خبر التطرق الى الصغائر - يديعوت

الساعة 09:42 ص|07 سبتمبر 2014

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: إن محاربة المنظمات الارهابية وتنظيم الدولة الاسلامية يوجب نشوء أحلاف غريبة عجيبة كحلف بين الولايات المتحدة وايران مثلا - المصدر).

        يصعب أن نجد عندنا ولو شخصا واحدا تنبأ بالوضع الجديد (أهو جديد؟) لحرب القتل بين المسلمين أنفسهم، والتي تتسرب الى الغرب وقد تمس بنا أيضا. وقد تم تقريب أوائل القرابين من غير المسلمين على مذبح عدم الاكتراث الغربي ويبدو أن هذه هي البداية فقط.

        ليست ظاهرة "الدولة الاسلامية" القتالة جديدة في الحقيقة، لكنها لم تكن الى الآن في مركز اهتمام الغرب ولا دولة اسرائيل بيقين. فقد كان عندنا ما يكفي ويزيد من المشكلات الخاصة، وما كُنا لنُدفع في هذه الحال الى مقدمة الصف لولا الخوف الشديد من هذه المشكلة الجديدة القديمة التي قد تقف في مقدمة مسيرة الاحداث القاتلة.

        إن الميل الاسرائيلي واضح الى الاستخفاف بهذه المنظمة الارهابية، ونحن نقول في أنفسنا إنهم يبلغون بضعة آلاف ونحن قادرون على القضاء عليهم بقذيفة واحدة. هل وصلنا من قبل الى عنتيبة ودبي؟ سنصل اليهم اذا. وقد يتكاثرون مثل الفطر بعد أول مطر لكننا سنقضي عليهم قبل لفح الهجير.

        من المعلوم وما تعلمنا إياه تجربتنا أن الجيش الاسرائيلي حسن الانجاز في الحروب الكبيرة، فنحن جيدون في تحريك الدبابات الكثيرة وتحريك آلاف الجنود المشاة، وأسقطنا على مر السنين مئات طائرات العدو التي لم تنجح في بلوغ أهدافها، بل أُضيف في الاونة الاخيرة ايضا نعمة من السماء على صورة القبة الحديدية. لكننا لسنا الأكثر نجاحا في الحروب الصغيرة وعمليات الرد وفي عمليات القتال الصغيرة وحراسة الخطوط كما علمتنا تجربة السنين ايضا.

        نحن قادرون على أن نغير في غضون ايام أو في غضون ساعات كل خطة بناء المدن في غزة ورفح وخانيونس وعلى أن ندمر أحياءا كاملة ومباني متعددة الطوابق، لكن يصعب علينا الامر بالانتفاضات المختلفة وحروب الاستنزاف وحماية بلدات الشمال والجنوب، ونحن قادرون على أن نحتل غزة أو بيروت لكن يصعب علينا أن نواجه 12 مخربا من حماس يخرجون فجأة من داخل الارض.

        واليكم مثالا أخيرا: بحث آلاف الجنود مدة ايام في قطعة ارض صغيرة في جبال الخليل عن الفتيان الثلاثة المخطوفين الى أن وجدوا جثثهم لكنهم لم يجدوا الخاطفين الى الآن. وهذه هي حقائق الحياة وان لم تكن لذيذة للقراءة والسمع.

        والاستنتاج من ذلك أن العالم الغربي يحاول أن يتجاهل الخطر الكبير الذي ينبع من تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي ثار عليه وعلينا للقضاء علينا. والميل الطبيعي هو الى أن نقول أن ذلك ليس من شغلنا، وإن الآخرين سيدفعون الثمن. لكن "الآخر" في هذه الحال هو نحن، أعني دولة اسرائيل.

        يتوقع العالم الغربي منا معجزات وعجائب. وقد تحملنا دائما مهمة ضرب الأشرار. ويريد الربابين في البيت الابيض والأليزيه وداونينغ ستريت أن ندفع عنهم ثمن الحرب بين أهل السنة والشيعة حتى حينما تصل الى ديار الغرب. يبدو في الحقيقة أن الولايات المتحدة أصبحت تدرك في الايام الاخيرة الخطر الجاثم على بابها وتحاول أن تنظم قوى تحالف لقتال مقاتلي المنظمة الفتاكة، لكن يبدو ايضا أن الولايات المتحدة والدول الاوروبية ما زالت في غفوة الصيف.

        عندنا مشكلة مضاعفة وهي أنه في الحرب لهذه المنظمات القاتلة يُحتاج الى أحلاف مجنونة تقريبا كحلف بين الولايات المتحدة وايران مثلا. نحن نرى ايران الآن عدونا الفظيعة بسبب نيتها بناء منشآت ذرية، والولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على منع هذه الكارثة، فماذا نفعل؟ لن يكون لنا مناص سوى أن ندرك أن محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" متزوجة زواجا عجيبا في سرير واحد، ومن المُلح الآن أن نقاتل المنظمة الارهابية الفتاكة قتالا لا هوادة فيه. والمهم أن نُحبط قدرة الايرانيين على بناء قنبلة ذرية.

        وهناك استنتاج آخر وهو أنه لا أحد منا يريد أن يكون اليوم رئيس وزراء في اسرائيل. واستنتاج أخير وهو أنه قد قيل عندنا: "الويل لي من صانعي والويل لي من غريزتي".