تغطية مستمرة..

بالصور « فلسطين اليوم » خلال 51 يوماً.. « كواليس وحكايات » !

الساعة 09:17 ص|01 سبتمبر 2014

غزة - ( خـاص)

 (51 يوماً) لم تتوقف فيها انامل موظفي وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية عن الكتابة والتوثيق، (51 يوماً) لم تتوقف عدسة الوكالة عن الرصد والمتابعة، (51 يوماً) تراقب أعينهم مجريات أحداث عدوانٍ همجي، (51 يوماً) من العمل في حالة طوارئ قصوى، (51 يوماً) والوكالة تتصدى لوحدات "السايبر" الإسرائيلية، (51 يوماً) والعمل على أشده كخلية نحل تعمل لفضح وتوثيق الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين بغزة.

فعلى الرغم من شدة الهجمة العدوانية الا أن موظفي "فلسطين اليوم" واصلوا الليل بالنهار لممارسة أعمالهم مستشعرين عظم الأمانة التي حملوها على عاتقهم لخدمة أبناء شعبهم وفضح ممارسات الاحتلال الظالم بحقهم.

فرغم التحديات والعقبات الخطرة بغزة، إلا ان طاقم الوكالة كان أكثر حرصاً على أداء مهنتهم السامية التي أقسموا على المضي بها، فأعدوا العدة ضمن برنامج طوارئ أُعد مسبقاً لمواجهة تلك الظروف، فكانت الوكالة جنباً الى جنب المقاوم والمواطن الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي فحق لها أن توصف بـ"عنقاء الإعلام".

فكما لكل حدث وقصة كواليس، كان لطاقم الوكالة كواليسهم الخاصة التي امتزجت بالأمل والالم، .. الامل في ايصال الرسالة الإعلامية المهنية التي تحمل في ظاهرها وباطنها المسؤولية الوطنية الى العالم بأسره،  والالم الذي عايشه طاقم الوكالة كباقي فئات المجتمع الفلسطيني الذي عايش العدوان.

 

الاعلام خطَ السطور الاولى ..

 مدير ورئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم الإخبارية أ. صالح المصري أكد أن الإعلام الفلسطيني بكل مكوناته استطاع أن يخط السطور الاولى للانتصار الذي حققته المقاومة وانه استطاع ان يجابه الرواية والدعاية الإسرائيلية، وان يحمي ويثبت الجبهة الداخلية الفلسطينية من محاولات الاحتلال بأجهزته الامنية من الولوج اليها وإثارة البلبلة في صفوفها.

واوضح المصري أن استهداف قوات الاحتلال للكادر والمؤسسة والقلم الصحفي الفلسطيني دليل واضح أنه أثبت نجاعته في مقارعته وفضح جرائمه امام العالم، الامر الذي أستطاع ان يجند ويحرك الجمهور العالمي لصالح القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الإعلامي والصحفي أستطاع أن يحقق انتصارا واضحاً على الدعاية والرواية الإسرائيلية  "وخير دليل على قوة إعلامنا هو أن الإسرائيليين أصبحوا يثقون بالإعلام الفلسطيني في مقابل فقدان الثقة بإعلامهم".

"العدو أدرك قوة الإعلام الفلسطيني لذلك تعمد استهدافه بشكل مباشر، ما ادى للفتك به في محاولات حثيثة خبيثة لإخماد صوته الامر الذي ادى لارتقاء أكثر من 17 شهيداً، وتدمير أكثر من 15 مؤسسة صحفية، وتدمير أكثر من 40 منزلا ً للصحافيين"، قول المصري.

واشار ان ما ميز التغطية الصحفية في الحرب الأخيرة تراكم الخبرات التي أكتسبها الزملاء في حرب 2008/2009 وحرب 2012، كما ما ميز تلك التغطية هو استخدام الإعلام الجديد والذي عمل على دعم الإعلام التقليدي".

ولفت الى تعرض الإعلام الفلسطيني لتشويش متعمد، حيث اختراق بث الفضائيات، والإذاعات، واختراق وحدات "السايبر" الإسرائيلية للمواقع الإلكترونية من ضمنها موقع الوكالة، ما ادى لتوقفها عن العمل لساعات عدة، مشيراً انه على الرغم من إمكانيات "السايبر" الهائلة في اختراق الموقع كانت هناك خطة بديلة للتعامل مع تلك الوحدات، حيث اتجه العاملون لتفعيل صفحات "Social Media" الخاصة بالوكالة، وبعد جهود هندسية مضنية تابع الموقع عمله بكل قوة واستطاع هزيمة "السايبر" الإسرائيلي.

واشار الى قوة الكادر الصحفي الذي تمتلكه الوكالة، مثمناً دورهم وعطائهم في فضح آلة الحرب الإسرائيلية وقوة أقلامهم في تثبيت الجبهة الداخلية :"الزملاء الصحفيين في الوكالة كانوا يعملون ويؤدون مهامهم كخلية نحل هدفهم الوحيد والأسمى هو ايصال الرسالة والتصدي للدعاية والشائعة الإسرائيلية والعمل الى جنب المقاومة عبر نشر إنجازاتها بكل مهنية وشفافية".

واكد ان الوكالة كانت تتبع سياسة محددة توائم بين المهنية الصحفية، والمسؤولية الوطنية، قائلا :"نحن جزء من هذا الشعب العظيم وجزء من جهاده لذلك في كل خبر وصورة وتقرير وتغطية كنا نتحلى بالمهنية الى جانب المسؤولية الوطنية".

البعد عن العائلة خاصة في شهر رمضان الذي يتميز بالجلسات العائلية وفراق 17 صحفياً وعلى راسهم الزميل علي ابو عفش اكثر المواقف التي ازعجت المصري مؤكدا أنه في كل لحظة كان الواحد منا يتوقع استشهاده لان العمل كان في ظروف معقدة وغاية في الخطوة ... موضحا ان الأيام الصعبة التي مر بها طاقم العمل كانت كثيرة في ظل القصف الصهيوني المتواصل .

 
طاقم وكالة فلسطين اليوم

تحت ازيز الطائرات

المحررة والزميلة الصحفية صفاء الحسنات (29 عاماً) وعلى الرغم ان للمرأة في تلك الاوضاع الميدانية أوضاع شبه خاصة بسبب خوف وقلق الاهل الا انها استمرت في اداء عملها والحضور بجهد إضافي مضنٍ، تقول من على مكتبها :"العمل خلال الحرب ليس سهلاً، وخاصةً عندما تضطر لمتابعة كل ما يجري من حولك ومن جانبك يجلس أطفالك الذين يحاولون التشبث بك عند كل صوت صاروخ يسقط على مقربة من منزلك، لكن في الحرب كل شيء ممكن، خاصةً لو كنت صحفي يتوجب عليك العمل تحت أزيز الطائرات".

الحسنات تضيف :"ليس تواضعاً أن أقول أن حالي أفضل بكثير من غيري من الإعلاميات اللاتي أحسدهن على قدرتهن على مواكبة عملهن ميدانياً، ولكن كان أضعف الإيمان هو العمل من خلال "المنزل" لمساعدة زملائي الذين يواكبون الأحداث أولاً بأول، ولم يتوانوا عن تقديم الحقيقة للعالم، وأبلوا بلاءً لا يمكن تقديره".

ومن أصعب واحلك الظروف التي عاشتها الحسنات تقول "عندما كنت أتابع الأخبار عبر "جهاز اللابتوب" ليُطلق صواريخ عدة على منزل قريب من بيتنا، وعندما هممت لكتابة الخبر أسرع ابني علىَ لأحضنه خوفاً من هذه الصواريخ اللعينة، وكانت مجرد لحظات ما بين كتابة الخبر أو احتضان ابني لتغلب الطبيعة على "المهنة".

"ولم تمر أيام الحرب بسلام، فانقطاع التيار الكهربائي المتواصل جعل من الصعب اكمال العمل من خلال المنزل، حيث أن الساعات القليلة جداً التي كانت تصل فيها الكهرباء لم تكن كافية لشحن البطارية المتخصصة بالأنترنت مما جعل أمر التواصل من المنزل أمر صعب للغاية"، قول الزميلة الحسنات.

ووصفت الحرب باللعنة التي حلت بقطاع غزة، متمنية أن تذكر تلك الايام ولا تعاد.

 

 تغطية رغم النزوح !

اما الزميل الصحفي مطر الزق (26 عاماً) فوصف تجربة العمل أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالشاق والمتعب نفسياً وجسدياً حيث تزاحم أخبار العدوان وشدة القصف الهمجي على جميع محافظات قطاع غزة الأمر الذي دفعه لمواكبة المتابعة "ثانية بثانية".

وقال الزميل الزق: "لم اتوقع أن تشن إسرائيل عدواناً بهذا الشكل او بتلك الهمجية والوحشية"، مشدداً على وجود العديد من المواقف الصعبة التي واجهها خلال العدوان.

وعن أكثر المواقف صعوبة قال: "النزوح من حي الشجاعية وفقدان عدد من الشهداء الأصدقاء والزملاء(..) البعد عن الأهل لأيام نتيجة المبيت في مكتب العمل، كما ان لليوم الاخيرة ميزة خاصة تميزت بصعوبة الموقف وقرار البقاء في مقر الوكالة الكائن في احد الابراج التي تحوي عدد كبير من المؤسسات الإعلامية والتي كان الاحتلال قد استهدافها في حرب 2012م".

مساء يوم السبت تاريخ 19-7 كان من أشد الأيام صعوبة وسخونة على الزميل مطر حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية حي الشجاعية بمئات القذائف،  عينه لم تغمض في تلك الليلة حتى الساعات الاولى من صباح الأحد لينزح هو وأهله كآلاف العائلات خشية على حياتهم وحياة أطفالهم ونسائهم.

وشدد على أن النزوح من الحي لم يوقف مسيرته الإعلامية فأصبح ينام في المكتب وفي أيام أخرى بمدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغل اللاجئين "الأونروا" حتى الوصول لاتفاق التهدئة الأول بتاريخ 5-8.

ومن أصعب اللحظات والصور والمشاهد التي مر بها زملينا هي أحداث مجزرة حي الشجاعية ومجزرة خزاعة

 

معيقات وإرادة ..

اما المحررة الصحفية ميرفت الشريف (37 عاماً) فعلى الرغم أنها كانت في أواخر شهور حملها إلا أنها عكفت على المتابعة الإخبارية، وتوثيق الجرائم الإسرائيلية، وتثبيت الجبهة الداخلية، تقول :"كنت أتابع الأخبار على الرغم من صعوبة الحمل وإصابتي بإرهاق جسدي ونفسي كبير جراء الأحداث العدوانية المتسارعة بحق الآمنين".

مشاهد قتل النساء الحوامل وقتل أجنتهم أكثر الصور التي استفزت مشاعر الزميلة الشريف، تلك المشاهد كانت كفيلة بإشعال جذوة الإصرار لديها لمتابعة التوثيق والفضح لجرائم الاحتلال بحق الفئات المدنية.

وعلى الرغم من انقطاع التيار الكهربائي كانت تتوجه الشريف بمساعدة اولادها الى المساجد القريبة من بيتها لشحن جهاز الكمبيوتر المحمول، لتواصل التغطية.

وتعتبر الشريف أن الإعلام الفلسطيني ومن ضمنه وكالة فلسطين اليوم" أدت ما عليها من واجب بالحرب الأخيرة، وأثبتت جدارتها في نقل الكلمة والصورة، مما ساهم في الانتصار الذي حققته المقاومة بكل أشكالها.

وأوضحت ان الإعلام الفلسطيني أستطاع هزيمة الرواية الإسرائيلية، وجلعت أنظار العالم تتجه نحو الإعلام الفلسطيني لصدقه وقوة أدائه.

 
وكالة فلسطين اليوم

قرار منذ اللحظة الاولى..

اما الزميل الصحفي عبدالهادي ( 32عاما) فأوضح أنه منذ اللحظات الاولى للحرب كان يقف على مفترق مصيري وخيارات صعبة فإما اختيار عائلته والجلوس بين أبنائه الذين كانوا بأمس الحاجة لوجوده لإشعارهم بالأمان، وإما التوجه للعمل لأداء مهمة "وطنية فرضت على الجميع (..) فكان القرار كما باقي الزملاء الصحفيين في الوكالة حيث مواصلة التغطية والعمل والمثابرة في سبيل رفعة كلمة الصوت المقاوم وتفنيد وفضح الرواية الإسرائيلية".

ويقول الزميل عبدالهادي :"شعور غريب عندما توضع في موضع اختيار فإما الاهل واما تركهم وهم بأمس الحاجة اليك لتذهب للتغطية الميدانية لأداء ما عليك من واجب صحفي بل ووطني، القرار بالتأكيد كان التوجه للميدان لفضح التدليس الإسرائيلي والتصدي لرواية الإسرائيلية وتثبيت الجبهة الداخلية في وجه الشائعات التي حاول البعض ترويجها".

"على الرغم من الإجهاد الجسماني والنفسي الذي عاناه الصحفي الفلسطيني الا انه شعر أنه يؤدي مهمة أكبر من أنها مجرد نقل خبر وتغطية اعتيادية، حيث كان يساهم في تثبيت الجبهة الداخلية والنيل من قوات الاحتلال عبر فضحه"، قول عبدالهادي .

ويوضح عبدالهادي أنه يمكن استغلال المواد الصحفية بجميع أشكالها فترة الحرب كوثائق إدانة للاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية لمحاكمته.

ومن المشاهد التي عايشها عبدالهادي ميدانياً، عندما استشهد عدد من زملائه الصحفيين على مرأى عينيه شمال بلدة جباليا، ولم يكن يعرف أن زمليه علي ابو عفش كان قد استشهد الا لحظة توثيقه للحدث، الامر الذي مثل "فاجعة" بالنسبة له.

 

خطة عمل استباقية..

اما إبراهيم شقورة (22 عاما) من الشؤون الإدارية واحد مهندسي الموقع فتلخصت تجربته الثانية في العمل الإعلامي لتغطية الحروب ضمن الفريق بين الامل والالم حيث عكف منذ البدايات الاولى للحرب الإسرائيلية على غزة على الدوام المكتبي المتواصل، إبراهيم في حديثه لزملائه يقول :"حرب شرسة بما تحمل الكلمة من معانٍ، يحاول الاحتلال إحراز انتصار على المدنيين العزل، بعد فشله في مواجهة المقاومة".

وعلى الرغم من حداثة زواج إبراهيم والتي سبقت الحرب على غزة بأشهر معدودة كان يخرج الى الدوام المتواصل بين وداع الزوجة ودعاء الأهل، خروجه من البيت مثل له ولباقي زملائه "مغامرة محفوفة بالمخاطر".

إبراهيم في عمله التصميمي المتنوع كان شديد التركيز على إبراز جانبين، حيث الجانب الإنساني للمعركة من حيث نشر صور واعداد وكلمات للضحايا، والتي تدر تعاطف عالمي مناصر للقضية ومناهض للصهيونية، اما الجانب الثاني الذي حاول التركيز عليه فهم ترويج ونشر العمل الامني والإنجاز المقاومتي الذي يدعم تماسك الجبهة الداخلية.

منذ اليوم الاول وضمن خطة تصدي إعلام للدعاية الصهيونية ظهرت الاعمال التصميمية التي ابرزت صمود اهل غزة ومقاومتها، وفضحت جرائم الاحتلال وجيشه، وتم اختيار طريقة "الإنفوجرافيك" لعرض المعلومات المدعمة بالأرقام والصور؛ وذلك لتسهيل وصول المعلومة الى اكبر عدد ممكن من الناس والمناصرين في ظل مئات التقارير والتغطيات التقليدية.

اليوم 51 من الحرب كان اليوم الأكثر حساسية لإبراهيم، حيث بدأت قوات الاحتلال باستهداف ابراج مدنية تحوي مكاتب صحفية كان هي المستهدفة، وما ادخل القلق على قلب إبراهيم وزملائه ان مقر الوكالة يقع في احد الابراج المركزية للصحفيين، وكان قد قصف في حرب 2012.

 

تحدي.. هم.. مواصلة

المراسل الصحفي فادي العمارين (23 عاما) أعتبر ان الحرب وتغطيتها صحفياً تحدي كبير لإثبات ذاته الإعلامية، وفضح الجرائم الإسرائيلية.

العمارين كانت مهمته في هذه الحرب التدوين عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بالموقع والتي أعتبر أنها بوابة أولى واكثر اهمية لقدرتها للوصول الى أعداد هائلة من المستخدمين وصفحاتهم الشخصية، وفرض صور وفيديوهات وتدوينات تقنع العالم بالجريمة الصهيونية.

ويقول :"الهم الاكبر لي كصفحي ان تصل جرائم الاحتلال لجميع انحاء العالم وفضح جرائمه والإبادة الجماعية التي أقترفها بحق العائلات الفلسطينية التي لا ذنب لها".

العمارين يتابع :"كنا نواصل الليل بالنهاء لإيصال رسالة المقهورين للعالم، كنا نعمل بأقصى دراجات المهنية الإعلامية وكان نصب أعيننا المسؤولية الاجتماعية الوطنية العليا(..) حقاً انا فخور في تلك التجربة الإعلامية".

ومن المواقف التي أثرت في زميلنا الصحفي العمارين استشهاد ابن خاله الصحفي علي ابو عفش.

 
طاقم وكالة فلسطين اليوم

عين الوكالة.. وفرحة لم تكتمل

اما مصور الوكالة داوود ابو الكاس (23 عاماً) فيقول في كواليس تجربته :"كنا نحاول عبر الصورة إيقاظ الضمير العالمي تجاه أطفالنا، ونسائنا، وشيوخنا، حاولنا التوثيق عبر عين الكاميرا جرائم الاحتلال بحق المدنيين فطالت عدستنا مساجد ومدارس وجمعيات ومشافي استهدفتها قوات الاحتلال".

"في اليوم الأول من الحرب ودعت عائلتي، كان وداع حار جداً خاصة امي، حينها اختلطت الدموع بالدعاء، شعرت أنني لن أعود الى البيت الا شهيداً، لكن الله سلم، اصوات الضحايا وصراخ الامهات والاطفال كان بمثابة الناقوس الذي يقرع في أذني ويحثني على مواصلة العمل والتوثيق الصوري"، قول الزميل ابو الكاس.

يضيف "ما ان يسقط الصارخ حتى نتتبع مكان الهدف، لتوثيق معاناة المواطنين، بعدها نعود للمكتب لرفع الصور للعامة، كما اننا كنا نتواجد في مشفى الشفاء لالتقاط صور الضحايا وما حل بهم، ونحاول أن نتعامل مع كل جريح وشهيد على حدة، لم نكن نغفل عن حالة، لم نترك مكان الا صورناه حتى نصل لأكبر قدر توثيق للجريمة الصهيونية".

فراق الشهداء المصورين الصحفيين وصور استشهادهم وتعمد استهدافهم من قبل قوات الاحتلال أكثر ما كان يحزن قلب ابو الكاس، حيث ما فتئ يذكر مواقفه معهم وعن حرصهم على فضح الاحتلال بالصورة.

7/8/2014م كان داوود شديد الحزن حيث كان موعد حفل زفافه الذي اعد له لأكثر من عام، الا ان زملائه حاولوا التخفيف عنه بكلمات وسرد قصص جعلته يقول:"الحمدلله.. اللي بشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته".

 

على ثغرٍ مقاوم..

أحمد شقورة (26 عاماً) احد مهندسي الموقع وصفحته على "فيس بوك" ايقونة نشاط متواصلة فعلى الرغم من المشاكل اللوجستية كانقطاع الكهرباء المتواصل، والإنترنت التي تعمدت قوات الاحتلال استهدافه لعزل غزة عن العالمي الخارجي، ومشاكل تتعلق بالصفحة كإعاقة عملها بسبب البلاغات الإسرائيلية الا انه واصل العمل عبر ادوات تقليدية لتدوين وفضح الجريمة الصهيونية وتثبيت الجبهة الداخلية.

رسالة شقورة تمثلت في التركيز على الجانب الإنساني والعمل المقاوم، حيث دوَن في ذلك الإطار مئات الصور ومشاهد تتعلق بصور الضحايا والعمل المقاوم.

يقول :"قبل الحرب الإسرائيلية على غزة كانت النية موجودة لفضح الجريمة وتثبيت الجبهة الداخلية في اية اعتداء قادم، ومنذ اليوم للحرب أعددنا العدة والنية الصادقة والقلم الثاقب لمواجهة الاحتلال".

ويشعر شقورة أنه على ثغر من ثغور العمل المناهض لقوات الاحتلال والمتمثل في تفنيد كذب الدعاية الإسرائيلية التي حاول الاحتلال دسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدت الوكالة لعشرات الشائعات التي كان مصدرها الاحتلال عبر تلك المواقع والصفحات المشبوهة.

واوضح شقورة أنه عبر صفحة الموقع في صفحة الفيس بوك وتوتير ويوتيوب استطاعت الوكالة بنشر فكرها المقاوم والتأثير في المواطن العربي والاجنبي خاصة.

شقورة الاب لثلاثة ابناء وجد نفسه عاجزا عن التعبير بالكلام عند رؤيته اب يودع ابنته على باب القبر، تلك الصورة كانت كفيلة لان تخرج دموع الإنسان عند زميلنا.

 

عين على العدو

 اما فادي عبد الهادي (41 عاماً) مترجم اللغة العبرية والمهتم بالشؤون الإسرائيلي بالوكالة فلم يتوان لحظة عن متابعة أخبار العدو الإسرائيلي، وتعقب تصريحات قادته، ليرصد المشهد الإسرائيلي الداخلي بكل دقة ومهنية، ومن ثم نقله الى إعلاميا بما تمليه المصلحة الوطنية.

ويشير عبدالهادي أن الإعلام الإسرائيلي انقسم الى قسمين، قسم عسكري "مراسلين عسكريين"، وقسم آخر يحوي المراسلين السياسيين، قائلاً :"فيما يتعلق بالمراسلين العسكريين، فقد قيدوا تحت سيف الرقابة العسكرية، بما أضطرهم الى نشر الأكاذيب والشائعات عبر الإعلام الإسرائيلي ومحاولة دسه في اعلامنا(..) ما ادى لسقوط الإعلام الإسرائيلي حتى أصبح الإسرائيليين لا يثقون بإعلامهم".

وأوضح أن أهمية الترجمة من العبرية الى العربية ونقلها بصورة مهنية الى المواطن الفلسطيني تكمن في نقل الصورة الحقيقية وكشفها زيف الافتراءات الإسرائيلية، وتحمي وتشحذ همم الجبهة الداخلية، علاوة على أنها تفيد الطبقة المثقفة من حيث بناء تحليلاتها على اسس رصينة، كما كشفت الترجمة خسائر العدو الإسرائيلي وتخبطه ونقاط ضعفه امام شعبنا وأصحاب القرار فيه.

ومن المعيقات التي واجهها المترجم هي حظر "إسرائيل"  لعدد من المواقع الإعلامية والمنتديات الإسرائيلية امام المشاهد الفلسطيني، ومحاولة دس اخبار مسمومة عبر المترجمين، لكن الحيطة والحذر والسياسة التحريرية الواعية كانت كفيلة بأن تتجنب تلك المحاولات الخبيثة.

وكانت بصمة الترجمة العبرية الخاصة بالموقع واضحة والتي من خلالها باتت المواقع العبرية تستقي من خلالها بعض الاخبار عن جبهتهم مما حاولت قياداتهم العسكرية إخفائه.

كما استطاعت الوكالة عبر الترجمة فرض أخبار موجهة للكيان الإسرائيلي، حيث بثت أخبار منوعة أدت غرضها في كشف الزيف الإسرائيلي ومحاولات قيادتهم تغييب الإسرائيليين عن حقيقة فضائحهم ومدى خسارتها في المعركة في مواجهة الشعب الفلسطيني.

 

 

فلسطين اليوم .. التغطية مستمرة،،،