خبر صحفي إسرائيلي معارض للعدوان يخشى الخروج إلى المقهى

الساعة 07:13 ص|14 أغسطس 2014

غزة - وكالات

يبدو واقع العدوان على قطاع غزة بعيدا كل البعد عن مدينة تل ابيب مع مرتادي الشواطىء والحفلات والحانات والمطاعم، بينما يجهد الصحافي اليساري جدعون ليفي لنقل ما يحدث على الجانب الاخر من الحدود، ما ادى الى اتهامه "بالخيانة".
وليفي الكاتب المعروف في صحيفة هآرتس يعد رمزا لمعارضي عملية "الجرف الصامد" التي أطلقتها إسرائيل في 8 تموز (يوليو) الماضي ضد قطاع غزة.
ويعرف عن ليفي مواقفه المدافعة عن القضية الفلسطينية ولكنه اصبح يعد "خائنا" في اسرائيل بعد ان كتب مقالا في منتصف تموز (يوليو) الماضي اتهم فيه الطيارين الإسرائيليين "بارتكاب افظع الاعمال" في قطاع غزة.
وجاء رد الفعل على مقال ليفي عنيفا حيث الغى العديد من القراء اشتراكاتهم في صحيفة هآرتس كما وهدد عضو البرلمان الاسرائيلي ياريف ليفين وهو امين عام الائتلاف الحكومي في اسرائيل بملاحقته قضائيا بتهمة "الخيانة".
ووصل الامر ببعض الاسرائيليين الى الاعتداء عليه بالضرب في الشارع ما دفع هآرتس الى توظيف حراس شخصيين له.
وكان ليفي اثار بالفعل جدلا واسعا في عملية "الرصاص المصبوب" ضد قطاع غزة اواخر عام 2008 حيث كتب مقالا انتقد فيه الجيش الإسرائيلي ولكن لم تكن ردود الفعل الغاضبة بهذا الحجم.
وقال ليفي في مكتبه "لم اواجه من قبل ردود فعل عدائية كهذه، ابدا". وقال انه يخشى الذهاب الى المقاهي حتى لا يتعرض لاعتداءات من مواطنين او جنود إسرائيليين.
ويدعم الرأي العام الإسرائيلي بغالبية مطلقة العدوان على قطاع غزة حيث اشار استطلاع راي نشره المعهد الديمقراطي الاسرائيلي ان 95 % من الاسرائيليين اليهود يدعمون العدوان.
وقال ليفي "منذ سبع سنوات والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تحرض على العنصرية عبر القوانين غير الديمقراطية التي تنزع صفة الانسانية عن الفلسطينيين في وسائل الاعلام، ووصل هذا الى ذروته وقت الحرب".
واضاف بمرارة "كل الناس لا تهتم ابدا بالمعاناة في غزة واكثر من ذلك، ان تجرأت على التعاطف فانك تصبح خائنا".
واعرب عن امتنانه في ذات الوقت لرئاسة تحرير صحيفته وبعض القراء الذين دعموه.
واكد "حظيت بكثير من الدعم من الخارج في أوروبا والولايات المتحدة وباكستان وجميع انحاء العالم، ولكنه أقل في إسرائيل".
وفي الاسابيع الاخيرة، خرجت عدة تظاهرات ضد العدوان على غزة وجمعت احداها بضعة الاف ولكنها جميعا شهدت مواجهات مع متظاهري اليمين المتطرف.
والسبت الماضي، قبيل دخول التهدئة حيز التنفيذ، تجمع نحو مئة شخص في ساحة رابين في تل ابيب للتظاهر ضد الحرب، متحدين حظر التظاهر الذي فرضته السلطات الاسرائيلية تخوفا من سقوط صواريخ من قطاع غزة.
وقامت مجموعة من مؤيدي العدوان بتظاهرة مضادة قبالتهم حاولوا فيها الاعتداء على المتظاهرين مما دفع الشرطة الاسرائيلية الى خلق منطقة عازلة للفصل بين التظاهرتين.
وفي الاسابيع الاولى للعملية العسكرية ضد قطاع غزة، دوت صفارات الانذار بشكل شبه يومي في تل أبيب التي تبعد نحو 90 كيلومترا عن القطاع.
وقتل 64 جنديا اسرائيليا خلال الحرب جميعهم داخل قطاع غزة. في حين قتل اسرائيليان واجنبي جراء سقوط قذائف او صواريخ محلية الصنع اطلقت من غزة. وفي المقابل استشهد نحو الفي فلسطيني معظمهم من المدنيين وبينهم عدد كبير من الأطفال.
ولكن الحياة عادت إلى طبيعتها في تل ابيب، حيث خرج الجميع الى الشواطىء والمطاعم والمقاهي بينما عاد الفلسطينيون في قطاع غزة الى منازلهم التي دمر معظمها بفعل القصف الإسرائيلي الكثيف.
وتعقيبا على ذلك يقول ليفي "الحياة مستمرة. لا أحد يهتم بالثمن الذي دفعه الجانب الآخر.. لا أحد يهمه حجم الدمار والقتل في غزة".

-(ا ف ب)