خبر النضال عن المستقبل – في اسرائيل- اسرائيل اليوم

الساعة 10:19 ص|14 أكتوبر 2014

النضال عن المستقبل – في اسرائيل- اسرائيل اليوم

بقلم: اوفير ايكونيس

نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء

(المضمون: توجد دعوات في اسرائيل الى مغادرتها والبحث عن المستقبل في برلين وهذه دعوات مخجلة لأن حل المشكلات الاقتصادية خاصة يجب أن يتم في داخل اسرائيل فقط دون غيرها - المصدر).

 

يجب أن نكافح غلاء المعيشة دون أن ندعو الى الهجرة الى برلين، ويجب أن نكافح الهجرة الى برلين دون صلة بغلاء المعيشة. تعود ظاهرة قديمة – جديدة سريعا الى الخطاب العام في اسرائيل وهي الهجرة من البلاد وكأننا عدنا في سرداب الزمان الى سبعينيات القرن الماضي حينما كانت الدولة تشتغل في هجرة اسرائيليين الى الولايات المتحدة. والخطاب الحالي مختلف في صورته – لا في جوهره: فهو اليوم مصحوب بالطبع بصفحة فيس بوك (يفضل مستعملها أن يبقى مجهول الاسم وبحق لأن ذلك مخجل في الحقيقة) وبوقاحة، وتغير الهدف ايضا فأصبح برلين.

 

إن عاصمة الرايخ الثالث التي حدثت فيها احداث "ليلة البلور" وكان الـ 160 ألف يهودي الذين سكنوا فيها اول من سجنوا في معسكرات تجميع الطاغية النازي وأُرسل مئات الآلاف منها الى معسكري الموت اوشفيتس وترزنشتات. إنها برلين التي اصبحت "البطلة" الجديدة عند عدد من الشباب من اسرائيل وجدوا فيها "ميلكي" ارخص منه في اسرائيل.

 

إن الهجرة من البلاد، كرفض الخدمة العسكرية بالضبط، تناقض القيم الاساسية التي قامت عليها دولة اسرائيل. وليس عجبا أن تغلغلت افكار الحركة الصهيونية الى عشرات آلاف الشباب اليهود حينما كانت فكرتها المركزية ترك اماكن الجلاء والهجرة الى البلاد وتطوير وانشاء دولة يهودية فيها. ومن الحسن أنه لم يوجد آنذاك "ميلكي" يُشكى من سعره. والآن، وباسم نضال عادل عن غلاء المعيشة واسعار العقارات في اسرائيل، يتلقى المهاجرون من اسرائيل بعامة والمهاجرون الى برلين بخاصة الدعم.

 

يجب أن يتم حل المشكلة هنا، في اسرائيل، ولا يجوز أن ينتقل فيرتبط بأية دولة اخرى في العالم لا بالمانيا ولا بريطانيا ولا استراليا ولا الولايات المتحدة. وقد وجد دائما يهود فضلوها على

 

 

 

 

اسرائيل قبل نشوء الدولة وبعده وأنا آسف لاختيارهم لكنه حقهم. وهم لم يجعلوا قط حياتهم أو "هجرتهم من البلاد" فأسا سياسيا للحفر به أو لتهديد اسرائيل بقولهم "اذا لم تخفضوا سعر الكوتج أو الميلكي أو الجبن الابيض فسنهاجر من البلاد".

 

لا توجد حلول سحرية، فاسعار العقارات لا تنخفض سريعا حتى لو باعت الحكومة اراضي لبناء 100 ألف وحدة سكنية كل سنة، فما بقي معدل الفائدة المصرفية التي حددها بنك اسرائيل صفرا فلن تنخفض الاسعار انخفاضا كبيرا. وفي مجال الاغذية يمكن خفض الاسعار بطريقة واحدة فقط وهي فتح الاسواق لتنافس حقيقي وخفض الضرائب والضريبة الجمركية. وقد فعلت الحكومة السابقة ذلك بنجاح كبير في مجال الهواتف المحمولة وبعد سنوات كثيرة ظُلم فيها مواطنو اسرائيل انخفضت الاسعار انخفاضا كبيرا، فبقيت آلاف الشواقل كل سنة في جيب كل عائلة.

 

يحتاج الى مثل تلك الاصلاحات في مجال الاغذية ايضا. وتدل الحقائق على أن أول من يعترضون دائما على خفض الضرائب وخفض الضريبة الجمركية وفتح الاسواق هم الذين يسمن انفسهم "اجتماعيين" ويدعون الى "العدالة الاجتماعية" بحسب طريقتهم.

 

إن الخطاب الذي يشجع الهجرة الى برلين مخجل وهزلي وساخر الى حد الرعب. ويفترض أن يتم هذا المساء في ميدان رابين في تل ابيب معرض يشجع الشباب على مغادرة اسرائيل والبحث عن مستقبلهم في برلين. وهم لن يجدوا المستقبل هناك بل سيجدون ماضي شعبهم السيء والمُر والمتسرع.

 

من المؤكد أن اسحق رابين لو بقي حيا لقال في الميدان المسمى باسمه ما قاله للمهاجرين الى الولايات المتحدة حينما تولى رئاسة الوزراء في مدة ولايته الاولى حينما ندد بهم.