خبر حكايا الميدان4 .. « الزنة » الشاهد الحي على انتصار رجال الله « سرايا القدس »

الساعة 07:19 ص|09 أكتوبر 2014

غزة

لم تكن مفاجئات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في معركة "البنيان المرصوص" مقتصرةً على إطلاق صواريخ البراق (70_ 100) و "المالوتكا" الموجهة، وسلاح القنص، ولا نوعية الأهداف التي تم استهدافها بدقة بالغة الأمر الذي أصاب قادة الاحتلال بحالة من "الهستيريا"، بل تخطت مفاجئات سرايا القدس ما لم يخطر على بال قادة الاحتلال وجنوده في أحلامهم، فكانت المعركة البرية التي كان المجاهدون يتشوقون إليها لقتال جنود النخبة الصهيونية، وكان لهم ذلك في العديد من المناطق المحاذية للشريط الحدودي شمالاً، وشرقاً، وتحديداً في منطقة "الزنة" الشاهد الحي على بطولة رجال الله أبناء سرايا القدس الذين حملوا أرواحهم على اكفهم وخاضوا أشرس المعارك ضد قوات النخبة الصهيونية التي تقهقرت أمامهم بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الجنود والعتاد.
 
موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس ينفرد للمرة الأولى في الحلقة الرابعة من حلقات "حكايا الميدان" في كشف الستار عن واحدة من أقوى العمليات البطولية التي خاضها رجال سرايا القدس ضد القوات الصهيونية التي عجزة عن مواجهتهم، واستدعت الطائرات الحربية والآليات المدرعة لانتشالهم من الجحيم الذي وقعوا فيه حسب وصفهم، بعد أن تمكنت سرايا القدس من تفجير عدة عبوات ناسفة تم نصبها في محيط منزل يقع شرق الزنة شرق خان يونس، وذلك صباح يوم الأربعاء الموافق 30/ 7 / 2014 , في اليوم الـ23 لمعركة "البنيان المرصوص"، في تمام الساعة العاشرة وواحد وأربعين دقيقةً.
 
وفي تفاصيل العملية البطولية، استطاعت وحدة الرصد التابعة لسرايا القدس في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً، من رصد مجموعة من القوات الصهيونية الخاصة قوامها خمسة جنود ترتدي ملابس مدنية، تقود مجموعة من الخراف التي تبين فيما بعد أنها كلاب بوليسية.
 
والواضح أن القوات الصهيونية الخاصة استغلت حالة النزوح التي شهدتها المناطق الحدودية بعد عمليات القصف العنيف الذي تعرضت له تلك المناطق، فأرسلت مجموعة من الوحدات الخاصة إلى داخل المناطق الفلسطينية بلباس مدني، واستطاعت تلك القوة الوصول إلى احد المنازل في تمام الساعة (30،10) صباحاً لتتمركز بداخله، ولكنها لم يدر في ذهنها أنها منذ تحركت خارج السياج الأمني أنه تم رصدها من قبل مجاهدي سرايا القدس، الذين بدؤوا عملية تتبعها ومراقبتها حتى وصولها إلى احد المنازل، ولم تمر دقائق حتى حضر إلى المكان مجموعة أخرى من الجنود المدججين بالسلاح قوامها عشرون جندي، وذلك في تمام الساعة (10،39).
 
 وفي هذه الأثناء تحركت مجموعة من مجاهدي سرايا القدس مكونة من ثمانية مجاهدين بين الأشجار واقتربت من المنزل الذي حاولت القوات الصهيونية الدخول إليه من الجهة الشمالية، وقامت على الفور بتفجير العبوات الناسفة التي كان قد تم نصبها في وقت سابق في محيط المنزل، وفي مناطق أخرى، تحسباً لأي اجتياح بري مرتقب، وذلك في تمام الساعة (10،41) صباحاً.
 
مع صيحات التكبير والتهليل كان المنزل الذي تحصن به جنود الاحتلال قد سقطت جدرانه الخارجية من شدة الانفجارات التي أحدثتها العبوات الناسفة، فيما بدأ المجاهدين بإطلاق زخات من الرصاص الكثيف نحو المنزل للإجهاز على من تبقى من جنود الاحتلال حياً، فيما قامت وحدة المدفعية بإمطار المنطقة بعشرات قذائف الهاون عيار (60) لتأمين عودة المجاهدين سالمين، ومنع وصول الآليات المدرعة إلى المنزل لإنقاذ من تبقى حياً من الجنود الذين سمع صراخهم وعويلهم يملأ أرجاء المكان.
 
لم يمض دقائق معدودة على تفجير العبوات وإمطار الوحدة الصهيونية بالقذائف والرصاص، حتى شن الطيران الحربي والمدرعات الصهيوني هجوماً عنيفاً بالصواريخ والقذائف لإبادة كل شيء ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعوها فور أي هجوم جهادي يسفر عن قتل عدد من جنوده.
 
ورغم ذلك لم تستطع القوات الصهيونية الوصول إلى الجنود إلا بعد ثلث ساعة شن خلالها الطيران الحربي عشرات الغارات التي غيرت معالم المنطقة كلها لتصبح شاهدةً على عنجهية وجبن عدو لا يقوى على مواجهة رجالٌ عاهدوا الله على مواصلة طريق الجهاد والاستشهاد حتى النصر.
 
ويقول احد المجاهدين لـ"الاعلام الحربي" الذين شاركوا في عملية تفجير المنزل، أن معيّة الله وحدها من وقفت مع المجاهدين وسددت رميتهم، حيث أن الشهيد المجاهد (علاء القرا) ورفاقه كانوا  قد نصبوا عدة عبوات ناسفة في محيط المنزل، وعدد من المنازل التي كان يتوقع أن يدخلها جنود الاحتلال إذا ما حدث اجتياح بري، بالفعل تدخلت إرادة الله، وكان دخول جنود النخبة الصهيونية إلى هذا المنزل الذي كان مجاهدو سرايا القدس على مقربة منه، مؤكداً أنه ورفاقه الأحياء شاهدوا مدى ضعف وجبن أعداء الله الذين وقفوا عاجزين أمام بسالة المجاهدين.
 
وأوضح المجاهد في سرايا القدس أن ظروف وطبيعة الحرب حالت دون تمكن المجاهدين من تصوير العملية، لكن رواية مجاهدينا جاءت مطابقة لرواية العدو الصهيوني، ونافية كل المزاعم والادعاءات التي سارعت إلى تبنى جهود المجاهدين الذين استشهد بعضهم، فيما لازال البعض الآخر ينتظر، مشدداً على وقوع كافة الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح.
 
العدو الصهيوني اعترف عبر وسائل إعلامه مساء يوم الأربعاء الموافق 30/ 7 / 2014 بمقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة عشر آخرين وصفت حالة ستة منهم بالخطيرة، وأتى ذلك طبقا لرواية سرايا القدس التي أعلنت مسؤوليتها صباح ذلك اليوم عن قتل 3 جنود وإصابة آخرين قبل اعتراف العدو في عملية تفجير المنزل شرق خان يونس.
 
وكان قد أورد مراسل الشئون الصهيونية في القناة العبرية الثانية "نير دبوري" أن قوة عسكرية صهيونية من الوحدة المختارة حاولت الدخول إلى احد المنازل بعد فحصه من قبل وحدة الهندسة التي لم تعثر على عبوات ناسفة بداخله، وظلت تمكث فيه، شرق خان يونس، وتعرضت لهجوم عنيف استخدم فيه العبوات الناسفة الجانبية، والقذائف المدفعية، والرصاص الحي.
 
وذكر دبوري انه من شدة الانفجارات التي حدثت، انهار جزء من المبني على رأس الجنود الذين حاولوا التحصن بداخله هرباً من الرصاص والقذائف المدفعية التي انهالت عليهم، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 17اخرين وصفت حالة 6 منهم بالخطيرة جداً.  

الجنود الـ3 الذين قتلوا بالعملية شرق خان يونس

جنود