خبر لبيد والسياسة القديمة- هآرتس

لبيد والسياسة القديمة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قبل نحو شهرين خرج وزير المالية يئير لبيد في هجوم حاد على سياسة رئيس الوزراء تجاه الفلسطينيين والولايات المتحدة ودعا بنيامين نتنياهو الى رسم خريطة الحدود الدائمة لاسرائيل للتقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين وتحسين العلاقات الخارجية للدولة. وفي خطابه في حزيران في مؤتمر هرتسيليا قال لبيد ان كل فراغ سياسي ينشأ سيدهور اسرائيل الى عزلة دولية، سيلحق اضرارا اقتصادية ويؤدي الى تصعيد أمني، بل ان لبيد صرح بانه لن يتردد في اسقاط الحكومة في حالة ضم المستوطنات. ورغم أن "يوجد مستقبل" لم يدعِ ابدا اقتراح أي مشروع سياسي، حرص لبيد على أن يبث لناخبيه بانه جهة معتدلة في الحكومة، تؤيد التسوية السياسية.

بعد أن فشل في تحقيق وعوده للناخبين – تجنيد الاصوليين وتخفيض غلاء المعيشة – امتشق لبيد خشبة نجاة سياسية، في شكل مشروع القانون صفر في المئة ضريبة قيمة مضافة، تظهر فيه المزيد فالمزيد من التشويهات الدستورية والعلل الاقتصادية. ويتبين الان بان مشروع القانون الاشكالي يأتي مع "ضريبة مستوطنات". فمن أجل اقرار قانون صفر في المئة ضريبة قيمة مضافة، باسرع وقت ممكن والامتناع عن الحرج فان "يوجد مستقبل" مستعد لان يبتز سياسيا.

لجنة المالية، التي يترأسها نيسان سلوميانسكي من البيت اليهودي، أقرت أول أمس تحويل 20 مليون شيكل الى السلطات المحلية في المناطق. هذا جزء من مبلغ شامل بمقدار 40 مليون شيكل قررت الحكومة صرفه بعد اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة. وبتقدير محافل في الكنيست، فان باقي المبلغ، 20 مليون شيكل، سيصرف بعد اقرار قانون صفر في المئة ضريبة قيمة مضافة. ورفض سلوميانسكي الرد على طلب النواب يعقوب ليتسمان، موشه جفني، اسحق كوهين وستاف شبير – التي اخرجها حتى من المداولات – الاعلان اذا كانت توجد أم لا توجد "صفقة" بين الحزبين.

يتصرف سلوميانسكي في لجنة المالية، وليس لاول مرة، وكأنها صندوقه الخاص، أو للدقة، وكأنها الصندوق الخاص للمستوطنات. وهو لا يشرك اعضاء اللجنة بكامل التفاصيل عن تحويلات مالية بحجم عشرات ومئات ملايين الشواكل. قبل نحو شهر نصف الشهر، مثلا، أقرت لجنة المالية تحويل 888 مليون شيكل لوزارة التعليم، دون أن يعرف اعضاؤها لاي اهداف ستصرف الاموال.

"يوجد مستقبل" بالذات الذي وعد ناخبيه بـ "سياسة جديدة"، يتبين مرة اخرى ككيان عديم المبادىء، يجري مساومات سياسية كي يحقق انجازات لرئيسه.