة، نجد أن حزب العمل غير قادر على أن يبني "مالا رمزيا" منفصلا، يكون كله له، وثمة علاقة وثيقة بين هذا الوضع وبين برقية بار البائسة. حزب سياسي لا يبني عالما مميزا من القيم، المفاهيم والرموز، محكوم عليه أن يكون دولابا خامسا في عربة نتنياهو المتفككة.