خبر العيد يزور كل العالم الا غزة.. 'اسرائيل' تعتقل 'الاضحى' المبارك!

الساعة 11:45 ص|07 أكتوبر 2014

غزة

 

"لم يزرنا العيد؛ فلا هو عيد ولا هو سعيد، زار العيد كل بيوت العالم الا قطاع غزة، لم نشعر فيه بسبب ما حل بنا من دمار وألم" بتلك الكلمات بدأت الحاجة المكلومة أم خليل سُكر (60 عاماً) بسرد مشاعرها في عيد الأضحى المبارك، وكيف تقضي تلك الأيام بعد فقدانها 6 من اقربائها إضافة لتدمير الاحتلال لمنزلها.

 الحاجة ام خليل سكر وعائلتها واحدة من بين 63 الف نازح في مدارس غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) الذين ما هجروا عن بيوتهم الا بعد تدميرها في الحرب الإسرائيلية، التي استمرت 51 يوماً على التوالي، والتي دمر الاحتلال خلالها آلاف الوحد السكانية.

العائلات التي نزحت من بيوتها صوب المدارس لم تذق طعم السعادة في عيد الأضحى؛ وذلك بفعل آلة البطش الإسرائيلية التي دمرت منازلهم، وشردتهم عن بيوتهم، وقتلت أبنائهم، ويتساءل النازحين في المدارس، كيف سنقضي عيد الأضحى بين "مقاعد الدراسة"؟ كيف سنستقبل العيد؟ أين سنستقبل المهنئين؟ هل نستطيع ان نجلس ونصنع كعك العيد كما العادة؟ هل نستطيع ان ننسى عشرات الشهداء ممن كانوا معنا في عيد الأضحى الفائت؟.

الحاجة سُكر تقول:"الحمدلله على كل حال، سمعنا من العامة قبل قليل أن اليوم هو الأخير في عيد الأضحى (..) حاولنا إشعار أنفسنا اننا في عيد ولكن الواقع الذي نحياه أكبر واصعب من الشعور، حقاً إنها مأساة بما تحمل الكلمة من معاني".

وتضيف:"اذكر عيد الأضحى الفائت اجتمع اولادي حولي لكن اليوم لا أجد أحد منهم، أكثر من 36 بيت لعائلة سكر وبني عمومتنا من عائلة محمدين هدموا، فكيف سيكون حالنا في العيد، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وتتابع:"قوات الاحتلال حرمتنا من عيد الفطر السعيد وها هي تحرمنا من عيد الأضحى المبارك، المطلوب من الجميع الوقوف عند مسؤولياتهم وتحمل أعباء المرحلة".

وتوضح ام خليل انها ذهبت في اليوم الأول من العيد الى إحدى المقابر التي يرقد فيها احد أبنائها، ومن ثم عاودت الذهاب الى المدرسة التي نزحت اليها.

وتستذكر ام خليل عيد الأضحى الفائت، حيث كانت تصنع "الكعك والمعمول" وكان أولادها واحفادها يساعدونها في صناعته، وحشوه، وخبزه، لكنها اليوم لا تستطيع صناعة الكعك لعدم توفر الحاجيات اللوجستية لصناعته حيث فرن الغاز، والمواعين اللازمة، او بالأحرى "تفتقد لهداة البال التي انتزعتها قوات الاحتلال".

الشاب محمد بصل (26 عاماً) أحد النازحين الى مدراس الاونروا يقول في حاله مع عيد الأضحى المبارك: "لا يوجد عيد، فقط توجد مأساة، ودموع، والم، ودما، ورائحة بارود حسبنا الله ونعم الوكيل".

بصل فقد شقيقه على نبيل اسعد بصل والذي يكبره بعام فقط، حيث يقول:"أخي كان كل حياتي، عندما فقدته فقدت الدنيا بأكملها، كان حانون وعطوف وكريم، لم أعد أشعر بالحياة حسبنا الله ونعم الوكيل، في مثل هذه الأيام كنا نذهب انا وعلي لمعايدة أقربائنا ولكن اليوم وبعد أن فقدت شقيقي وبيتنا أشعر بان الدنيا قد ضاقت علينا".

ويضيف بحرقة:"ايضاً كنا في مثل هذه الأيام نذهب الى سوق عمر المختار، والساحة لشراء كسوة العيد، ولكني اليوم وحيد اجلس في أماكن النزوح بلا أخ او مأوى (..) الاحتلال حرمنا من كل شيء حتى من الفرحة بالعيد".

ويطالب النازحون في المدارس بضرورة السرعة في إعادة اعمار قطاع غزة، للحد من المشاكل التي تواجههم، مشيرين أن المشاكل والعقبات التي يعانونها صعبة ومعقدة للغاية وقد تفضي الى نتائج لا تحمد عقباها، داعين السلطة والفصائل الفلسطينية الى أخذ معاناتهم على محمل الجد وان يبتعدوا عن الخلافات التي قد تؤثر على بدء وسير عملية الإعمار.

ويرى النازحون في المؤتمر الدولي لإعادة اعمار قطاع غزة الذي سيعقد بالقاهرة بارقة امل في أنهاء ازمة المسكن لديهم.