خبر حماس وداعش – إخوة في السلاح وفي إثارة الاشمئزاز .. اسرائيل اليوم

الساعة 09:18 ص|24 أغسطس 2014

 

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: لا فرق في الحقيقة ألبتة بين منظمتي داعش وحماس، ولما كان لا يمكن أن تُفاوَض داعش فان مفاوضة حماس ايضا مستحيلة - المصدر).

إن منظمة داعش ومنظمة حماس أختان، وهم إخوة في السلاح وفي الدين وفي اثارة الاشمئزاز. أما أحداهما فميتة وأما الاخرى فجيفة. وتكره احداهما كل شيء لا يشبهها أما الاخرى فتشمئز من كل من ليس سنياً، وتسمي تلك نفسها "دولة اسلامية" وتطمح الاخرى الى انشائها على بعد أمتار منا.

ليس عرضا أن أنبت الشرق الاوسط هذين الوباءين كما كتبنا قبل اسبوعين في مقالة زعمنا فيها أن محاربة حماس تشبه محاربة داعش. هل هي مشكلتنا؟ ليست كذلك فقط. بيد أننا نحيا في الحي نفسه ويبدو أن الامر أشد إلحاحا علينا. يجب أن تكون محاربة حماس مشابهة لمحاربة داعش إن لم يكن ذلك من اجلنا فمن اجل المسلمين على الأقل.

إن منظمة حماس مثل كل منظمة فلسطينية يهمها ما يقولونه، وربما يمكن أن نجد هنا الفرق الوحيد بين المنظمتين، فالشارع الاوروبي زبون جيد. وقد نجحت حماس، وهي منظمة ارهابية قاتلة، في أن تصنف نفسها عند الجهلة (وهم كثيرون في القارة الاوروبية) على أنها منظمة تحرر وطني لأنه من المعلوم أن الفلسطيني هو الضحية وهذا هو الخطاب. فهل يمكن أن يكون الفلسطيني ضحية وطاغية ايضا على التوازي؟ ما العجب من أنهم تظاهروا في باريس هذا الشهر من اجل غزة مع نشطاء جمعية تسمى "الشيخ ياسين" (مؤسس حماس). هل يجوز لنا أن نتقيأ.

أراد رئيس الوزراء بمكالمة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة أن يُبين أن "حماس هي داعش، وداعش هي حماس". وهم في المنظمة في غزة على علم بالحساسية والنفور اليوم من منظمة الدولة الاسلامية ولا سيما بعد قطع رأس الصحفي الامريكي جيمس بولي والمس بالسكان المسيحيين في العراق.

وشعرت حماس بضغط كبير لمقارنتها بداعش وسارعت الى التفرقة بينهما. "إن هذه المقارنة أكذوبة ترمي الى تضليل الجمهور الامريكي. لسنا جماعة دينية متطرفة، فنحن ضد قتل كل مواطن مهما يكن"، رد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي. ويجوز أن نضحك برغم قسوة هذه الايام.

بيد أن حماس لا تعرف أن تسلك سلوكا يختلف عن سلوك منظمة ارهاب لأن المورثات الجينية لا يمكن تغييرها. ففي موازاة التوضيحات الغبية الكاذبة من مشعل وعزت الرشق، أعدمت حماس منذ يوم الخميس 25 عميلا مع اسرائيل في ميدان المدينة. وقد قلنا من قبل إن حماس انشأت دولة في غزة مع جهاز قضائي يتم التفاخر به.

يجب اعطاؤهم دولة على عجل... فمنظمات حقوق الانسان في العالم تدعو الى ذلك منذ سنين... ويجب محادثة حماس... إن قلبي، قلبي مع سكان غزة.

برغم أن خالد مشعل شعر بالاهانة للمقارنة مع داعش، ربما يجب أن نذكره بأن لحماس وداعش تصورين عامين متشابهين: فالمنظمتان تريدان التوسع وانشاء نظام حكم تحكمه الشريعة الاسلامية، وهدم حضارة الغرب. وكلتاهما ذراع لحركات عالمية للاسلام المتطرف، أما الاولى فنتاج منظمة القاعدة التي تُرى معتدلة جدا وحبيبة اذا قيست بداعش، وأما حماس فهي نتاج الاخوان المسلمين، وهم بديل كانوا يُرون الى وقت قريب في واشنطن بديلا سليما عن النظم الاستبدادية العربية. وسنحصل في الحالين على خلافة لا مكان فيها للكفار. وتريد حماس مثل الاخوان المسلمين الاتيان بالقرن السابع الى القرن العشرين، وتريد داعش مثل السلفيين أن تأتي بالقرن العشرين الى القرن السابع. ولن ينشأ خير عن ذلك في الحالين.

أُغرقت الشبكة في الاشهر الاخيرة بأفلام وصور فظيعة لحملات قتل داعش المقززة. وكان يجب أن يقتل مواطن غربي كي تكون الصدمة في الغرب كبيرة. بيد أن حماس مثل داعش بالضبط ترهب المنطقة التي تسيطر عليها (واسألوا ناس القوة 17 من فتح الذين بقوا أحياء في القطاع في 2007)، وتقيم سلطتها على التهديد وعلى الاعدام حيث يقتل ملثمون الضحايا أمام الجموع بغية ارهاب الجمهور. وتوجد ايضا تربية الجيل الشاب على الكفاح المسلح حتى الموت للكافرين. وتضطهد المنظمتان وتطاردان أقليات غير مسلمة ومنها المسيحيون.

وتضطهد المنظمتان النساء والكفار وتنقضان القانون الدولي ومواثيق حقوق الانسان وتطمحان الى أكبر قدر ممكن من قتل المدنيين في المنطقة التي تريدان السيطرة عليها. فمن الواضح جدا أن داعش وحماس هما الشيء نفسه – فهل يظن أحد أنه يمكن مفاوضة داعش؟.

كيف يمكن مفاوضة اولئك الذين يدعون الى الايمان بالله لكن ليس لهم إله؟.