خبر أبو مرزوق: لم نحصل على مطالب في مفاوضات القاهرة بمقدار الانتصار

الساعة 09:52 ص|16 سبتمبر 2014

وكالات

تسبب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق بضجة في غزة عندما أعلن على الملأ إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

وفى حديث خاص مع المونيتور، أوضح أبو مرزوق أن بيانه كان "صرخة غضب هادئة" بعد أن تحولت غزة إلى "كومة من الأنقاض وبركة من الدماء" في الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

وكان القيادي في حركة حماس قد لأوضح قائلا ان المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل كانت "صعبة" بالنسبة لوسطاء، دون الإشارة صراحة الى مصر – "يثقلوا هذا الملفّ بمصالحهم ومصالح أخرى."

ومع ذلك أشار الى أن السياسة الرسمية لحماس هي " عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التفاوض معها. وهي سياسة لا زالت قائمة."

ردا على سؤال لماذا تمّت المساومة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار على نزع السلاح مقابل المطار والميناء، قال ابو مرزوق لم يكن الاتفاق ليتحقق لو استمرت الحرب.

وقال "لم يكن من الممكن أكثر. فما كانت المعركة ستعطينا في تلك المرحلة أكثر من ذلك."

كان القيادي في حماس غامضاً إزاء الخطط البديلة التي ستعتمدها الحركة في حال لم تستطع المفاوضات القادمة في القاهرة رفع الحصار عن غزة كلياً.

"إذا لم نستطع تحقيق مطالبنا سنحقق بعضها غدا."

كما دافع أبو مرزوق عن الإعدام العلني للعملاء في خلال الحرب السابقة، قائلا إن ذلك "حق من حقوق المجتمع" لمعاقبة الذين ألحقوا به الضرر.

"وهؤلاء العملاء هم أحد أهم أركان هذا العدوان الذي جرى للشعب، وأداته الحقيقية. ولكثرة الأذى الذي لحقوه بالشعب، أصبح يطالب بإعدامهم. فقد كانت درجة إيذائهم أكبر من أن يتصورها أحد."

شكر أبو مرزوق إيران لأن "جزءا أساسيا من مقدرات المقاومة" كان بمساعدات إيرانية في الحرب الأخيرة ضد إسرائيل. "

لم يتحدث أبو مرزوق كثيرا عن قرار دولة قطر طرد عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إن " هذا أحد إفرازات العلاقة بين قطر والمملكة العربية السعودية"، وإنه لا يتوقع أن ينعكس هذا الإجراء على السياسة القطرية الخاصة باستضافة قادة حماس.

التفاوض مع إسرائيل

المونيتور: أثارت تصريحاتك الأخيرة حول إمكان التفاوض مع إسرائيل الكثير من الجدل، فهل كانت فعلاً وجهة نظر الحركة أم وجهة نظرك الشخصيّة؟

ــــ أبو مرزوق: إنّ سياسة الحركة حتّى الآن هي عدم التفاوض المباشر مع الاحتلال. ولا تزال أسباب عدم التفاوض المباشر قائمة، وكان تصريحي عبارة عن رسالة لإدراك مصالح الناس في قطاع غزّة وردّاً على ابتزاز سياسيّ بسبب ما خلّفته الحرب. فالمفروض أنّ تتحمّل إسرائيل قانونيّاً وإنسانيّاً ودوليّاً كلّ مخلّفات الحرب ونتائجها، لأنّها المسبّب الأساسيّ لها، والأداة الرئيسيّة التي صنعت هذا الدمار، والقتل الذي حوّل قطاع غزّة إلى كومة من الحجارة، وبركة من الدماء، بعدوانها الأخير، لذلك جاء تصريحي كصرخة غضب هادئة لمن يهمّه الأمر.

المونيتور:  ماذا تقول إذاً عن تجربة التفاوض غير المباشرة مع إسرائيل؟ هل من الممكن أن تغيّر حماس استراتيجيّتها السياسيّة ككلّ؟

ــــ أبو مرزوق:  مرّت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بأكثر من مرحلة. فهناك مفاوضات عام 2008 وعام 2012، وهناك مفاوضات صفقة الأسرى، التي استمرّت خمس سنوات، ونعتبرها الأصعب.

ونحن نعرف أنّه حين يكون هناك وسطاء في المفاوضات، يثقلوا هذا الملفّ بمصالحهم ومصالح أخرى، وبالتالي نعرف من دون شكّ أنّ المفاوضات غير المباشرة فيها صعوبة، وقد تكون المفاوضات المباشرة أصعب. ولكن ليس هذا الاعتبار الوحيد أمام رفضها، بل هناك سياسة الحركة، وهي عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التفاوض معها، وهي سياسة ما زالت قائمة.

الضعف السياسيّ

المونيتور:  على الرغم من ثبات حركة حماس على الأرض، إلاّ أنّ الضغوط التي حولها تتركها في ضعف سياسيّ أمام تحقيق مطالبها في المفاوضات، ما هو تعليقك؟

ــــ أبو مرزوق:  لا يوجد ضعف سياسيّ في الحركة. قد لا يكون هذا الاستثمار السياسيّ لهذا النصر الذي تحقّق ولأسباب متعدّدة، مرضياً للناس، وهذه حقيقة. وأعتقد بأنّ الناس كانوا سياسيّاً يتوقّعون أن يرفع الحصار عن قطاع غزّة كنتيجة لهذه المعركة التي انتصرت فيها المقاومة وانتصر فيها الشعب.

والملاحظة الأساسيّة أنّ الشعب التحم بمقاومته بطريقة غير مسبوقة وبطريقة جعلت الأكثر تضرّراً من المواطنين، الأكثر تمسّكاً بالمقاومة، وهي معادلة أثارت الإعجاب. ولكنّ هؤلاء توقّعوا على الأقلّ أن تكون هناك مطالب على مقدار الانتصار كرفع الحصار، والميناء والمطار. ولكن، لم نستطع أن نحصل عليها مع وقف إطلاق النار، وتمّ تأجيلها إلى مفاوضات مقبلة.

المونيتور:  في بداية الحرب، تعهّدت حماس مواصلة ضرب إسرائيل حتى تحصل على الميناء والمطار وإطلاق سراح الأسرى. لماذا قمتم بتغيير موقفكم، وأوقفتم إطلاق النار؟

ــــ أبو مرزوق:  أعتقد أنّ الأمور كلّها كانت تؤدّي إلى وقف إطلاق النار في الشكل الذي كان وبالألفاظ التي كانت، وبما تمّ تحصيله في البيان الأخير، ولم يكن من الممكن أكثر. فما كانت المعركة ستعطينا في تلك المرحلة أكثر من ذلك، لكنّ المفاوضات مقبلة، ولا تزال الأوراق في يدّ المقاومة لا غيرها.

المونيتور:  ما هي خطّة حماس البديلة إذا فشلت مفاوضات القاهرة الشهر المقبل، خصوصاً في شأن مسألة الميناء والمطار في غزّة؟

ــــ أبو مرزوق:  مطلبنا في الأصل أكثر من ذلك بكثير. إنّه تحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيّين في شكل أساسيّ، وبالتالي، تبدو المطالب الحاليّة مطالب صغيرة أمام ما نسعى إليه وما نريد تحقيقه. وما زالت هناك مطالب الدولة الفلسطينيّة التي نسعى أيضاً إلى تحقيقها في الضفّة وغزّة وعاصمتها القدس.

لذلك، أمامنا أشواط كثيرة، ولا نستطيع تحقيق كلّ مطالبنا في يوم واحد. بالتأكيد، إذا لم نستطع تحقيق مطالبنا اليوم، سنحقّق بعضها غداً، وإذا لم نحقّقها كلّها غداً سنحقّق معظمها بعد غد وهكذا... فنحن نصرّ على حقوقنا كاملة.

المونيتور:  تتحدّث كأنّك تتكلّم عن مواجهة جديدة، في حين هناك خوف كبير عند الناس في القطاع من الرجوع إلى الحرب ثانية؟

ــــ أبو مرزوق:  بالتأكيد، الناس دائماً هم على حقّ، وبالتأكيد هم فعلاً لا يريدون حرباً. وأقول أنّ كلي الجانبين لا يريدان الحرب، وليس فقط في قطاع غزّة. ففي الطرف الآخر، هم أكثر رهبة من رجوع الحرب، وربّما كانت أحد الضغوط لوقف إطلاق النار، رغبة الناس في كلي الطرفين بوقفها، إذ يكفي 51 يوماً من الحرب.

فهذه أطول حروب العرب على الإطلاق، وفي بعض أجزائها الأشرس والأكثر قتالاً، وفي بعض أطرافها الأكثر وحشيّة. إنّ المجزرتين اللتين حصلتا في منطقة الشجاعيّة ومدينة رفح غير مسبوقتين من ناحيتي البشاعة والوحشيّة، وكذلك مجزرة خزاعة. وفي الوقت نفسه، البطولة والانتصار غير مسبوقين في معركة التلاحم على الأرض، التي أصيب خلالها أكثر من ألف وأربعماية إسرائيليّ، وهناك التكتيك العسكريّ أيضاً غير المسبوق في تاريخ الحروب بيننا وبين الإسرائيليّين.

النبذ

المونيتور:  انتشرت أخبار أخيراً عن طرد قطر قيادات الإخوان المسلمين عن أرضها. فما قصّة هذا النبذ الجماعيّ للإخوان؟

ــــ أبو مرزوق:  هناك بالتأكيد موجة جماهيريّة ثوريّة وشعبيّة خرجت في معظم البلاد العربيّة، وطالبت بالحريّة والديمقراطيّة. وأجريت بعدها انتخابات حرّة وغير مسبوقة أفرزت تيّاراً معيّناً. وهذا التيّار، وقد يكون عنوانه الإسلام السياسيّ، لم يكن عليه إجماع إقليميّ ودوليّ، ومن دون شكّ لم يكن رصيده الشعبيّ حاسماً. وبسبب تلك الظروف، أصبحت هناك ردّة فعل مضادّة من دول لم تحصل فيها أيّ ردود أفعال شعبيّة.

وحدث تدافع شديد في المنطقة بين تلك القوّتين، ومن دون شكّ أنّ قطاع غزّة كان ضمن هذه المعادلة، وأنّ الانتخابات الفلسطينيّة التي أفرزت رغبة شعبيّة أن تكون حماس في الصدارة أمر سابق وملهم لتلك الشعوب في مراحل مقبلة. لذلك كانت لهذه المعركة في كلّ تفاصيلها انعكاساتها، وأهمّها فشل إسرائيل في إزاحة هذا التيّار. ولذلك أعتقد أنّ هذا النصر الذي تحقّق في غزّة يتعدّى القطاع إلى المنطقة بكاملها.

المونيتور:  ولماذا طرد الإخوان الآن من قطر؟

ــــ أبو مرزوق:  السياسة الخليجيّة فيها الكثير من التعقيدات والإفرازات، وأعتقد أنّ هذا هو أحد إفرازات العلاقة بين قطر والسعوديّة.

المونيتور:  هل يعني ذلك أنّها ستطرد حماس قريباً؟

ــــ أبو مرزوق:  أعتقد أنّ هذا الإجراء لم ينعكس على السياسة القطريّة ولن ينعكس عليها.

العملاء

المونيتور:  انتقد الرئيس محمود عبّاس إعدام حماس العلنيّ للعملاء ووصفه بغير العقلانيّ. ألا ترى أنّ هذا الإعدام أثّر على صورة حركة حماس في المجتمع الدوليّ؟

ــــ أبو مرزوق:  انتقاد الرئيس عبّاس للقضيّة ليس مبنيّاً على أنّ الاقتصاص من هؤلاء حقّ من حقوق المجتمع، بل مبنيّاً بصورة مبدأيّة على رفض الفعل. ونحن لا ننظر إلى هذه القضيّة من هذا الباب، بل نرى أنّ اقتصاص المجتمع من هؤلاء هو حقّ أصيل ولم يكن شيئاً عابراً أو حدثاً أهوج.

وهؤلاء العملاء هم أحد أهمّ أركان هذا العدوان الذي جرى للشعب، وأداته الحقيقيّة. ولكثرة الأذى الذي ألحقوه بالشعب، أصبح يطالب بإعدامهم. فقد كانت درجة إيذائهم أكبر من أن يتصورّها أحد.

المونيتور:  وماذا عن صورة حماس في الإعلام الدوليّ؟

ــــ أبو مرزوق:  قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر حول إعدامهم في صورة علنيّة. فالبعض يرى أنّه رادع لهؤلاء حتى يكفّوا عن إيذائهم الشعب، والبعض الآخر يرى أنّ هذه الصورة مرفوضة حتّى لا تستغلّها أجهزة الإعلام الخارجيّة استغلالاً سيّئاً. وهنا فقط، كان التنازع، فلا يوجد اثنان يختلفان في القطاع على أنّ هؤلاء يجب معاقبتهم.

المونيتور:  هل تعتقد أنّ اغتيال القادة الثلاثة في رفح كان سببه أحد هؤلاء العملاء؟

ــــ أبو مرزوق:  بلا جدل. فالذي دلّ على مكانهم هو عميل. وتمّ قصف ثلاث بنايات لأنّه لم يحدّد الشقّة التي دخلوا إليها. وأعتقد أنّ هذا العميل هرب إلى إسرائيل وتمّ القبض على بعض المساعدين له، وسيتمّ لاحقاً إعلان التفاصيل. كما تمّ قصف عائلة محمّد الضيف من خلال عميل وشقيقته. وقد تمّ إعدام العميل، وأخته موجودة في السجن وستواجه العقوبة ذاتها.

المونيتور:  هل تعتبر أنّ فترة التهدئة لـ12 يوماً كانت السبب الرئيسيّ وراء اغتيالهم؟ وهل هو خطأ المقاومة أم خطأ المفاوض؟

ــــ أبو مرزوق:  تمّ اتّخاذ قرار التهدئة، بسبب حاجة الناس إلى شراء بعض الأشياء وإخراج الجثث، أو بسبب حاجة التفاوض. ولم تكن المسألة في قرارات التهدئة خارجة عن هذين النطاقين. وبالتأكيد، فإنّ تحرّك المقاومة ورجالاتها جعل إسرائيل تجدّد النشاط في شبكة عملائها، ممّا أحدث خسائر لدى المقاومة.

المونيتور:  إنّها إذاً قلّة احتياط المقاومين؟

ــــ أبو مرزوق:  يجب تقييم كلّ حالة. ولا يمكن أن نأخذ عنواناً عامّاً ونطلقه على الكلّ. فهناك حالات كثيرة حدثت فيها خسائر بين المقاومين بسبب إجراء ما، ولكن تمّ في النهاية استدراكه ومعالجته، كاستخدام وسائل الاتّصال في بداية المعركة.

الوسيط المصريّ

المونيتور:  تؤكّد تقارير إعلاميّة اتّصالات مصر الوثيقة مع إسرائيل خلال محادثات وقف إطلاق النار. لماذا وافقت حماس على السماح لمصر بأن تكون الوسيط وليس لقطر أو تركيا؟

ــــ أبو مرزوق:  لم يكن هناك مجال أمام أيّ طرف سوى أن يقبل الوسيط المصريّ. فالوسيط المصريّ حصريّ في ما يتعلّق بموضوع الحرب ووقفها. وكان يجب أن ينال الوسيط رضى الطرفين. ومن دون شكّ، نحن لم يكن عندنا فيتو على الدور المصريّ أو أيّ وسيط آخر يريد أن يساعد في وقف المعركة، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطينيّ والمقاومة. لكنّ إسرائيل وضعت فيتو على كلّ الوسطاء، ما عدا المصريّ، وبالتالي كان الطريق الوحيد هو الوسيط المصريّ. حتّى الوسيط الأميركيّ لم يستطع وقتها فعل شيء.

المونيتور:  انتشرت أخبار أثناء المفاوضات أنّ مصر ذاتها لم تكن تريد المطار أو الميناء بسبب مصالحها، وأنّها كانت متزمّتة أكثر من إسرائيل؟

ــــ أبو مرزوق:  لا أقول ذلك. لكن من دون شكّ، ذكر وزير المخابرات المصريّ بوضوح أنّ هناك بعض المطالب الفلسطينيّة التي لا نستطيع تحقيقها في هذه المرحلة وتحتاج إلى السلام الشامل من أجل تحقيقها، وكان من بينها قضيّتا المطار والميناء، وأنّ تحقيقهما ليس خلال مفاوضات وقف إطلاق النار.

المونيتور:  يقول بعض التسريبات إنّه تمّت المساومة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار على نزع السلاح مقابل المطار والميناء؟

ــــ أبو مرزوق:  بالفعل، طرح نزع السلاح من قبل إسرائيل، ولكنّ الجانب المصريّ رفضه قبل أن يعرضه علينا، لذلك لم تكن قضيّة نزع السلاح موجودة على جدول أعمالنا، بسبب رفض الوسيط المصريّ حتّى أن ينقلها. فقد وضعت إسرائيل نزع السلاح شرطاً لتحقيق الميناء والمطار، وكان رأي المصريّين منذ البداية أنّ الميناء والمطار تحقّقهما اتّفاقيات الحلّ الشامل. لكنّنا أصرّينا على أن يكون الميناء والمطار ضمن المطالب على جدول الأعمال المقبل.

المونيتور:  تحمّل سكّان قطاع غزّة ثلاث حروب وحصار وانقسام من أجل حماس وغزّة، ألم يحن الوقت أن تكون غزّة مثل بقيّة مدن العالم؟

ــــ أبو مرزوق:  نعم صحيح. ويجب أن يتحقّق ذلك، فالجولة لم تنته، ولا يعني أنّ المطالب التي لم تتحقّق سوف يتمّ إلغاؤها أو شطبها، وسنبقى نطالب بها، والشعب الفلسطينيّ في غزّة يحتاج الكثير وقد دفع الكثير، ولم يحصل على شيء حتّى الآن، إلى درجة أصبح هناك شعور كبير بأنّه يتساوى عند المواطن الكثير من الأمور، كالحرب والسلام والحياة والموت. وهذا يدفع إلى مزيد من التوتّر والحروب وعدم الاستقرار. ولذلك أقول أنّ هذا الشعب يستحقّ الكثير، ولا بدّ من تحقيق حاجاته كلّها.

لا ضمانات

المونيتور:  ظهرت مشاحنات كبيرة بين فتح وحماس بعد الحرب، فكيف ستتمّ إعادة الإعمار في غزّة إذا عاد الانقسام، وتمّ وضع المقاومة في الزاوية؟

ــــ أبو مرزوق:  لم توضع المقاومة في الزاوية، والابتزاز السياسيّ غير مقبول وعمره قصير، وإعمار غزّة مقبل وليست هناك من خيارات متاحة أخرى، ولكنّ المسألة مسألة وقت. فالإجراءات بدأت، وقد عقد أكثر من اجتماع بين الأمم المتّحدة والسلطة وإسرائيل، وأعتقد أنّ الأموال تمّ تقديمها للأمم المتّحدة وستأتي أموال أخرى، وقد بدأت بالفعل إجراءات الإحصاء على الأرض.

وإذا تخلّفت السلطة، وبقيت على أقوالها بالابتزاز، فاعتقد أنّها ليست الخيار الوحيد أو القدر الوحيد لأبناء القطاع، ولذلك يجب أن تتنبّه إلى ذلك.

لم تردّ حركة حماس على هذه المهاترات والردح الإعلاميّ، فنحن لا نزال نعتقد أنّ فرصتنا كفلسطينيّين هي الوحدة، ولا بدّ أن يعلم إخواننا في السلطة أنّ أساس الوحدة والاستقرار يكون بالعدل والمساواة، ومن دون ذلك، لن يحصل شيء في قطاع غزّة.

المونيتور:  أفهم الآن أنّه ليست لدى حركة حماس ضمانات لأيّ شيء؟

ــــ أبو مرزوق:  لا اعتقد أنّ هناك ضمانات سوى الأوراق التي تملكها حماس والمقاومة وهذه الضمانة الوحيدة.

المونيتور:  كيف يمكن لحماس أن تكون قادرة على تجديد مخزونها الصاروخيّ، بعد تدمير الأنفاق على الحدود المصريّة، وانخفاض الدعم الإيرانيّ والتعاطف الذي أقلّ ما يقال عنه خلال الحرب بأنّه كان حياديّاً؟

ــــ أبو مرزوق:  لا يجب أن نظلم إيران. فأنا أعتقد أنّ موقفها كان إلى جانب المقاومة والشعب. ودعيني أعترف أيضاً أنّ جزءاً أساسيّاً من مقدّرات المقاومة كان بمساعدات إيرانيّة في الحرب الأخيرة، والحرب التي سبقتها، ولذلك نقول إنّ موقف إيران كان إيجابيّاً وتستحقّ الشكر على ذلك.

أمّا كيف تعيد المقاومة تسليح نفسها، فالكلّ يعرف تماماً أنّنا استطعنا أن نملك سلاحنا وتدبير أمورنا دائماً، ولا خشية من ذلك.