خبر هذا طرد- هآرتس

الساعة 08:52 ص|17 سبتمبر 2014

هذا طرد- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

تفيد الاعمال التخطيطية للادارة المدنية في الضفة الغربية أكثر من أي تسريح وخطاب ماذا تريد والى أن تسعى حكومة اسرائيل: افراغ معظم اراضي الضفة الغربية ("المنطقة ج") من الفلسطينيين وخلق عرض عابث في أن الجيوب المأهولة باكتظاظ حيث يعيشون ("المنطقة أ والمنطقة ب") يمكن أن تسمى دولة. فالاعلان عن اراضي دولة، البناء في المستوطنات، حظر البناء في التجمعات السكانية الفلسطينية وهدم المنازل ترسم على نحو بارز خريطة التسوية الدائمة التي تأمل الحكومة في فرضها على الفلسطينيين.

 

هنا بالضبط يقع المخطط الهيكلي للبلدة البدوية "تلة النويعمة" في منطقة اريحا، والذي نشر لغرض تلقي الاعتراضات مؤخرا، ويستهدف تجميع نحو 12.500 نسمة من ثلاث عشائر مختلفة (الرشايدة، الجهالين والكعابنة). وتدعي الادارة المدنية بانه سبقت المخطط عشرات اللقاءات مع مسؤولي التجمعات السكانية. أما السكان فيدعون النقيض التام: فهم ليس فقط لم يسألوا عن ارادتهم، بل ان النية منذ البداية لاسكانهم باكتظاظ – ابناء العشائر المختلفة وابناء الحمائل المختلفة معا – تمس بتقاليدهم، بنمط حياتهم وبمصادر رزقهم. من ناحيتهم، فان المخطط هو وصفة مؤكدة للكارثة الاجتماعية.

 

ان مخطط التجميع القسري للبدو هو نتيجة منطقية لعشرات السنين التي قيدت فيها السلطات الاسرائيلية حركة التجمعات البدوية في الضفة، ضيقت المجال الذي كانت ترعى فيه قطعانها، واغلقت قدرتها على الوصول الى مصادر المياه، طردتها وحظرت عليها الارتباط بشبكات البنى التحتية والبناء.

 

لقد جعلت هذه السياسة ظروف حياة البدو في الضفة – معظمهم من ابناء العشائر التي طردت من النقب بعد 1948 – الى صعبة للغاية. فالادارة المدنية، التي هي الحكومة عمليا والتي لم ينتخبها السكان، تدعي الحرص على مصلحتهم بمجرد تخطيط البلدة. ولكن المخطط تم في ظل فحص الحقل القانوني: وجود البلدة كمكان سكان مؤطر سيسهل على الادارة المدنية الادعاء في محكمة العدل العليا بان تواجدهم في اماكن سكناهم غير قانوني وانه يوجد لهم مكان بديل للسكن فيه.

 

ان انتشار البدو في المجال، حتى عندما لا يتنقلون بين عدة محطات دائمة موسمية، مثلما في الماضي، يشوش مخططات التوسع الاستيطاني. والاخلاء القسري للتجمعات البدوية سيحرر أرصدة الاراضي في صالح مستوطنات عديدة. على الادارة المدنية ان تتراجع عن خطة الطرد وان تكف عن دحر الفلسطينيين بشكل عام من المنطقة ج.