بالصور عائشة.. عادت لمعهد الأيتام « لطيمة » ..!

الساعة 09:57 ص|11 أغسطس 2014

غزة (خـاص)

 سكوتها الدائم لا يحمل سوى ألم لا تستطع أن تعبر عنه ليس سوى بسبب هول الصدمة التي شاهدتها بأم عينها، لا يكسر هذا الصمت سوى صرخاتها ونداءاتها الدائمة وأسئلتها الكثيرة حول والدتها التي استشهدت في مجزرة مدرسة بيت حانون شمال قطاع غزة، لتلحق بوالدها المتوفي منذ عدة سنوات.

حكاية حزن وألم وغصة قلب ترصدها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن الطفلة عايشة شيبوب الشنباري ذو الثماني سنوات، والتي فقدت والدتها وثلاثة من أخواتها وزوجة والدها في المجزرة التي استهدفت مركز إيواء في مدرسة بيت حانون وراح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً في الرابع والعشرين من شهر يوليو الماضي.

عائشة اليتيمة عادت لمركز الأمل للأيتام "لطيمة" .. واللطيم هو من يفقد والديه ،، أما اليتيم فهو من يفقد أحدهما، فالحرب حولت أطفال لغزة ليتامى لا عون لهم ولا قوة.

عيونها الجميلة لا تحمل سوى دمعاً لم يذرف بعد، فهي تعيش حالة صدمة، تشردت وعائلتها من منزلها المدمر، لتقطن في مركز إيواء في المدرسة ظناً منهم أنه في مأمن من طائرات العدو الغادرة، التي قصفت المشردين، لتنتقل عائلتها جزء منها للمقابر والآخر في المستشفيات، ليبقى الجزء المتبقي منها في معهد الأمل للأيتام التي آوت عائلتها.

مجزرة

عائشة وأشقائها خديجة (8 سنوات) وعلي (10 سنوات) الذي استشهد خلال المجزرة كانوا من أطفال معهد الأمل للأيتام من قبل الحرب الأخيرة على غزة، ولكن بعد نشوب الحرب لجأوا وعائلتهم لمركز إيواء افتتحه المركز لهم لإيواء الأطفال الأيتام وعوائلهم.

عندما سألنا عن عائلة عائشة لم تُجب، وفضلت أن تظل ساكتة، لتجيب أختها مرام (23 عاماً) أمي وزوجة أبي وأخوتي ثلاثة استشهدوا، فيما أصيب خمسة من أخوتي هم: منار (14 سنة) والتي بترت ساقيها ونقلت لمشافي الأردن لتلقي العلاج، وابراهيم (11 سنة) أصيب في أمعائه ورجله ويتم الاستعداد لنقله للخارج للعلاج.

كما أصيب أشقائها يوسف (13 سنة) بكسر في ساقه فيما أصيب محمود (19 سنة) بتقطع الأوردة وقد أجرت له عدة عمليات، فيما أصيبت مرام نفسها بشظايا.

عائلة عائشة الشنباري تحكي قصة مأساة فلسطينية تعرضت للقصف في مركز لإيواء المشردين كغيرها من الغزيين الذي ارتقوا في مدارس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، بعد تعرضها للقصف الغادر.

يذكر، أن العدوان الصهيوني الغادر خلف أكثر من 1900 شهيد، وأكثر من 10 آلاف جريح، منهم عشرات المجازر التي أدت لارتقاء عوائل بأكملها، فضلاً عن استهداف المراكز التي تأوي مواطنين وعائلات.

والد "عائشة" الذي توفى في حادث سير قبل ثلاثة أعوام، لديه ثلاثة زوجات، و23 ولد وبنت، استشهدت زوجتاه فلسطين وفاطمة، وولديه على وعبد ربه، وابنته مريم خلال المجزرة الصهيونية على المدرسة.

الأنروا تقصف

تقول ابنته مرام: أبلغنا وفد من الصليب الأحمر أنه سيتم إخلاء المدرسة بسبب مطالبة الاحتلال رفع التنسيق عن تلك المدرسة، وما أن بدأ المواطنون التجمع في ساحتها حتى يرحلوا بدأت القذائف المدفعية ترمي نارها الملتهبة على المواطنين، فاستشهدت والدتها وزوجة والدتها وأخوتها.

تضيف: أختى كانت تمسك بي وتقول لا تتركيني ولكني لم أستطع فعل شيء لها، وكان الجميع يهرب، وكنت أنظر لوالدتي وهي تنزف وقد استشهدت وكذلك أخوتي ، ولكني لم أع ماذا أفعل .. الموقف كان صعب.

المعهد يتحول لمركز إيواء

مايقارب من 40 فرداً من عائلة الشنباري تقطن الآن في معهد الأمل للأيتام بعد هدم منازلهم، بالإضافة لـ آخرين يصل عددهم جميعاً لـ 700 شخص من الأطفال والنساء والرجال يأويهم المعهد لحين انتهاء الحرب على غزة حسب مديرة العلاقات العامة في المعهد نهى العطاونة.

العطاونة قالت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إن الشهيد علي شيبوب الشنباري كان أحد أطفال المركز، كذلك خديجة وعائشة اللتان استشهدت والدتيهما خلال العدوان الأخير على غزة، حيث قام المركز بإيواء عوائل الأيتام وأقرانهم في المركز بسبب تعرض منازلهم للقصف وإلحاق الضرر الكبير فيها.

وتشير إلى أن المركز كان يضم قبل الحرب 95 يتيماً، إلا أنه وبعد الحرب أصبح يضم 700 شخص بين طفل وامرأة ورجل.

وبينت العطاونة، أن المعهد عمل على إيواء المواطنين تشمل المبيت وتقديم الوجبات والطرود الغذائية وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الدولية والأهلية، لتقديم إجراءات إغاثية للمشردين من خلال طاقم اشرافي من المعهد .

وذكرت، أن المعهد يقدم كذلك ورشات لتعزيز وتأهيل الأطفال تربوياً ونفسياً وهو مشروع كان معد مسبقاً قبل الحرب، ولكن تم تنفيذه على الأطفال خلال إيواءهم في المعهد خلال الحرب، بمشاركة أخصائيين نفسيين لمعالجتهم ، من خلال جلسات تفريغ نفسي لتلافي المشكلات النفسية التي تنتج عن تلك الأحداث الجسام.

وأكدت العطاونة أن المعهد يُعد خطة فور وقف إطلاق النار لاستيعاب الأيتام وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، داعية لتقديم المساعدات اللازمة للمشردين داخل المركز ومواد التنظيف اللازمة.

الصور بعدسة الزميل: داوود أبو الكاس


عائلة الشنباري

عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
عائلة الشنباري
  


عائلة الشنباري