خبر بعد الحجر والبشر.. المستوطنون « يغتالون » المواشي في الأغوار

الساعة 07:01 ص|25 أغسطس 2014

وكالات

 

كان الراعي الفلسطيني محمد بشارات يقطع الشارع، عائدا بأغنامه من المرعى، إلى خيمته في خربة "خلة مكحول" في الأغوار الشمالية المحتلة، يوم الجمعة الماضي، ليفاجأه مستوطن اسرائيلي يقود سيارته مسرعا باتجاه قطيع الأغنام. 

لوّح بشارات بيديه لقائد السيارة المسرع، قبل أن يركض محاولا حماية خرافه. لكن المستوطن سبقه، ودهس القطيع، فقتل نعجتين وأصاب اثنتي عشرة أخرى، بينها أربع نعجات حالتها خطرة. 

"بعد دهسها توقف المستوطن، ونظر إلى الأغنام الملقاة على الأرض، وضحك بصوت مرتفع، ثم انطلق بالسيارة التي يسيل من مقدمتها دم الخراف" حسبما يشرح نظير بشارات، ابن صاحب القطيع. 

ليست تلك المرّة الأولى التي يدهس فيها المستوطنون مواشي فلسطينيي الأغوار، حيث يقتل المستوطنون ويسرقون سنويا عشرات الأغنام والأبقار والإبل التي يملكها فلسطينيون يعيشون في خيم متناثرة بين المستوطنات في المناطق التي يسميها الاحتلال "عسكرية مغلقة". 

يقول رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية المحتلة عارف دراغمة: "عدا عن الدهس، للمستوطنين والجيش طرق أخرى أبرزها التسميم وإطلاق النار والنهب. فقبل شهرين سمموا اثني عشر خروفا يملكها عبد الرحيم بشارات، وقتلوا خلال هذا العام خمس أبقار، وسرقوا عددا آخر، ناهيك عن المواشي التي تقضي بانفجار ألغام ومخلفات عسكرية يتركها الاحتلال عمدا في المراعي". 

وتعتبر الثروة الحيوانية مصدر عيش 95 في المائة من سكان منطقة المالح التي تتكون من 13 قرية دمّرها الاحتلال عام 1967، ثم عاد الناس ليعيشوا داخل الخيام في بعض المناطق المدمرة، ليصل عدد العائلات التي تعيش في ظروف قاسية هناك إلى 450 عائلة، مقابل سبع مستوطنات وستة معسكرات جيش. 

يقول نظير بشارات: "يمتلك والدي 180 نعجة، نحن عائلة ممتدة، أي أننا خمس عائلات نأكل من الصحن ذاته، ونعتمد في حياتنا على حليب الأغنام ولبنها". 

يضيف نظير "تحيط بنا من الأربع جهات، مستوطنتان ومعسكر جيش. حياتنا تعيسة. قبل فترة هدموا خربتنا خلة مكحول، وأعدنا بناءها من جديد، لكنهم نصبوا كاميرات مراقبة فوقنا على رأس الجبل، وكل سيارة تدخل إلى الخربة لجلب أغراض للخيام، يقطع الجيش طريقها".

وكانت جرافات الاحتلال مسحت خربة خلة مكحول عن الخارطة للمرّة الرابعة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، ووثق عارف دراغمة خلال عام، هدم 700 منشأة في المالح، ما بين خيمة للسكان وحظيرة للحيوانات.