خبر الناجون الثلاثة يكشفون تفاصيل موت 500 شخص ويرسلون مناشدة عاجلة

الساعة 05:59 م|14 أكتوبر 2014

وكالات

وصلت وطن للأنباء رسالة من ناجين فلسطينيين ثلاثة في مالطا واليونان، تصف معاناتهم ويناشدون فيها عبر وكالتنا من أجل المساعدة، وهذا نص الرسالة:

"نحن الناجون الثلاثة من قارب الموت في مالطا، ابراهيم عوض الله، محمد عوض الله، ومأمون دغمش، سأقص عليكم قصتنا باختصار. نحن فلسطينيون من غزة، خرجنا من تحت الركام بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتركنا وراءنا منازلنا المهدمة. وعوائلنا المنكوبة، للبحث عن حياة كريمة لإعالة عوائلنا ومساعدتهم، فوجدنا الأيادي الغادرة تمتد لنا بابتسامة أمل، ومن ضيق أحوالنا وبلا تفكير انجررنا إلى الخروج نحو أوروبا عن طريق البحر، كما أعلمونا المهربين ستكون طريقة سفر آمنة من جميع النواحي فأخدوا منا أموالنا واكتشفنا بأنهم لا يتعاملون مع أرواح. بل مع عملة نقدية فقط، وأخرجونا من أنفاق الموت وطرق التهريب المحاطة بالمخاطر، وألقونا على شاطئ بحر لتنقلنا قوارب صيد صغيرة ومن قارب إلى قارب حتى أوصلونا إلى عرض الأبيض المتوسط. وتحديدًا في المياه الإقليمية الدولية التي لا تتبع لأي دولة ثم أتى قارب آخر دون سابق اندار.

صدمنا عن عمد وأغرق 300 روح في الماء، وبقينا على قيد الحياة حوالي 150 روح بريئة تتعلق بأي أمل لمرور أي قارب أو طائرة تنجينا. وبقينا 4 أيام في عرض البحر، لا ماء نشربها ولا أكل، وحولنا أعداد كبيرة من النساء والأطفال والشيوخ والشباب يعجز لساني عن وصف حالتهم في هده الأربعة أيام.

وكنا ساعة بعد ساعة نفقد أحدهم غرقا، عطشا، جوعا، خوفا، وخلال هده الأربعة أيام رأينا قصصا أعجز عن وصفها. فصراخ الأطغال، ومناجاة النساء، ووصايا الشباب والشيوخ لا تفارق أداني أبدا.

حتى أتانا اليوم الأخير في منتصف الليل وكنا بقينا على قيد الحياة أربعة أشخاص نتحدى الموت وباقي الناس منهم من أخذه الموج ومنهم من أصبح جثة طائفة على وجه الماء. ورأينا في منتصف الليل في اليوم الرابع باخرة لنقل البضائع لا ندري من أين أتت. وكأنها معجزة.

فقمنا بالسباحة نحو هذه الباخرة والصراخ عليها. ولا نعلم إن كانت سرابا أو حقيقة. فقد كنا في ذلك الوقت شبه فاقدين للوعي. إلا أن لفتنا انتباه من على هذه الباخرة الكبيرة. فرأيناها تتوقف وتسلط الأضواء باتجاه مصدر أصواتنا. وأكملنا السباحة حتى وصلنا للباخرة. وكانت هناك صعوبة كبيرة في انتشالنا من الماء نظرا لما وصلت عليه أجسامنا بسبب ماء البحر المالح. فكانت جلودنا منتفخة يصعب لمسها. وكنا أربعة أشخاص.

وأثناء عملية إنقاذنا من البحر إلى الباخرة فقدنا أحدنا. فقد كان الموج لا يرحم أحدا. وأنقذونا وبقينا بالباخرة الفرنسية يومين. حتى أتت طائرة هليكوبتر تابعة لمالطا وأقلتنا إلى الأراضي المالطية. ثم تفاجأنا أن الشرطة باستقبالنا، وأقلونا إلى مركز الشرطة محاولة منهم لإجبارنا على أخذ بصمة اليد.  فرفضنا ذلك وطلبنا منهم أن يقلونا إلى المستشفى بسبب حالتنا الصحية غير المستقلة. وكان رد الشرطي علينا بأننا إن لم نبصم فلن نذهب إلى المستشفى. فقلنا له أن لم نذهب إلى المستشفى. فأين ستأخدنا؟ فرد ساخرًا: إلى فندق خمسة نجوم. ثم وجدنا أنفسنا في سجن مغلق بقينا فيه لمدة أسبوع. ولولا جهودات وتدخل السفارة الفلسطينية في مالطا. لبقينا في السجن.

ونحن الآن نتواجد في مركز لإيواء اللاجئين أعجز عن وصفه فهو لا يصلح للعيش. فنحن نقطن في غرفة يوجد بها 30 شخصا كلهم من جنسيات أفريقية. ولا يوجد في هدا المركز من الجنسية الفلسطينية إلا نحن الثلاثة فقط. وهدا المركز غير صحي وغير نظيف مما تسبب لنا بأمراض جلدية. ولا يصلح العيش فيه ولو لدقيقة واحدة. والأمر الغريب انه لم تبق منظمة انسانية او جهات اعلامية او قنوات تلفزيونية الا وقابلتنا ونشرت قصتنا ومعاناتنا. ومع دلك لم نلق أي مساعدة من جهات رسمية أو غير رسمية لإخراجنا وتقديم يد المساعدة لنا.

ونحن في مالطا نعامل معاملة غير الشرعي في الدولة. ولم نتلق أبسط حقوقنا. فمن هنا نرفع معاناتنا ونناشد كل ضمير حي. وكل إعلامي شريف وكل جهة معنية وكل منظمة انسانية. تلقي النظر الى حالنا. فنحن في حالة يرثى لها.

اما بالنسبة لليونان فإن مطالب الناجي شاكر العسولي هي الضغط على الجهات المختصة للوصول الى خبر حول عائلته وأية معلومة ليغلق ملف لا يغلق أبدا... لكن، لا حياة لمن تنادي".

 

وصلت وطن للأنباء رسالة من ناجين فلسطينيين ثلاثة في مالطا واليونان، تصف معاناتهم ويناشدون فيها عبر وكالتنا من أجل المساعدة، وهذا نص الرسالة:

"نحن الناجون الثلاثة من قارب الموت في مالطا، ابراهيم عوض الله، محمد عوض الله، ومأمون دغمش، سأقص عليكم قصتنا باختصار. نحن فلسطينيون من غزة، خرجنا من تحت الركام بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتركنا وراءنا منازلنا المهدمة. وعوائلنا المنكوبة، للبحث عن حياة كريمة لإعالة عوائلنا ومساعدتهم، فوجدنا الأيادي الغادرة تمتد لنا بابتسامة أمل، ومن ضيق أحوالنا وبلا تفكير انجررنا إلى الخروج نحو أوروبا عن طريق البحر، كما أعلمونا المهربين ستكون طريقة سفر آمنة من جميع النواحي فأخدوا منا أموالنا واكتشفنا بأنهم لا يتعاملون مع أرواح. بل مع عملة نقدية فقط، وأخرجونا من أنفاق الموت وطرق التهريب المحاطة بالمخاطر، وألقونا على شاطئ بحر لتنقلنا قوارب صيد صغيرة ومن قارب إلى قارب حتى أوصلونا إلى عرض الأبيض المتوسط. وتحديدًا في المياه الإقليمية الدولية التي لا تتبع لأي دولة ثم أتى قارب آخر دون سابق اندار.

صدمنا عن عمد وأغرق 300 روح في الماء، وبقينا على قيد الحياة حوالي 150 روح بريئة تتعلق بأي أمل لمرور أي قارب أو طائرة تنجينا. وبقينا 4 أيام في عرض البحر، لا ماء نشربها ولا أكل، وحولنا أعداد كبيرة من النساء والأطفال والشيوخ والشباب يعجز لساني عن وصف حالتهم في هده الأربعة أيام.

وكنا ساعة بعد ساعة نفقد أحدهم غرقا، عطشا، جوعا، خوفا، وخلال هده الأربعة أيام رأينا قصصا أعجز عن وصفها. فصراخ الأطغال، ومناجاة النساء، ووصايا الشباب والشيوخ لا تفارق أداني أبدا.

حتى أتانا اليوم الأخير في منتصف الليل وكنا بقينا على قيد الحياة أربعة أشخاص نتحدى الموت وباقي الناس منهم من أخذه الموج ومنهم من أصبح جثة طائفة على وجه الماء. ورأينا في منتصف الليل في اليوم الرابع باخرة لنقل البضائع لا ندري من أين أتت. وكأنها معجزة.

فقمنا بالسباحة نحو هذه الباخرة والصراخ عليها. ولا نعلم إن كانت سرابا أو حقيقة. فقد كنا في ذلك الوقت شبه فاقدين للوعي. إلا أن لفتنا انتباه من على هذه الباخرة الكبيرة. فرأيناها تتوقف وتسلط الأضواء باتجاه مصدر أصواتنا. وأكملنا السباحة حتى وصلنا للباخرة. وكانت هناك صعوبة كبيرة في انتشالنا من الماء نظرا لما وصلت عليه أجسامنا بسبب ماء البحر المالح. فكانت جلودنا منتفخة يصعب لمسها. وكنا أربعة أشخاص.

وأثناء عملية إنقاذنا من البحر إلى الباخرة فقدنا أحدنا. فقد كان الموج لا يرحم أحدا. وأنقذونا وبقينا بالباخرة الفرنسية يومين. حتى أتت طائرة هليكوبتر تابعة لمالطا وأقلتنا إلى الأراضي المالطية. ثم تفاجأنا أن الشرطة باستقبالنا، وأقلونا إلى مركز الشرطة محاولة منهم لإجبارنا على أخذ بصمة اليد.  فرفضنا ذلك وطلبنا منهم أن يقلونا إلى المستشفى بسبب حالتنا الصحية غير المستقلة. وكان رد الشرطي علينا بأننا إن لم نبصم فلن نذهب إلى المستشفى. فقلنا له أن لم نذهب إلى المستشفى. فأين ستأخدنا؟ فرد ساخرًا: إلى فندق خمسة نجوم. ثم وجدنا أنفسنا في سجن مغلق بقينا فيه لمدة أسبوع. ولولا جهودات وتدخل السفارة الفلسطينية في مالطا. لبقينا في السجن.

ونحن الآن نتواجد في مركز لإيواء اللاجئين أعجز عن وصفه فهو لا يصلح للعيش. فنحن نقطن في غرفة يوجد بها 30 شخصا كلهم من جنسيات أفريقية. ولا يوجد في هدا المركز من الجنسية الفلسطينية إلا نحن الثلاثة فقط. وهدا المركز غير صحي وغير نظيف مما تسبب لنا بأمراض جلدية. ولا يصلح العيش فيه ولو لدقيقة واحدة. والأمر الغريب انه لم تبق منظمة انسانية او جهات اعلامية او قنوات تلفزيونية الا وقابلتنا ونشرت قصتنا ومعاناتنا. ومع دلك لم نلق أي مساعدة من جهات رسمية أو غير رسمية لإخراجنا وتقديم يد المساعدة لنا.

ونحن في مالطا نعامل معاملة غير الشرعي في الدولة. ولم نتلق أبسط حقوقنا. فمن هنا نرفع معاناتنا ونناشد كل ضمير حي. وكل إعلامي شريف وكل جهة معنية وكل منظمة انسانية. تلقي النظر الى حالنا. فنحن في حالة يرثى لها.

اما بالنسبة لليونان فإن مطالب الناجي شاكر العسولي هي الضغط على الجهات المختصة للوصول الى خبر حول عائلته وأية معلومة ليغلق ملف لا يغلق أبدا... لكن، لا حياة لمن تنادي".

- See more at: http://www.wattan.tv/ar/news/108882.html#sthash.88DmPU3n.dpuf