خبر التهديد يعود -يديعوت

الساعة 09:34 ص|20 أكتوبر 2014

التهديد يعود -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: صرخات "الذئب" التي يطلقها نتنياهو فهي ايضا لغرض سياسي محلي. غير أنه اذا واصل التهديد بالموضوع الايراني في كل تدشين لطريق، فانه عندما يحل التهديد الحقيقي لا يعود احد يصدقه – المصدر).

 

ما الذي يدفعه الى القفز؟ ماذا حصل في المحادثات بين القوى العظمى وايران، جعل رئيس الوزراء ملزما بان يستغل احتفالا لتدشين طريق كي يستأنف الفزع؟

 

ما الذي دفعه لان يعلن فجأة بان الايرانيين سيوقعون لتوهم مع الامريكيين ومع باقي القوى العظمى على اتفاق فظيع ورهيب سيجعل ايران دولة حافة نووية تعرض العالم بالعموم وتعرضنا نحن بالخصوص الى الخطر؟ ربما لان الاعياد انتهت، ربما لان افعال داعش لم تعد مخيفة بما يكفي، ربما لان الايبولا ليست هنا بعد، وربما كل شيء لان الجمهور يواصل الاصرار على الشكوى من غلاء المعيشة. ما العمل؟ نعود الى الاستراتيجية المؤكدة لصرف الانتباه بواسطة التهديد الايراني. فقد كان ناجحا دوما.

 

وللحقيقة، فان الامريكيين، مثل الايرانيين، يستميتون لوصول الى اتفاق. ولكن هذا لا يتم. الفجوات واسعة اكثر من ان تجسر. وفي المحادثات في فينا بين ايران والقوى العظمى لم يحصل أي شيء يبرر الاخطار المبكر الذي اطلقه نتنياهو.

 

ان التغيير الجوهري الوحيد يتعلق بالتاريخ. في 4 تشرين الثاني ستنتهي المحادثات على المرحلة الثانية لتعطي اتفاقا يخفض الى الحد الادنى القدرات الايرانية في مجال تخصيب النووي. وحسب كل الخبراء فان هذا لن يحصل، والاتفاق سيؤجل الى كانون الثاني، حين عندها ايضا ستكون طفيفة الاحتمالات لاتفاق يرفع بشكل جارف العقوبات الاقتصادية عن ايران.

 

وكان اللقاء بين الطرفين الاسبوع الماضي في محفل ضيق ضم كاترين اشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ومحمد ظريف، وزير الخارجية الايراني، انتهى بعدة اقتراحات حل وسط تجميلية ليس لها أي صلة بلب الخلاف حول قدرة تخصيب اليورانيوم المستقبلية في ايران والرقابة عليها. لا شيء. وحتى ما نشر عن ذلك بان الامريكيين وافقوا على السماح للايرانيين بمواصلة تفعيل 5 الاف جهاز طرد مركزي من الطراز القديم، من اصل 9 الاف جهاز طرد مركزي كانت نشطة حتى بداية المحادثات، تصفها محافل مطلعة بانها تخمينات منفلتة العقال.

 

وفي هذه الاثناء، لم يطرأ في المحادثات بين الايرانيين والامريكيين أي تغيير جوهري على الاقتراح الامريكي الذي بموجبه سيكون بوسع ايران ان تفعل 1.500 جهاز طرد مركزي من اصل 20 الف جهاز موجود منذ الان على اراضيها والقسم الكبير منها لا يعمل. والايرانيون لا يتحدثون فقط عن ارقام اخرى بل ويطالبون ايضا بتفعيل الطراز المتطور من اجهزة الطرد المركزي – IR 2– الذي هو طراز ذو قدرة انتاج اعلى لليورانيوم. الامريكيون لا يعارضون، ولكنهم يقولون: اذا ما استخدمت أجهزة طرد جديدة اكثر، فسيكون عددها اقل بكثير من العدد الذي اقترحناه.

 

وفي هذه الاثناء يحاول الايرانيون كسب الامريكيين واعطاء اوباما انجاز في شكل تصفية المصنع لانتاج البلوتونيوم في اراك، شريطة ان ترفع العقوبات. اما الامريكيون فلا يبتلعون الطعم. واضح لهم بان المفاعل في اراك والذي يعمل في المسار البلوتوغوني هامشي. فايران غير مستعدة لان تتحدث عن تقليص البنى التحتية وغير مستعدة حتى للبحث في موضوع تطوير النووي العسكري. ودزينة المواضيع التي طلب مراقبو الامم المتحدة فحصها في الجانب العسكري من

 

التطوير النووي ليست موضوعا للحديث من ناحيتهم. فقد قرر الزعيم الروحي خمينئي خطوطا حمراء واضحة: لا يعيد أي اتفاق المشروع النووي الايراني الى الوراء. واذا كان في ايران استعداد للتنازل فانه يتعلق بتكتيك المفاوضات. او بتعبير آخر: تنازلات للمدى القصير فقط.

 

وتتبنى قيادة وزارة الدفاع موقفا ثابتا منسق تماما مع مكتب رئيس الوزراء يقول: لا يمكن أن يوقع اتفاق جيد مع الايرانيين. لا يوجد شيء كهذا. الامريكيون ضعفاء، وسياستهم الخارجية تتميز بالرواية. لديهم حاجة للتعاون مع الايرانيين على خلفية داعش والعراق. ولهذا فان الامريكيين سيتراجعون. وحتى لو لم يحصل بعد شيء – فان الامريكيين مذنبون منذ الان.

 

الحقيقة هي انه منذ توقيع الاتفاق المرحلي المفصل في كانون الثاني 2014، يوجد توقف لاعمال تخصيب اليورانيوم في ايران. وبالمقابل، فان العقوبات الاقتصادية الجسيمة لم تتغير بشكل جوهري، والاقتصاد الايراني لا يزال في أزمة شديدة. وسواء الامريكيين أم الايرانيين سيبذلون كل جهد مستطاع لعدم تفجير المحادثات ولهذا فانهم يؤجلون الحل المرة تلو الاخرى الى موعد لاحق. من ناحيتهم، المهم هو مواصلة الحديث لان هذه هي الحاجة السياسية، سواء في واشنطن أم في طهران. اما تفجير المحادثات فسيكون ضربة شديدة على حد سواء للرئيس روحاني وللرئيس اوباما الذي يقترب من اختبار الانتخابات لمجلس النواب في تشرين الثاني. اما صرخات "الذئب" التي يطلقها نتنياهو فهي ايضا لغرض سياسي محلي. غير أنه اذا واصل التهديد بالموضوع الايراني في كل تدشين لطريق، فانه عندما يحل التهديد الحقيقي لا يعود احد يصدقه.