بالصور وادي فوكين ... جمال الله يصبغه بشاعة الاستيطان

الساعة 05:26 ص|15 سبتمبر 2014

رام الله-غزة

ما أن تصل إلى المكان حتى تدهش مما ترى ... مساحات من أرض خضراء وجمال طبيعة رباني تحيط بك من كل اتجاه... ومن بعيد ويصدمك أحدهم " كلها راحت ما تركولنا إلا الأرض اللي فيها بنى القرية"...هذا هو حال قرية "واد فوكين" الواقعة إلى الغرب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، قطعة من الجنة وسط أرض كانت لها وتحولت إلى أراضي مستوطنات.

 

أربع مستوطنات تحيط بالقرية "بيتار عليت" و"سور هداسا" و"هدار بيتار" وجدار عنصري يلتف حول مقطعها الغربي مصادرا المئات من الدونمات أيضا، وشهية دائمة للتوسع على حساب ما تبقى من أرض.

 

أحمد سكر رئيس المجلس القروي القرية يقول ل"فلسطين اليوم" إن مساحة أراضي القري كانت تتجاوز 17 ألف دونما، لم يبق الاحتلال منها سوى 3 الاف يستميت أهالي القرية للحفاظ عليها حاليا.

 

ومع الإعلان الأخير، في بداية سبتمبر/ أيلول الحالي بمصادرة 4000 دونما من أراضي محافظة بيت لحم والخليل، كان لهذه القرية نصيبا أيضا.

 

يقول سكر: "تسلمنا إخطارات من قبل الإدارة المدنية بمصادرة نحو 2000 دونم من أراضي البلدة، في مواقع مختلفة لصالح المستوطنات المحيطة، وهو ما يقلص أراضي القرية إلى أقل من 100 دونما فقط".

 

وتابع سكر:" تسعى سلطات الاحتلال لتهجيرنا من خلال مصادرة الأراضي بعد أن فشلوا بذلك في السابق، فالأراضي المسموح لنا بالبناء عليها الأن أقل من 200 دونما وهو ما يمنع التمدد العمراني في القرية".

 

والقرية التي يسكنها أكثر من 1300 فلسطيني هجرت في السابق حيث أخرجت قوات الاحتلال أبناء القرية في العام 1954 بالكامل، وبقوا خلال أكثر من 16 عاما يعتنون بالأرض والمنازل حتى تمكنوا من العودة إليها، ومنذ ذلك الحين تسعى إسرائيل لتهجيرهم بسلبهم أراضيهم وتضيق العيش عليهم.

 

ومع بناء الجدار العازل حول الضفة في العام 2001 عاد الصراع من جديد في القرية، كما يقول سكر، بعض الأراضي تم مصادرتها بالفعل، وأخرى حال صمود أصحابها فيها دون ذلك.

 

تقول جميلة حسني " 85 عاما": لدينا إخطار سابق بهدم بيت الصفيح ومصادر الأرض لبناء الجدار، لم نجد سوى هذه الطريقة للحفاظ على الأرض، أسكن هنا وزوجي منذ سنوات، وأبنائي وأحفادي يتواجدون أيضا خلال النهار.

 

جميلة المسنه وزوجها محمود لم يحتملوا أن تضيع أرضهم، فعادوا إليها وسط أراضي زراعية خالية من البناء ولا يفصلها الكثير عن مستوطنة "بيتار" المقامة على جزء من أرضاي القرية، يزرعون الأرض ويفلحونها فيأكلوا مما تنتج ليصمدوا.

 

تقول جميلة:" هذه الأرض لنا هنا تزوجت وأنجبت أبنائي ولن نتنازل عنها ما دمنا أحياء، ولو نتركها سيكون مصيرها كمصير أراضي القرية التي تم مصادرتها وضمها للمستوطنات القريبة.

 

جميلة ومحمود، ومن خلفهم أبناء وأحفاد من أعمار مختلفة، حاولوا بناء بيت على الأرض فكان الرفض من الإدارة المدنية التي هددتهم بهدمه، فكان بيتا من صفيح هو الحل.

 

عائلة حسني كانت النموذج للقرية في مواجهة مصادرة الأرض الأخيرة، كما يقول سكر:" نحن نعلم تماما أن الدخول في معركة قضائية مع الاحتلال لن تجدي نفعا، سنحافظ على أرضنا بالقوة والبقاء عليها".

 

وبالفعل خلال أسبوعين خرجت المسيرات في القرية إلى الأراضي المهددة بالمصادرة لمنع ضمها والبناء الاستيطاني عليها، وكما هو الحال في كل مكان مواجهة كان القمع والترهيب هو الرد الاحتلالي ... ولكن المواجهة مستمرة، كما أعلن أبناء القرية.