خبر دعوة الى حلف -يديعوت

الساعة 08:31 ص|10 سبتمبر 2014

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

(المضمون: الدول العربية المعتدلة معنية بحلف يوقف الاسلام المتطرف يمكن أن تكون اسرائيل جزءا منه، لكنها كي تدخل هذا الحلف يجب أن تدفع ثمنا هو السلام مع الفلسطينيين واخلاء مستوطنات - المصدر).

 

كان الايرانيون هم نازيينا الجدد الى أن استُبدلوا بحماس. وعرض نتنياهو والمتحدثون في ركابه التهديد الذي عرضوا اسرائيل له على أنه قنبلة موقوتة ستضطر اسرائيل في غضون أشهر الى عمل عسكري لابطال فعلها حتى لو عملت وحدها "وليمت العالم". وعرّف نتنياهو الاتفاق الذي صيغ بين الغرب وايران بعد أن تولى روحاني الحكم بأنه خدعة ضخمة وطعم ابتلعه الغرب الغبي لضعفه. وكرر نتنياهو آنذاك المبدأ السياسي المحبب اليه وهو أنه لا يوجد من يُتحدث معه. فالقوة هي الحكمة والتفاوض هو الغباء.

 

ولم يتأثر الغرب بحكمة نتنياهو السياسية وتوصل الى اتفاق مع ايران، وهو اتفاق يؤخر البرنامج الذري الايراني على الأقل (وهو ما لم يفعله كل تهديدنا وهز سيوفنا). واذا أردنا الحكم بحسب الانخفاض الشديد لنغمة كلام متحدثين اسرائيليين فانه يبدو أنهم يعتقدون في القدس ايضا أنه برغم أن المشكلة لم تُحل (وعند اسرائيل سبب سائغ للخشية من ايران الذرية) فان مقدار الخوف قد انخفض انخفاضا كبيرا.

 

لكن ما هو أهم من مسألة مكان الخط الاحمر في رسم القنبلة الذرية الذي عرضه رئيس وزراء اسرائيل على العالم في الامم المتحدة، هو الصورة المركبة للاجراءات الايرانية. كانت تتفق مع اسرائيل ما كان محمود احمدي نجاد يحكم ايران على أن السياسة الوحيدة هي "الى الجحيم ما يعتقده العالم". فالدبلوماسية كلمات ولا يُحتاج الى كلمات مع وجود جيش. ودفعت ايران ثمنا باهظا عن توجهها المغرور هذا الى السياسة. ودفعت عن ذلك عزلة شديدة وازمة اقتصادية.

 

اذا كنا توقعنا ردا "اسرائيليا" – الخندقة في المواقع القائمة - على دولة غير عقلانية في ظاهر الامر متمسكة بمجموعة أحلام دينية بعظمة اقليمية واخلاقية، فقد تبين أننا كنا واهمين. فالذي حدث بالفعل أن الجمهور في ايران صوت مؤيدا مرشحا معتدلا نسبيا وغير ذلك في غضون وقت قصير ما كان حتى ذلك الحين راية السياسة الايرانية. ومهما يكن رأينا في الاتفاق مع الغرب في المدى البعيد فانه يصعب أن نتجاهل حقيقة أنه استسلام للضغط الغربي وإن لم يواطيء القلب اللسان.

 

لكن القصة لا تنتهي هنا، فقد أفضى ظهور داعش وتفكك عُرى الدولة العراقية بايران الى خطوات واعية اخرى، فقد أمدت ايران أعداءها الاكراد بسلاح وعبرت عن استعداد بمعاونة الشيطان الاكبر، الولايات المتحدة، على عمل يرمي الى وقف العامل الجديد الذي نجم في المنطقة. وكل ذلك يعني أن لايران "غير العقلانية" سياسة تقوم على قراءة يقظة لخريطة القوة الاقليمية والعالمية. يفضل الايرانيون أن يستهينوا بالعالم لكن المشكلة هي أن الاستهانة لها ثمن. ويفضلون ألا يتعاونوا مع الولايات المتحدة. لكن المشكلة هي أن الولايات المتحدة الآن لم تعد أكبر مشكلات ايران. إن عدو عدوي صديقي وهم في ايران يدركون هذا.

 

لكنهم في اسرائيل أقل منهم ادراكا، فلماذا يتم تغيير اتجاه التفكير اذا أمكن الاستمرار على النحو المعتاد (الفخر القومي بديلا عن السياسة؛ ومصالح دولة يهودا والسامرة بدل مصالح دولة اسرائيل) وليمضِ الواقع الى الجحيم؟ إن صعود القوى الجديدة في الشرق الاوسط معناه أن اسرائيل لم تعد المشكلة الرئيسة عند دول كمصر والاردن والعربية السعودية. فهي معنية بحلف يوقف الاسلام المتطرف. فعدو عدوي صديقي. وليست اسرائيل هي الدولة الرئيسة في هذا النادي. لكن يجب علينا كي نستطيع أن ندخل النادي أن ندفع رسوم الدخول وهي اتفاق مع الفلسطينيين مصحوب باخلاء مستوطنات؛ لأنه سيصعب على نظم الحكم "المعتدلة" من غيره أن يروجوا للحلف الاقليمي الجديد بين الجماهير في دولها.

 

توجد أخطار في هذا الاتفاق، لكن الآمال التي يتيحها لنا تفوقها بعشرات الأضعاف. واذا لم تكن حكومة نتنياهو قادرة على أن تلاحظ الفرصة لمرة واحدة التي أتيحت لها كي تدفع قدما بمصالح دولة اسرائيل الحيوية فيجب أن تنصرف.