خبر قائد « غولاني »: معركة الشجاعية من أشرس المعارك في حياتي

الساعة 05:33 م|16 أغسطس 2014

القدس المحتلة

اعترف اللواء غسّان عليان القائد الميداني لكتيبة "غولاني" المقاتلة المختارة في جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي خاضت المعركة البريّة لجيش الاحتلال في أول أيام الاجتياح البري لقطاع غزة في حي الشجاعية، أنها من أصعب المعارك التي خاضها طوال خدمته في الجيش.

وجاءت تصريحات عليّان هذه خلال جلسة لضباط في الجيش نقلها موقع صحيفة "معاريف" اليوم السبت حيث قال "كتلك المعارك التي خاضتها الكتيبة في بلدة بنت جبيل اللبنانية في حرب لبنان الثانية عام 2006، ستدخل هذه المعركة سجلات تاريخ لواء غولاني".

وأضاف أن قيادة الجيش اختارت لواء "غولاني" لتنفيذ هذه المهمة لرغبة الجيش بإنهاء المرحلة الأولى من العملية البرية بسلاسة، وبعدها يدخل في معركة أساسية ضد أقوى كتائب "حماس" في تلك المنطقة.

وقام لواء "غولاني" ثلاث مرات متتالية بالشروع بالمعركة ليرتد على أعقابه وينسحب إلى منطقة التجميع حتى جاء يوم السبت (قبل نحو شهر) وحتى حين صبغ الجنود وجوههم بأصباغ التمويه، كانوا على قناعة أن المعركة ستؤجل هذه المرة أيضا كما حدث خلال عملية "عامود السحاب" حين كان اللواء جاهزا ومستعدا داخل عرباته المدرعة، لكن العملية كانت تؤجل في كل مرة لـ 24 ساعة.

تردد في الاجتياح البري:


وقال احد الجنود المقاتلين في الكتيبة الذي ذكر أول حرف من اسمه برمز (ف) إنه "تم تأجيل المهمة لمرتين متتاليتين بدون سبب، بينما المرة الثالثة زعم الجيش أن عدد المدنيين الذين استجابوا لنداءاتنا بترك الحي غير كاف، كما أن هنالك شح في المعلومات الإستخباراتية، لم نتأثر لأن كل تأجيل كان متوقعًا وكنّا على قناعة تامة أن العملية لن تتم وستؤجل المرة تلو الأخرى".

وتابع الجندي يقول "معظم قواتنا استقلت المدرعات، وقسم آخر دخل مشيًا على الأقدام، عبر بوابة (84) المقابلة لبرج المراقبة (الفيلبوكس)، دقائق ليست طويلة قبل أن نتعرض للهجوم الأول من قبل الفلسطينيين، عندما حاول أحدهم الذي كان يركض باتجاه مجموعة من المشاة التابعة لكتيبة 12، حاول تشغيل عبوة ناسفة على احد المدرعات على بعد من 400 متر من الحدود، إلا انه قتل بعد أن أطلق عليه الرصاص ونيران الرشاشات الثقيلة وتم التأكد من قتله عبر إلقاء قنبلة صوبه".

وأضاف "وكلما تقدمت القوات عبر المسارات والطريق التي شقتها من أجلها قوات الهندسة ازدادت الهجمات الفلسطينية، وقد عرف الجيش أن أي تحرك على محاور الطرق المعروفة يعني كارثة، لأن حماس زرعوا منذ سنوات عبوات ناسفة ضخمة على هذه المفترقات والطرق لكن يبدو أنهم توقعوا أيضا خطة الجيش القائمة على شق طرق ومسارات جديدة واستعدت بقوات كبيرة من أجل إمطارنا بالنيران".

وأوضح التقرير العبري، أن قيادة جيش الاحتلال، كانت تنظر إلى معركة حي الشجاعية على أساس أنها "بوابة الدخول للمدينة السفلى"، في إشارة إلى شبكة الأنفاق التي حفرتها المقاومة الفلسطينية تحت غزة.

ونقلت "معاريف" عن الجندي المقاتل في جيش الاحتلال قوله إنه "في الليلة الأولى من دخولنا، تم توصيلنا إلى الأهداف المرجوة، كانت هناك مقاومة شرسة، وحين وصلنا للمنزل الذي كنا نريد تمشيطه، وأن نحوله إلى نقطة مراقبة ورصد لمراقبة أحد المحاور، خرج قائد السرية من المدرعة التي استقليناها بالتزامن مع مواصلة إطلاق قذائف الدبابات باتجاه المنازل المشرفة على المبنى الذي نستهدفه، فيما بقي بقية أفراد القوة في الخلف ننتظر قيامه بتفجير جدار المبنى والدخول إليه، وكان من المفترض بنا أن نترجل خارج المدرعة بعد انتهاء قائد السرية والجنود المرافقين له من عملية تمشيط وتأمين الطابق السفلي من المبنى، ولكن في الثانية التي همً بها دخول المبنى أصيب الطابق السفلي من المنازل بصاروخ وفتحت باتجاهنا نيران مدفعية ومن أسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للمدرعات، و كل ذلك تحت ستار الظلام الحالك".

ووفقا لأقوال ضباط كبار "لم تكن الضربة الإسرائيلية الأولى بواسطة الطائرات والمدفعية قوية بما يكفي وبقي مقاتلو حماس تحت الأرض دون أن يمسهم أذى ليبدأ العشرات منهم تمام السادسة صباحا أي بعد ساعات من الدخول البري في شن هجمات منسقة ومتزامنة ضد جنود لواء غولاني من مسافة لا تتعدى عشرات الأمتار، مطلقين وابلا كثيفا من الصواريخ المضادة للدروع ونيران القناصة".

وقال ضابط كبير في سلاح المدفعية بان ضربة المدفعية الأولى التي وجهت للشجاعية "لم تستجب لاحتياجات القوات، لهذا كان بإمكاننا أن نستمع عبر أجهزة الاتصال إلى صرخات الجنود والضائقة التي وجدوا أنفسهم فيها، وهنا صدرت الأوامر للجنود بضرورة دخول السيارات المدرعة والبقاء فيها نصف ساعة فتحت خلالها ثلاث كتائب مدفعية نيرانها باتجاه مواقع تمركز الجنود".

وأضاف الضابط "في تمام العاشرة صباحا وحين أدركوا أن غولاني دخل في كمين محكم وانه قد يتلقى خسائر أخرى صدرت الأوامر بفتح نار المدفعية بهدف إنقاذ جنود اللواء وإجبار مقاتلي حماس الذين أحاطوا بالجنود على الفرار، وتم لأول مرة منذ معركة السلطان يعقوب عام 1982 فتح نيران المدفعية باتجاه مناطق تواجد فيها جنود الجيش، وهناك احتمال كبير جدا أن يصابوا من نيران مدفعيتنا وذلك لقرب مسافة الاشتباك التي لا تزيد عن عشرات الأمتار، وقمنا بذلك بحذر شديد بعد أن تلقينا دعم ومصادقة قادة كبار، وذلك رغم احتمال إصابة قواتنا لقد كان قرارا يمكن أن يكلفنا ثمنا كبيرا رغم تحصن الجنود داخل مدرعاتهم".

يشار إلى أن معركة "السلطان يعقوب" وقعت عام 1982 بين جيش الاحتلال والقوات السورية في بداية التحرك الإسرائيلي نحو لبنان قبيل احتلاله، حيث تم محاصرة كتيبة من جيش الاحتلال، وخسر الإسرائيليون خلالها نحو 30 جنديا من مقاتليهم.