خبر فتيّة غزة« يزيلون آثار الحرب النفسية بـ »الرسم" على شاطئ البحر

الساعة 11:37 ص|08 سبتمبر 2014

بألوانٍ زرقاء باردة، تحاول الفتاة الفلسطينية جولتان غانم، ابنة الـ"17" عاما، أن تجعل من لوحتها الفنيّة، ناطقة بـ"الحيوية" و"تفاصيل الحياة"، بعيدا عن قتامة صور ما خلّفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي دامت لـ"51" يوما.

وتُمسك غانم بريشتها بإتقان، وهي ترسم قوارب الصيد بألوان زاهية، على شاطئ البحر، في فعالية نظمها "نادي المواهب الفلسطينية"، بغزة، اليوم الاثنين لتفريغ آثار الحرب النفسية.

وتقول غانم لوكالة الأناضول، وهي تستعد لوضع اللمسات الأخيرة، على لوحتها التي بدت "مشرقة" بأشعة الشمس المنعكسة على قوارب الصيد، وأمواج البحر الأزرق، إنّها تشعر براحة نفسية، وهي ترسم هذه اللوحة، وغيرها من اللوحات الفنية.

وأضافت أن الصغار والكبار في قطاع غزة بحاجة إلى "التفريغ النفسي، بعد شراسة وقسوة العدوان الإسرائيلي".

وتابعت: " الرسم وسيلة من وسائل التفريغ النفسي، ونحن اليوم هنا لأجل أن ننسى آثار الحرب العنيفة والشرسة".

وشنت إسرائيل على قطاع غزة حربا في السابع من يوليو/ تموز الماضي واستمرت 51 يوما، تسببت بمقتل 2152 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 11 ألفا، بحسب مصادر طبية فلسطينية.

كما ودمرت الحرب، 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

وتوصل الطرفان الفلسطيني و"الإسرائيلي"، في 26 من أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية بعد شهر من الاتفاق.

ويحاول، الفتى محمد الهبيل (18 عاما)، أن يجعل من لوحته، صورة مغايرة لما خلفته الحرب الإسرائيلية من آثار تدميرية.

ويقول الهبيل، لوكالة الأناضول، إنه يريد أن يرسم ميناء غزة وقوارب الصيد، دون حواجز وقيود.

وأضاف: "بريشتنا نحاول أن نفرغ آثار الحرب النفسية، إضافة إلى أننا نريد أن نوصل رسالة إلى العالم بأننا نريد أن نجعل من لوحاتنا رسالة للحياة، وبأننا شعب يتوق لحياة كريمة".

ويقول أحمد السحار، مدير نادي المواهب الفلسطينية بغزة، في حديث لوكالة الأناضول إن قسم الفنون في النادي يعكف في الوقت الحالي، على تنظيم فعاليات للرسم تحاول أن تزيل آثار الحرب النفسية التي خلفها العدوان الإسرائيلي.

وأضاف: " اخترنا بحر غزة، مكانا للرسم، كي يستمد الرسامون ألوانهم من هنا، حيث الألوان الهادئة، والجميلة".

وأكد السحار، أنه لا يمكن للغزيين أن ينسوا صور الحرب، والتي ستبقى حاضرة في ألوانهم ورسوماتهم، غير أنه شدد على أن من مهمة الأندية والمراكز المنتشرة في القطاع، أن تقوم بجلسات من التفريغ النفسي، لعلاج آثار الحرب، ومن بينها "الرسم".