خبر أين الجرأة. معاريف

الساعة 09:20 ص|24 أغسطس 2014

أين الجرأة. معاريف

بقلم: يوسي يهوشع

(المضمون: حماس تدفع سكان اقليم كامل على الجلاء والجيش الاسرائيلي يجلس لتردد واهمال قادته على الجدار. أما حزب الله فيتابع تردد يعلون، ويستخلص الدروس - المصدر).

مرة اخرى ينثرون عندنا التهديدات في أنه اذا لم تتوقف النار فان الجيش الاسرائيلي سيعود للعمل بريا في قطاع غزة – غير أنه ليس واضحا ما الذي ينتظره وزير الدفاع ورئيس الاركان. ما الذي يمنعهما من الخروج الى حملة برية محدودة تبعد تهديد قذائف الهاون على بلدات غلاف غزة؟

هذا وضع لا يطاق. حماس تتسبب لسكان اقليم كامل بالجلاء، والجيش الاسرائيلي العظيم يجلس على الجدار. لا يوجد رمز أكثر وضوحا للشكل الذي أسرت فيه منظمة ارهابية نصف دولة من حقيقة أن حتى وزير الدفاع لا يمكنه أن يتجول بأمان في كل أرجاء بلاده.

يعلون لم يلغِ فقط زيارته الى ناحل عوز، الكيبوتس الذي قتل فيه الطفل دانييل ترغرمان بل وايضا اقترح ان تساعد وزارته السكان على الجلاء من هناك. عفوا، أهذا هو دور وزير الدفاع أم وزير الرفاه؟ لعله من الادق الاقتراح على السكان لشيء آخر، مثل حل عسكري ذي مغزى ضد تهديد قذائف الهاون. ولعله الادق التفكير باجتياحات برية محدودة ضد مناطق اطلاقها؟  لقد عول غانتس ويعلون، كتوأمين سياميين، على الاستخبارات وعلى الغارات الجوية والى هناك أيضا حرفت ميزانيات الجيش. ومثلما رأينا، لم تثبت هذه النظرية نفسها حقا. فاهمال الجيش البري في التدريبات، في التسليح وفي التحصين لا بد سيحقق فيه في المستقبل.

لقد تبقى لحماس أقل بقليل من 3 الاف صاروخ وقذيفة هاون، نحو ثلث الترسانة التي خرجت بها الى القتال، وعليه فان النار نحو غلاف غزة لم تتوقف. وادعى الجيش الاسرائيلي بانه كان يعرف بتهديد الانفاق، ولكن لسبب ما لم يعمل حتى اللحظة التي تسلل فيها 13 مخربا عبر النفق قرب كيبوتس صوفا. وعندها فقط وظهره الى الحائط، استخدم الجيش القوات البرية في حملة برية محدودة جدا الى عمق 2 – 3كم. قصة الانفاق اثبتت لنا بان ليس كل الفهم الامني يوجد في دار الحكومة الكريا وانه جدير وصحيح ان تطرح على القيادة المترددة أسئلة قاسية هذه المرة.

ليس كل حملة برية تستدعي احتلال القطاع مما سيكلف حياة مئات الجنود. على الطريق توجد عدة درجات محتملة لهجوم ذي مغزى ضد تهديد قذائف الهاون. ولكن في هذه الحرب ولسبب ما تشوشت النوازع: فالجنود يوجدون في الخلف والمدنيون عميقا في الجبهة. صحيح، تبين لنا منذ الان بان عملية برية خطيرة ومن شأن الجنود أن يصابوا مرة اخرى، ولكن هذا بالضبط هو دور الجيش الاسرائيلي، حماية مدنييه. المدنيون قبل الجنود وليس العكس.

أفلم تثبت الغارات الجوية نفسها؟ أفلم تستمر النار؟ وبالتالي لماذا لا تكيفوا خططكم. هذا هو المكان لاظهار الابداع والمبادرة – مبادىء القتال التي يبدو أن قادة الجيش نسوها في الشهرين الاخيرين.

لا يمكن اتهام مقاتلي وقادة المظليين، جفعاتي أو جولاني. المشكلة هي في القيادة. القادة الميدانيون يفهمون هذا ايضا ولكنهم لن يعترفوا به علنا.

لقد فقد الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة قادة هجوميين، مبادرين وابداعيين – مثل قائد فرقة غزة السابق العميد احتياط موشيه تشيكو تمير وقائد المنطقة الجنوبية يوآف غالنت، سواء لاسباب مبررة أم لا. وغيابهما وغياب امثالهما بارز اليوم أكثر من اي وقت مضى.

صحيح انه لا يمكن اعادة الرجلين الى الخدمة (يعلون لا يريد غالنت كرئيس للاركان) ولكن حقيقة أنهما لا يستشاران ولا يستدعيان الى الاحتياط لا تقل فضائحية. معقول جدا الافتراض بان تمير مثلا كان سيتحفز على ساقيه الخلفيتين ليطلب من رئيس الاركان ان يعالج تهديد قذائف الهاون. ومعقول ايضا الافتراض بانه لو كان اجيب بالرفض لسعى الى الاستقالة.

جيش اسمه الاوسط "الدفاع" يفترض به أن يحمي مواطني دولته. وفي هذه الاثناء لا يفي الجيش الاسرائيلي بهذه المهامة. وتشهد على ذلك البلدات المقصوفة بكثافة في غلاف غزة والتي افرغت مرة اخرى من سكانها.

هكذا تتصرف دولة تخلت عن جيشها البري، عن تدريب الاحتياط، عن تحصين المجنزرات والدبابات بمنظومة "سترة الريح".

ان المسؤول عن شكل العمل العقيم للجيش هو قبل كل شيء يعلون. لقاء تردده، انعدام اقلاعه والاصرار على الاكتفاء بالغارات الجوية يدفع الثمن ليس فقط سكان شاعر هنيغف واشكول بل وايضا سكان الشمال. في لبنان يتابع أمين عام حزب الله التردد الاسرائيلي، وتلقينا حقا تذكيرا بذلك في شكل نار صواريخ على الجليل. ان التهديد المركزي، لمن نسي، كان ولا يزال في الجبهة الشمالية. هناك، كما ينبغي ان نتذكر، يدور الحديث عن مئة الف صاروخ وليس عن تسعة الاف مثلما كان لحماس عشية الجرف الصامد. صواريخ حزب الله بعيدة المدى، ثقيلة، دقيقة وفتاكة أكثر.