خبر حديث إلى الركام برام الله.. الطفلة « هلا » والفتى « حسين »: لن نبكي ولن نغادر

الساعة 04:36 م|02 سبتمبر 2014

الاناضول

 

لم تجد الطفلة الفلسطينية هلا جمعة (12 عاما)، مسكن يأويها لدى عودتها من مدرستها، اليوم، بعد أن حولت جرافات عسكرية إسرائيلية 5 منازل و"بركسا" (حظيرة) لتربية المواشي، تخص عرب الهذلين (تجمع قبلي)، على تل قرب بلدة جبع إلى الشرق من رام الله، إلى ركام ودمار، بحجة البناء بدون ترخيص.

وقالت هلا، في حديث لوكالة الأناضول "الله لا يسلم أيديهم، هدموا كل ما نملك، لكنا لن نغادر سنبني المنزل من جديد". وأضافت "ما إلي مكان أخر أروح عليه (أذهب إليه)".

وهرعت هلا إلى ركام منزل عائلتها المصنوع من الصفيح، تنبشه وتبحث عن ما تبقى من ملابس وأشياء خاصة، وقالت بصوت حاسم يعلن التحدي "اليوم نعيد بناء المنزل".

جمعة المعازي، والد الفتاة، قال أيضا في حديث لوكالة الأناضول "نحن هنا منذ العام 1974، هجرنا من أراضينا المحتلة عام 1948، وجبنا جبال الضفة الغربية حتى استقرينا، نعتمد على تربية الأغنام، ونعيش في بيوت من الصفيح".

وبينما يشير إلى مستوطنات إسرائيلية مقامة بالجوار، قال الرجل "نحن هنا قبل بنائهم وسيطرتهم على تلك الجبال".

وتابع الرجل "انظر بيوتهم مشيدة من الطوب والحجر، وحولت تلك الجبال إلى حدائق، ونحن نعيش تحت حر الصيف وبرد الشتاء، ومع ذلك لا يريدون أن نبقى".

المعازي الذي تحدث للأناضول جالسا على بقايا أثاث أخرجه من منزله، قال أيضا "الآن سنعيد بناء المنازل ولن نغادر من هنا". وللمعازي 7 من الأبناء والبنات.

وفي زاوية أخرى من الموقع، كانت تصيح سيدة تدعى سارة الهذلين في الـ50 من عمرها، قائلة "حولوا المسكن إلى ركام، دمروا كل شيء.. 12 حفيدا (لها) لن يجدو ما يؤويهم".

وأضافت السيدة بصوت عال "لا يوجد لنا مكان أخر نلجأ إليه، نعتاش على تربية الأغنام هنا منذ 35 عاما.. أين نذهب الآن؟".

ويسكن في هذا الموقع 200 فلسطيني في بيوت من الصفيح، ويعتمدون على تربية الأغنام.

وبينما بدأ الكبار في محاولة إعادة بناء ما يمكن لإيواء عائلاتهم، يلهو أطفال بين الركام وينشدون أناشيد المقاومة الفلسطينية.

وقال الفتى حسين الهذالين (15عاما) "إللي (ما) صار (حدث) عنا (لنا) لا يساوي شيئا عما جرى في غزة، لن نبكي عليها سنبنيها من جديد".

وأضاف "ما دمنا أحياء لن نقبل الرحيل ولن تخيفنا الجرافات الإسرائيلية وقواتهم العسكرية".

وبالقرب من الموقع، توجد مستوطنتا "ادم وبسغوت"، المقامتان على أراضي محافظة رام الله، وتحضيان بتحصينات أمنية، وخدمات وبنية تحتية، فيما تفتقر التجمعات البدوية الفلسطينية والتي تنتشر في مختلف مناطق الضفة، وتعتمد على تربية الأغنام، إلى أدنى مقومات الحياة.

وتعتبر "إسرائيل" التجمعات البدوية مخالفة للقانون ومبنية بدون ترخيص من قبل الجهات المختصة، فيما يعتبر الفلسطينيون ذلك محاولة لتهجير السكان من مساكنهم للاستيلاء عليها لصالح مستوطنات "إسرائيلية".