خبر خطأ في التوجيه-يديعوت

الساعة 08:21 ص|16 سبتمبر 2014

خطأ في التوجيه-يديعوت

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: تخيف القدس الساسة الاسرائيليين أكثر من كل شيء آخر ولهذا لا توجد قرارات تتعلق بها ويوجد تجاهل لها وهذا ما يفضي الى انتفاضة لفقدان السيطرة - المصدر).

 

إن القدس لا حكم فيها بين جبل المشارف وأسوار البلدة القديمة؛ لا حكم ولا حاكم سوى سريات حرس الحدود حينما يتذكرون إرسالها الى هناك. والمدينة التي تم توحيد أجزاؤها تقيم مرآة للساسة جميعا والكليشيهات المعروفة جميعا – وصورة المرآة غير لذيذة.

 

نشبت انتفاضة جديدة في الاشهر الاخيرة في شرقي القدس دون أن يعلن أحد ذلك. فالحجارة تُرمى وحاويات القمامة تُحرق والحوانيت تُنهب. وتُغلق أحياء كاملة بسبب مشكلات أمنية.

 

في كل مدينة كبيرة في العالم أحياء يُفضل ألا يُدخل اليها في ساعات الليل المتأخرة. وفي مدن كبيرة اخرى أحياء يُفضل ألا يُدخل اليها ألبتة. والفرق بين هناك وهنا جغرافية الخوف. إن الأحياء القاسية توجد في الهوامش دائما بعيدة عن العين العامة وبعيدة عن السائح العادي. أما في القدس في مقابل ذلك فالصراع محشور في مركز واحد، وتبرز للناظر الفروق بين القدرة على الحكم بين غرب المدينة وشرقها.

 

سافرت قبل سنتين لجولة في جبل الزيتون. وقد دُفن تحت المرقب أعلام: اليعيزر بن يهودا وشاي عغنون ويوئيل موشيه سلمون والحاخام كوك ومناحيم بيغن، أي الشأن الصهيوني على اختلاف ألوانه. وفي الطريق على الشارع المعوج الذي لا يوجد فيه حاشية واشارات ضوئية – رُشقت بحجارة. وتابعنا السفر وتجاهلنا لأنه لا يوجد شيء آخر نفعله، وحينما عدت الى البيت جلست لأكتب كي أُنفس خيبة الأمل بالكلمات.

في الاسبوع الماضي اختلطت الامور على عائلة غافلة فدخلت حي وادي الجوز وكانت متجهة الى مراسم تأدية المبتدئين في جولاني اليمين في باحة حائط المبكى. وقد استعملوا الـ WAZE وهي برنامج توجيه اسرائيلي لا يُفرق كأكثر الاسرائيليين المبرمجين والعقلانيين بين حي في القدس وآخر. وكلف الخطأ تهشيم الواجهة الزجاجية وصدمة شعورية طفيفة للجناح وخرجوا سالمين. وكان لجندي جرح جرحا بليغا غير بعيد من هناك باطلاق فلسطيني يركب دراجة نارية النار عليه، حظ أقل وكذلك ايضا لعدد من السكان في التلة الفرنسية أصبح عدم الحكم أمرا راتبا عندهم.

 

لكل واحد مدينة إسمها القدس، ولكل سياسي وعود موضوعها القدس. ولا أظن أن كثيرين يعرفون القدس حقا. فكم منهم يتعمقون في مشكلاتها حقا؟ ليست الانتفاضة المقدسية نتيجة أحداث الشهرين الاخيرين بل تقصيرات العقود الاخيرة؛ فاسرائيل وحدت وضمت وسنت قانون أساس لكنها تجاهلت الامور بالفعل.

 

المشكلة المركزية هي المنطقة البلدية، ففي 1967 تحولت قرى عربية وأحياء لم تشملها القدس قط الى جزء من المدينة، وكان ذلك خطأ في توجيه التاريخ أوجد 250 ألف انسان مع بطاقات هوية زرقاء لكن دون سلطة اسرائيلية.

 

وبدل رعاية الأحياء التاريخية في شرق المدينة وما حول البلدة القديمة وظاهر جبل الزيتون وسائر الاجزاء الاصلية من القدس لايضاح الملكية الاسرائيلية – أُهملت جميعها بالقدر نفسه.

 

إن أكثرنا لا يعلم أن الأحياء المقدسية خارج جدار الفصل هي نقيض الحكم. فعند المدخل لافتات تحظر على الاسرائيليين الدخول، ولا يزور رئيس المجلس البلدي المنطقة هناك ولا الشرطة ايضا، أما اموال التأمين الوطني في مقابل ذلك فتصل في موعدها.

 

لا يجوز أن تُقسم القدس، فقد جاءت الى هنا أجيال من اليهود لأجل صهيون. لكن الواقع الحالي يؤدي الى هناك لا على نحو دستوري ولا بسبب تسوية لن تأتي بل بسبب الاهمال. واذا لم يكن اليهود قادرين على دخول حي تحت البلدة القديمة فالقدس في مشكلة.

 

الحل الوحيد هو تحقيق السيادة في الأحياء العربية داخل الجدار باستعمال الشرطة 7/24، وبتطبيق قوانين بناء صارمة، وبتطبيق قوانين ومعاملة تشبه المعاملة في غرب المدينة – مع اعادة تحديد الحدود البلدية في المدينة، ولا أعني ترتيبات سياسية بل تدبيرات عملية لادارة المدينة.

 

فكر رئيس البلدية الحالي نير بركات في ذلك في بداية ولايته الاولى وأحجم حينما أدرك أنه يطأ لغما سياسيا من اليمين. ولا يتجرأ آخرون على الحديث في هذا الشأن خشية أن يصنفوا الى هنا أو الى هناك. فالقدس بعد كل شيء تخيف الساسة أكثر من كل شيء آخر، وحينما يخافون لا توجد قرارات ويوجد تجاهل، وهكذا تنشأ انتفاضة ونفقد السيطرة. وهكذا تبدو لنا أجزاء من القدس مثل خطأ في التوجيه.