خبر مطالب مبالغ فيها- هآرتس

الساعة 10:01 ص|11 أغسطس 2014

مطالب مبالغ فيها- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بعد قتال لاكثر من شهر، عرضت وزارة الدفاع مطالب مالية استثنائية. فهي تطلب 7 مليار شيكل لتغطية كلفة حملة "الجرف الصامد" و 11 مليار شيكل آخر للعام 2015، لتنفيذ مهام تبينت ضرورية في اثناء الحملة.

يدور الحديث عن مطلبين مختلفين. المطالب لتغطية كلفة الحملة منطقية بشكل مبدئي، ولكن لا ينبغي الاخذ بها حرفيا، بل فحص ما معنى "تغطية كلفة الحملة" في لغة وزارة الدفاع. واضح أن الحديث يدور عن مبالغة كبيرة للغاية. كما ينبغي مطالبة جهاز الامن بالمشاركة في العبء، والاستيضاح أيضا اذا كان الجهاز لا يستغل الفرص كي يبالغ في مطالباته في مواضيع لا ترتبط بالحملة. في كل الاحوال، ينبغي انهاء موضوع التعويضات في سنة الميزانية الحالية، دون كسر الاطار، في ظل استخدام الاحتياطات القائمة الان في الميزانية.

أما المطلب الثاني، لزيادة ميزانية الدفاع بمبلغ هائل مقداره 11 مليار شيكل، فلا ينبغي قبوله. فلم يطرأ أي تردٍ في وضعنا الاستراتيجي، حين تكون التهديدات من حولنا صغيرة بالنسبة للسنوات الماضية. حماس في غزة ايضا تلقت ضربات جسيمة، فرئيس الاركان هو الذي يدعي ذلك بنفسه. وعليه، فلا ينبغي أن يضاف الى ميزانية جهاز الامن حتى ولا شيكل واحد أخر في 2015 مقارنة بـ 2014. فالميزانية هائلة على اي حال، حيث تبلغ نحو 60 مليار شيكل وهي أعلى بكثير من كل ميزانيات الدفاع لكل الدول العربية التي تحيطنا، معا.

بدلا من المطالبة بـ 11 مليار، على جهاز الامن ان يدخل النجاعة وان ينفذ كل الدروس من حملة الجرف الصامد في اطار ميزانيته الداخلية. عليهم أن يوفروا في بنود عديدة، أولا وقبل كل شيء في قيادات الجبهة الداخلية المنتفخة وفي البيروقراطية الهائلة. فلا يمكن مواصلة توزيع التقاعد في سن 46 لرجال الجبهة الداخلية الذين يخدمون في "الكريا" في تل أبيب. كما ينبغي فحص كل المشاريع الكبرى اذا كانت ضرورية واجراء اصلاح في قسم التأهيل، تقليص الوفد الى الخارج والغاء الازدواجيات الكثيرة التي توجد بين وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي. لا ينبغي المس بالشروط وبالوسائل القتالية التي يحصل عليها الجنود والقادة القتاليين.

الجيش لا يدير صراعا ضد المالية. فهو يدير صراعا مع كل الميزانيات المدنية. كل علاوة يتلقاها الجيش في 2015، ستأتي على حساب التعليم، الصحة، الرفاه، البنى التحتية، البحث والتطوير، التعليم العالي، التأهيل المهني، الحضانات النهارية والمساعدة للمسنين. في الاقتصاد لا توجد وجبات مجانية.