خبر غلاف غزة كأنه فوق برميل متفجرات- اسرائيل اليوم

الساعة 09:43 ص|20 سبتمبر 2014

 

غلاف غزة كأنه فوق برميل متفجرات- اسرائيل اليوم

بقلم: عنات حيفتس

 (المضمون: تُبين الاسابيع الاخيرة أن الحكومة الاسرائيلية ليست عندها لا سياسة ولا استراتيجية لأنها لا تستغل النصر العسكري المزعوم في الحرب الاخيرة لأجل تسوية سياسية تمنح سكان غلاف غزة الهدوء والامن والرخاء لعشرات السنين - المصدر).

 

في 26 آب الماضي تغيرت حياة كل الناس الذين يعيشون في كيبوتسي، "نيريم"، من أساسها. فقد أزهقت رشقة قذائف هاون متواصلة في آخر ساعة قبل الهدنة، أزهقت روحي اثنين من اعضاء الكيبوتس، وجرحت مُركز التدبير الاقتصادي غادي يركوني جرحا بليغا. وكانت الكارثة الفظيعة التي وقعت في قلب الكيبوتس بالقرب من بيوت الاولاد حقا وعلى ذلك النحو من العنف والمأساوية، كانت وما زالت أسى عميقا لمجتمعنا الصغير. فحلقات الثكل والفقدان لها صلة بالجميع، والفراغ الذي نشأ يرفض الامتلاء.

 

من القاسي على نحو خاص الشعور الجارح بأن بيتنا لم يعد آمنا لأنه حتى لو كنا نعلم ذلك من قبل (وليس من الصدفة أننا جلونا من هنا مع أبنائنا في الحرب)، فقد اصبح الخطر ملموسا الآن وأثمانه حاضرة مهددة على الدوام. ولا يوجد هنا والد لا يسأل نفسه هل من الصواب والاخلاقي تربية الاولاد على هذا القرب من خط النيران، ولا يتخيل في ذهنه سيناريوهات أقسى.

 

ونحيا جميعا في نيريم وغلاف غزة في تأهب متوتر استعدادا لتجديد اطلاق النار. واذا كانت الحرب قد انتهت في دوائر جغرافية أبعد فان من المشترك بين الجميع هنا الشعور أننا في مهلة وأننا فوق برميل متفجرات قد ينفجر في كل لحظة. حينما تم التوقيع على الهدنة قيل إن الطرفين يفترض

 

أن يجتمعا في خلال الثلاثين يوما بعد ذلك للتفاوض في تسوية سياسية دائمة بعيدة المدى في غزة أو في احراز "أفق سياسي" كما قال رئيس الوزراء.

 

ومع ذلك لم تلح في الاسبوعين ونصف التي مرت منذ ذلك الحين أية اشارة الى أنه تجري اتصالات ترمي الى دفع هذه التسوية قدما. ونحن في النقب الغربي نستمد من معلومات وسائل الاعلام، وتنذر هذه المعلومات بتلاشي تدريجي للتصريحات التي تحدثت عن التزام اسرائيلي باحراز اتفاق بعيد المدى – اتفاق شهد رئيس الوزراء ووزير الخارجية ايضا بأنه ضروري ومطلوب.

 

وهكذا يضاف الى المشاعر القاسية بفقدان الثقة والامن بالحكومة والجيش وبازاء سلوك اشكالي طوال عملية "الجرف الصامد" (كاخفاق الانفاق، وخطبة شقائق النعمان لرئيس الاركان، ورفض اعلان حالة الطواريء في غلاف غزة)، يضاف شعور مقلق بأنه ليس لاسرائيل حتى في هذه المرة بعد انتهاء القتال، استراتيجية واضحة حقيقية، ولا توجد رؤيا وزعامة مصممة على احراز أهداف أُعلمت قبل ذلك ولا وعد بأمن النقب الغربي.

 

سنخرج نحن سكان النقب الغربي بعد خروج السبت بمسيرة احتجاج على عدم وجود سياسة اسرائيلية، وسنخرج لنصرخ بأننا غير مستعدين للصمت بعد الآن ولنطلب الى القيادة رؤية لمدى بعيد وحلولا لمدى بعيد وزعامة مبادرة ذات رؤيا تغير الواقع. ونحن نطلب أن يستغل متخذو القرارات الحسم العسكري الذي أُحرز في غزة كما زعم نتنياهو لحسم سياسي بتسوية دائمة تمنحنا الهدوء والامن والنماء عشرات السنين لا الى الجولة العسكرية التالية، ونحن ندعو كل سكان اسرائيل الى المجيء والسير في المسيرة معنا.