تقرير « إسرائيل » تشن حرباً على المقاومين في الفضاء الإلكتروني

الساعة 09:37 ص|11 سبتمبر 2014

غزة (خـاص)

لم يكن اعتقال الشاب صهيب زاهدة من مدينة الخليل بالضفة المحتلة على خلفية تعليقاته ونشاطه على شبكة التواصل الاجتماعي الأول، فقد سجلت العشرات من الاعتقالات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بهذه التهمة.

وارتبطت هذه الاعتقالات بنشاط أو حملات شبابية كان لها تأثيرها على الاحتلال كحملة المقاطعة التي قادها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة العدوان على القطاع، وكان لها أثر كبير في تراجع شراء البضائع الإسرائيلية وتحجيمها في الأسواق الفلسطينية، والذي كان الشاب زاهدة أحد الفاعلين فيها.

وفي حالة صهيب فإن تعليقاته على الفيس فيما يتعلق بالعدوان على القطاع، ونشاطه في حملة المقاطعة هي التهم التي أعتقل على إثرها لأكثر من أسبوع قبل الإفراج عنه بكفالة مالية، وأكثر من ذلك كان اشتراط القاضي للإفراج عنه عدم دخوله لموقع " الفيس بوك" قبل أن تتراجع المحكمة عن هذا الشرط لعدم قانونيتها.

هذه الحالات تدلل على أهمية دور هذه الحملات والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كأداة مساندة للعمل المقاوم ضد الاحتلال كما يقول الناشط في مجال التواصل الاجتماعي محمود حريبات:" خلال العدوان على غزة قطعنا شوطا كبيرا في الاستفادة من هذه المنصة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية".

مقاومة إلكترونية ... مساندة للميدان

وقال حريبات لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "بعد الخبرة الكبيرة الي اكتسبها مستخدمي هذه المواقع بداية بإضراب الشيخ خضر عدنان ومرورا بإضرابات الاسرى وكانت اخرها اضراب الاسرى الإداريين واختتامها في حرب غزة 2014، استطاع الناشط والصحفي والشاب الفلسطيني أن يسلط الضوء على قضاياه بصورة فعاله، ويكذب رواية الاحتلال ويساعد في حشد المزيد من التضامن العالمي والعربي والاسلامي مع القضية الفلسطينية".

وأشار حريبات إلى إنجازات كبيرة مؤخرا، حيث استطاعت الوصول الى كل شارع في دول العالم فكانت في ماليزيا اكثر من 4 مليون تغريده، وفي بريطانيا اكثر من 3 مليون تغريده وفي امريكا اكثر من 7 مليون تغريده".

وتمكنت هذه الحملات تكذب الاعلام الغربي وكبرى وكالات الاعلام والتي كانت تقوم بتشويه الحقائق وتبني وجهة نظر الاحتلال.

من جهته قال الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي د. صبري صيدم أن اعتقال قوات الاحتلال تسعى من خلال اعتقال الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي أن ترسل رسائل واضحة، بأنها مراقبة ومطلة ومطلعة على النقاشات التي تدور بغض النظر عن فحاواها.

وتابع صيدم في تعليقه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" كما أن إسرائيل تريد أن تلقن الشباب الفلسطيني درسا عبر اعتقال بعض الناشطين حتى تشكل قوة ردع لدى هؤلاء الشباب وأنها لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تمس منظومتها الاقتصادية وخاصة من خلال حملات المقاطعة التي بدأت خلال الحرب على القطاع ومعرك غزة الكبرى والتي أتت أكلها وبدأت تؤثر بالاقتصاد الإسرائيلي".

إيجابية ولكن ... بحذر

وبحسب صيدم يجب على الفلسطيني الاستفادة من كل هذه المواقع:" اليوم بدأنا نشهد فلسطينيا فضاءا متاحا لإرسال الرسالة بشكل حي ونقل معاناة الشعب الفلسطيني أول بأول، ويجب إلا تثنينا هذه الممارسات الإسرائيلية".

ومع ذلك لا بد من الحذر في التعامل معها، كما يقول صيدم:" التعامل مع وسائل التكنولوجيا، خاصة الشباب الفلسطيني يجب أن يكون بحذر شديد، وعليهم أن تفكر جديا في ماهية المعلومة المطروحة سيما أننا دائما نتطوع من باب العاطفة بالحديث عن القضايا الشخصية وعن أمورنا الحياتية والشخصية ودون أن يكون هناك رقابة ذاتية وبالتالي تقوم إسرائيل باستغلالها بصورة سلبية تؤثر على المجتمع الفلسطيني في الحد من النشاط المقاوم".

وشدد صيدم على أن المنظم الوحيد في الإعلام الاجتماعي والنشاط الإلكتروني هو الشخص ذاته صاحب العلاقة، عليه أن يعرف ماهية المعلومات وأين يمكن استخدامها سواء من قبل المخابرات الإسرائيلية أو غيرها من المتابعين والمراقبين للفضاء الإلكتروني.