الشجاعية آمنة للنوم ..

بالصور الحياة تدب شرق حي « الشجاعية » تدريجياً..!

الساعة 01:54 ص|11 أغسطس 2014

غزة (خاص)

ما أن نزح المواطنون من منازلهم شرق حي الشجاعية بفعل آلة الحرب والدمار الإسرائيلية حتى توقفت مظاهر الحياة لإشعار أخر وتُرك الحي للقصف المدفعي وغارات الطائرات الحربية ورائحة البارود والجثث المتحللة وأصبح الحيٌ منطقة خالية كالصحراء.

وما أن تم الإعلان بتاريخ (5-8) عن وقف لإطلاق النار حتى تنفس المواطنون الصعداء وسارعوا في تفقد منازلهم التي طالها القصف الإسرائيلي العشوائي فمنهم من وجد منزله مدمر كلياً ومنهم من وجده جزئياً وآخرون لم تتأثر منزلهم سوى بسقوط زجاج المنافذ.

وقد انقسم المواطنون حينها في اتجاهات مختلفة فمنهم من لم يجد سوى الاستمرار في النزوح بالمدارس، ومنهم من قام باستئجار أو شراء شقة وبخاصة لمن دُمر منزله بشكل كامل، وآخرون خاطروا بحياتهم ومكثوا في منازلهم المجاورة من الحدود الشرقية مما أعطى الأمان لمن هم بعيدين عن الحدود لتدب الحياة بشكل تدريجي في الحي المخلى منذ أكثر من 15 يوماً.

المشكلة في الماء والكهرباء ..

المواطن "جبر"، أحد سكان "منطقة تل المنطار" شرق حي الشجاعية وهي منطقة ساخنة وخطيرة في ساحة المعركة مع العدو الإسرائيلي قال: "منزلي استهدف بأكثر من قذيفة مدفعية ورغم ذلك نمت أنا وزوجتي وأبنائي لليوم السادس على التوالي منذ أن بدأت التهدئة وبعد أن انتهت مشيراً إلى أن منطقته أشبه بالصحراء لا أحد حوله من الجيران والأصدقاء".

وأضاف لمراسلنا: "الأمور أصبحت هادئة وآمنة وعادت إلى ما كانت عليه قبل بدء الحرب البرية التي تسببت بتهجيرنا من بيوتنا إلى مدارس اللجوء، لكن الأمر صعب جداً من ناحية توفير الماء فلا يوجد خزانات سالمة من القصف في كل المنطقة ولا يوجد سيارات ماء معدنية (حلوة) لتعبئة الجالونات وبالكاد نستطيع توفير الماء للتغسيل والشرب".

وبعد أن انتهت التهدئة الأولى وواصلت المقاومة قصف المستوطنات الإسرائيلية ماذا فعلتم؟، قال: "بقيت أنا وعائلتي في المنزل ولم نشعر بالخوف من القصف والغارات التي حولنا ولكن شعرنا بالخوف للوحدة والعزلة التي نعيشها بعيداً عن الجيران".

قصة لتعزيز الآمان ..

وعلى بعد 400متر من منزل المواطن أبو مطر يجلس المواطن محمد حلس على كرسيه مقابل ديوان آل أبو العطا حيث قال لمراسلنا: "بدأت النوم في المنزل في اليوم الثاني من التهدئة فلا خوف من الحرب خاصة بعد أن انتهى الاحتلال من الحرب البرية واستمرار الحرب من الجو كما أعلن".

وأضاف في الليلة الأولى شعرت بالخوف أما الثانية جاء أشقائي وبدء جيراني واحد تلو الأخر يأتي للمنطقة دون أبنائه حينها قررت وأشقائي الجلوس في الشارع حتى الساعة الثانية من بعد منتصف الليل لإدخال الأمن والآمان في قلوب الناس.

وبين حلس، أن أحد الجيران كان داخل منزله وبعد أن سمع أصواتنا منتصف الليل خرج واتصل على أبنائه الذين عادوا للمنزل في اليوم التالي.

ارتحت نفسياً وروحياً..

ويعيش النازحون من سكان المنطقة القريبة للحدود الشرقية لقطاع غزة حالة من التردد والخوف من المبيت في منازلهم رغم إعلان الاحتلال وقف العملية البرية ما بقاء العملية الجوية.

بينما المواطن "أبو خالد فورة" فقد أكد أن منطقته خالية من السكان وكأنها صحراء، وأن أكثر ما يخيفني عندما أنام أسمع أصوات حركة في المنزل وفي الشارع وبعد تدقيق أكتشف بأنها أصوات سقوط بعض الردم من المنازل المجاورة التي استهدفها الاحتلال.

وبين "أبو خالد" لمراسلنا، أن النوم في "منزله" بحي الشجاعية أهدى نفسياً وروحياً من النوم في مدارس اللجوء، مشيراً إلى أن المشكلة الوحيدة التي تواجهها المنازل شرق حي الشجاعية بعد التخلص من مشكلة الأمن هي الماء والكهرباء".

ودعا أبو خالد المواطنون للمبيت في منازلهم شرق حي الشجاعية وتنظيفها من الركام والدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.

وشاهد مراسلنا العشرات من سكان حي الشجاعية يعودون إلى منازلهم بشكل تدريجي فالمنطقة الوسطى من حي الشجاعية غرب المقبرة بأمتار تعيش حياة شبه كاملة بالسكان، وبشكل تدريجي تعود الحياة إلى أكبر الأحياء اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة.

وتبقى منطقة المواطنين أصحاب البيوت المدمرة كلياً على طول (الخط الشرقي) من منطقة القبة وحتى ما بعد منطقة مستشفى الوفاء خالية تماماً من السكان.

وناشد المواطنون عبر وكالة فلسطين اليوم الإخبارية المسؤولية في بلدية غزة وشركة الكهرباء إلى سرعة إنهاء المشاكل المتعلقة شرق حي الشجاعية لعودة الأمن والآمان والطمأنينة بين الناس.



الحياة في الشجاعية

الحياة في الشجاعية

الحياة في الشجاعية

الحياة في الشجاعية

الحياة في الشجاعية